شيخ عشائر الدليم لـ («الشرق الأوسط»): العبادي وعدنا بتطويع 30 ألف مقاتل من أبناء الأنبار

«داعش» يجند كل إمكانياته لهجوم جديد على بلدة عامرية الفلوجة الاستراتيجية

TT

كشف شيخ عشائر الدليم، ماجد العلي السليمان، عن أن رئيس الوزراء حيدر العبادي خلال لقائه شيوخ عشائر الأنبار في زيارته إلى الأردن أول من أمس «تعهد بقبول تطويع 30 ألف مقاتل من أبناء عشائر الأنبار في إطار الحشد الوطني».

وقال السليمان في اتصال هاتفي مع «الشرق الأوسط» من مقر إقامته في عمان إن «لقاء شيوخ عشائر الأنبار مع العبادي كان لقاء جيدا وتم خلاله تدارس الأوضاع في محافظة الأنبار وفي عموم المحافظات العراقية والكيفية التي نتمكن فيها جميعا من مواجهة (داعش) والانتصار عليه». وأضاف السليمان أن «من بين أهم المسائل التي نوقشت خلال الاجتماع هي مسألة عودة النازحين إلى مناطقهم وتسهيل عودتهم وتأمين متطلبات ذلك وتعويضهم عما خسروه».

وأكد السليمان إن «العبادي وافق على تطويع 30 ألف مقاتل من أبناء عشائر الأنبار بحيث تكون لكل عشيرة من عشائر المحافظة حصة من هذا العدد على أن تتولى الحكومة تدريبهم وتسليحهم». وردا على سؤال عما إذا كان هذا العدد هو (الحرس الوطني) المزمع تشكيله، قال السليمان إن «هذا العدد لا صلة له بالحرس الوطني بل سميناه الحشد الوطني الخاص بمحاربة (داعش) التي لا بد أن تكون من بين أبناء المحافظة شريطة أن يتم تزويد هؤلاء المقاتلين بالسلاح وأن يتم تدريبهم كذلك». وأشار السليمان إلى أن «من بين ما بحثناه مع رئيس الوزراء هو ضبط الحدود مع سوريا ووقف عمليات التسلل والدخول والخروج كما طلبنا تكثيف الطلعات الجوية ضد (داعش) وأماكن تواجده لأن ذلك وحده الكفيل بدحره»، معتبرا أن «الأهم في كل ما طالبنا به هو المصداقية في تنفيذ الوعود».

وتعليقا على تصريحات السليمان قال رافد جبوري، المتحدث باسم مكتب رئيس الوزراء، لـ«الشرق الأوسط» إن «الرؤية الاستراتيجية برئيس الوزراء هي أن أبناء العشائر هم الذين يعول عليهم في تحرير مناطقهم وضبط الأمن فيها وأن الحكومة ستقدم لهم كل أشكال الدعم». وتابع جبوري «هذا ينطبق على المحافظات الأخرى مثل نينوى وصلاح الدين وديالى». واستطرد قائلا إن «إصرار رئيس الوزراء على تعيين وزير الدفاع والداخلية انطلق من هذه الرؤية».

ميدانيا، فإنه طبقا لما أعلنه مجلس ناحية عامرية الفلوجة الاستراتيجية بمحافظة الأنبار، بدأ تنظيم «داعش» بتحشيد عناصره من 5 مناطق للهجوم على الناحية التي تقع نحو 60 كيلومترا غربي بغداد. وقال رئيس المجلس شاكر محمود في تصريح إن «تنظيم (داعش) الإرهابي حشد عناصره في مناطق اليتامى والحصى والفحيلات والبوهوي وزوبع، للهجوم على ناحية عامرية الفلوجة»، مبينا أن «هذا التحشيد هو الأكبر من نوعه منذ بدأ عناصر التنظيم الهجوم على الناحية». وطالب محمود الحكومة المركزية والقيادات الأمنية بـ«إرسال تعزيزات عسكرية وفوج مدرع آلي إلى الناحية لتعزيز القوات الأمنية والعشائر ومساندتها في حال هجوم التنظيم الإرهابي».

بدورها أعلنت قيادة شرطة الفلوجة عن قيام «داعش» بحشد 250 عنصرا لمهاجمة عامرية الفلوجة، مبينة أن القوات الأمنية قتلت نحو 100 مسلح خلال الهجمات الأخيرة التي شنها التنظيم على الناحية. وقال قائد شرطة الفلوجة العميد فيصل العيساوي في تصريح إن «10 من قادة التنظيم تم إرسالهم من الموصل وتكريت» يشرفون على الهجوم المرتقب الذي قال: إنه «يأتي بعد تكبد التنظيم خسائر بشرية في هجماته السابقة على الناحية»، بما في ذلك «مقتل بعض القادة الكبار في التنظيم بعضهم من جنسيات عربية وأجنبية». وأشار قائد شرطة الفلوجة إلى أن «القوات الأمنية مستعدة لصد هذا الهجوم ولن تسمح للتنظيم بالسيطرة على ناحية عامرية الفلوجة».