الجيش العراقي يحشد لمعركة فاصلة مع «داعش» في عامرية الفلوجة

خبير أمني: ضربات التحالف حققت 3 نتائج مهمة

عناصر في «كتائب الخرساني» التي تساند القوات الحكومية في قرية شرق تكريت بعد طرد مسلحي «داعش» منها أمس (إ.ب.أ)
TT

بعد يوم واحد من إعلان شيخ عشائر الدليم، ماجد العلي السليمان، عن موافقة رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي على تشكيل قوة قتالية من أبناء الأنبار قوامها 30 ألف مقاتل بهدف محاربة «داعش»، كشف مجلس محافظة الأنبار، أمس، عن موافقة وزارة الداخلية على تشكيل «لواء الشهيد أحمد صداك الدليمي» لتحرير مدينة الرمادي من تنظيم «داعش».

وكان السليمان أبلغ «الشرق الأوسط» بأن «هذه الموافقة جاءت على خلفية اللقاء الذي جمع العبادي بعدد من شيوخ العشائر في الرمادي» أثناء زيارته إلى عمان الأحد الماضي. وبشأن تشكيل لواء أحمد صداك قال رئيس مجلس محافظة الأنبار صباح كرحوت، في تصريح أمس، إن «وزارة الداخلية وافقت على تشكيل لواء من 5000 مقاتل من متطوعي أبناء العشائر في محافظة الأنبار»، مبينا أن «اللواء سيحمل اسم قائد شرطة المحافظة السابق أحمد صداك الدليمي». وأضاف كرحوت أن «مهام اللواء ستنحصر في تحرير مدينة الرمادي وحماية مجلس محافظة الأنبار والمباني والدوائر الحكومية ومبنى ديوان المحافظة وقيادة شرطة الأنبار وجميع المراكز الأمنية»، مشيرا إلى أنه «يتدرب الآن في قاعدة الحبانية ولمدة 20 يوما». وتابع كرحوت أن «المقاتلين يتدربون الآن على استخدام الأسلحة الحديثة لمكافحة الإرهاب وحرب الشوارع والقيام بعمليات هجومية ضد تنظيم داعش».

في سياق متصل، تجري التحضيرات الآن، سواء من قبل القوات العسكرية العراقية أو تنظيم «داعش»، لخوض معركة يرشحها الخبراء الأمنيون بأنها سوف تكون فاصلة في عامرية الفلوجة. وأعلن رئيس المجلس المحلي لناحية عامرية الفلوجة، شاكر محمود، عن وصول فوجين مدرعين إلى الناحية «لتعزيز القوات الأمنية والعشائر الساندة لها في معركتها المرتقبة مع التنظيم الإرهابي». وأضاف محمود أن «تلك القوات انتشرت على جميع السواتر لصد أي هجوم محتمل لـ(داعش) على عامرية الفلوجة».

وكانت وزارة الدفاع العراقية أعلنت عن تطهير منطقة الرفوش غرب بغداد ورفع العلم العراقي فوق بناية رسمية في المنطقة، فيما أكدت مقتل 50 إرهابيا خلال العملية. وقالت الوزارة في بيان لها أمس الثلاثاء إن «أفواج وسرايا اللواء (60) تمكنت وبعملية تعرضية واسعة من تطهير قرية الرفوش غرب بغداد، ورفع العلم العراقي فوق بناية مشروع ماء الرفوش». وأضاف البيان أن «العملية أسفرت عن مقتل 50 إرهابيا»، مبينا أن «جثثهم بقيت متناثرة في أرض المعركة».

من جانبه، أكد أوستن أنه «لا يمكن أن تحقق النصر من دون مساعدة الناس في الموصل والأنبار، ولا يمكن لهم أن يساعدونا دون أن يشعروا بأنهم جزء من البلد، وأن يحصلوا على جميع حقوقهم، وعلى الحكومة أن تحقق ذلك».

وحول الدور الذي لعبه الحشد الدولي في المعارك الأخيرة ضد تنظيم «داعش» في العراق، أكد الخبير الأمني في مركز النهرين للدراسات الاستراتيجية هشام الهاشمي، في تصريح لـ«الشرق الأوسط»، أن «التحالف الدولي أنجز خلال الفترة الأخيرة ثلاث مهمات أساسية على صعيد مجريات الحرب ضد (داعش)، الأولى هي قطع التواصل الإلكتروني بين عناصر التنظيم، إذ إنهم لم يعودوا يستخدمون الهواتف في ما بينهم لإمكانية استهدافها، والثانية قطع التواصل اللوجيستي في ما بينهم وذلك بضرب أرتالهم العسكرية ومخازنهم، ولم يعد بوسعهم التحرك بكثافة كما كان عليه الأمر سابقا، وثالثا استهداف معسكرات التدريب والتدريب الشرعي لهم وقد كان الأبرز في ذلك ضرب معسكراتهم في منطقة الصينية بصلاح الدين ومقبرة الحاج بن علي في الموصل»، مبينا أن «هذه المسائل ساعدت كثيرا في التأثير على عمل هذا التنظيم وتحشيداته، وهو ما يتوقع أن يكون له تأثير حاسم في المعارك المقبلة، ومنها معركة عامرية الفلوجة التي زج فيها (داعش) بأسلحة ثقيلة وآليات مدرعة، من بينها 6 من دبابات (إبرامز) الأميركية الصنع التي غنم منها العشرات في معاركه السابقة مع القوات العراقية».