حماس تؤمن الحدود مع مصر بنشر المزيد من عناصرها

مصادر: أبو مرزوق نفى علاقة غزة بحادثة سيناء

TT

يراقب مئات من عناصر الأمن التابعة لحماس الحدود مع مصر بشكل حثيث وغير مسبوق هذه الأيام بعد اتهامات مصرية لفلسطينيين من غزة بالمشاركة في عملية قتل جنود مصريين الجمعة في سيناء، وهو الاتهام الذي نفته حماس جملة وتفصيلا. ودفعت الحركة بمئات من عناصرها إلى الحدود في تأكيد على أنها مضبوطة من الجانب الفلسطيني. وقالت مصادر فلسطينية إن «الحركة تراقب كل كبيرة وصغير على الحدود في رسالة إلى مصر بأن أمنها هو جزء من أمن غزة». كذلك وبحسب المصادر فإن القيادي في حماس موسى أبو مرزوق يتواصل بشكل حثيث مع المخابرات المصرية وقد نفى علاقة غزة بالحادث وأبدى استعداد حركته لأي تعاون. وتعتقد حماس أن أطرافا تحاول الزج بها في الحرب الداخلية المصرية. وكان مسؤولون عسكريون في مصر أشاروا إلى تورط فلسطينيين في الحادث الدامي، كما أشار آخرون إلى تورط حماس نفسها. ويعتقد أن هذا الاعتقاد كان وراء تأجيل جولة المفاوضات غير المباشرة بين الطرفين الفلسطيني والإسرائيلي والتي كان يفترض أن تنطلق أمس (الاثنين). وكانت مصر أبلغت الطرفين بتأجيل الجولة إلى ما بعد منتصف الشهر القادم على أقل تقدير. وأكد عضو اللجنة المركزية لحركة فتح، رئيس الوفد الفلسطيني للمفاوضات غير المباشرة مع الجانب الإسرائيلي عزام الأحمد، أن المفاوضات تأجلت إلى النصف الثاني من شهر نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل. وأضاف الأحمد في تصريح بثته الوكالة الفلسطينية الرسمية، أن «الجانب المصري الراعي للمفاوضات أجل موعدها الذي كان مقررا الاثنين، جراء الأوضاع السائدة في شمال سيناء وإغلاق معبر رفح نتيجة العمليات العسكرية التي يقوم بها الجيش المصري في المنطقة». وكان الأحمد وصل مع بعض أعضاء الوفد الفلسطيني إلى مصر الأحد لكن أي عضو في الوفد لم يخرج من غزة بسبب إغلاق معبر رفح. وقال الأحمد إنه «طلب من بقية أعضاء الوفد إلغاء سفرهم إلى القاهرة». وأكدت حماس أنها تبلغت من مصر رسميا بهذا القرار. وقال خليل الحية، عضو المكتب السياسي للحركة، إن «السلطات المصرية أبلغتهم بتعذر سفر وفد حركة حماس اليوم من غزة إلى الأراضي المصرية، عبر معبر رفح بسبب الظروف السائدة في سيناء وما ترتب عليها من إغلاق معبر رفح البري». وكان من المقرر أن تبحث جولة المفاوضات قضايا الميناء والمطار وإعادة الإعمار بشكل رئيسي إلى جانب قضايا الأسرى الفلسطينيين والمنطقة العازلة وعمق الصيد البحري، وجرى الترتيب لهذه الجولة منذ نحو شهر. ورفضت حماس والجهاد الإسلامي أمس أي زج بالفلسطينيين إلى ما يحدث في سيناء. وقال القيادي في حماس صلاح البردويل إن «ما يحدث في سيناء يدمي قلب كل عربي وفلسطيني ومسلم».

وأضاف في بيان أن «حركة حماس تتألم لدماء إخواننا المصريين هناك». ودعا البردويل «كل العقلاء إلى إدانة سفك الدماء وتوجيه كل البنادق إلى صدر الاحتلال الإسرائيلي الذي يسعى لاستباحة الكرامة والمقدسات». ورفضت حماس تصريحات اللواء المصري سامح سيف اليزل التي اتهم فيها كتائب القسام الجناح العسكري للحركة بالوقوف وراء عملية «كرم القواديس» في سيناء. وقال البردويل إن «حماس وجناحها المسلح كتائب القسام، أو أي طرف من قطاع غزة، ليس لديهم أي علاقة في عملية تفجير حاجز الجيش المصري في سيناء»، مضيفا أن «هذه الاتهامات مجرد افتراءات حاول البعض تلفيقها للحركة، دون وجود معلومات حقيقية بهذا الصدد».

ورأى البردويل أن من يلقي هذه الاتهامات، لديه توجه باتهام مسبق لحركة حماس، مضيفا في تصريحات بثتها مواقع محسوبة على حماس «هذه الاتهامات مرفوضة سياسيا وأخلاقيا، ومن الناحية المعلوماتية، ليس لديهم أدنى معلومات، إنما هي محض افتراءات». كما رفضت حركة الجهاد الإسلامي على لسان القيادي فيها خالد البطش، الزج باسم الشعب الفلسطيني في الحادث المأساوي الذي وقع في محافظة سيناء المصرية. وقدم البطش باسم الحركة تعازيه «لعائلات شهداء الجيش المصري» قائلا، «نقدم عزاءنا لعائلات الجنود المصريين ولأشقائنا في مصر عموما ويؤسفنا ما يحصل من سفك دماء وخسائر لا تزال فلسطين أولى بها».

وأضاف البطش «نعتبر ذلك إزهاقا لأرواح كان يمكن أن تنال شرف الشهادة دفاعا عن القدس وفلسطين». وطالب البطش إلى «توجيه كل البنادق إلى صدر الاحتلال الإسرائيلي ومستوطنيه الذي يستبيح كرامة ومقدسات المسلمين في القدس المحتل الذي يواجه اليوم إمكانية التقسيم بسبب انشغال الأمة العربية عنه في قضايا هامشية إذا ما قورنت بفلسطين، مطالبا بالحفاظ على طاقات ومقدرات الأمة وحقن دماء المسلمين».