الرئيس الأفغاني الجديد يطمئن بكين أمنيا ويطلب مساعدتها اقتصاديا

غني تعهد لقادة الصين بالمساعدة في محاربة الانفصاليين بمنطقة شينغيانغ

الرئيسان تشي وغني يستعرضان حرس الشرف خلال حفل استقبال في قصر الشعب ببكين أمس (أ.ب)
TT

بدأ الرئيس الأفغاني الجديد أشرف غني أمس زيارة رسمية إلى الصين، حاول خلالها طمأنة بكين إزاء هواجسها الأمنية في منطقة شينغيانغ، لكنه في المقابل يطمح في دعم الصينيين في مشاريع طاقوية وأخرى تتعلق بالبنية التحتية. وتبدو الصين، الجارة لأفغانستان، مهتمة جدا بالثروات المنجمية في هذا البلد، لكنها قلقة من فراغ أمني بعد رحيل قوات حلف شمال الأطلسي.

ويشمل جدول أعمال زيارة الرئيس الأفغاني عقد اجتماع مع نظيره تشي جينبينغ، والإشراف على توقيع سلسلة اتفاقات ثنائية، ثم المشاركة يوم الجمعة في مؤتمر دولي حول إعادة إعمار أفغانستان يعرف بـ«عملية إسطنبول» ويضم خصوصا دول آسيا الوسطى، إضافة إلى الصين والهند وروسيا.

وبعد اجتماع غني مع تشي أمس، قال مسؤول صيني كبير، إن الرئيس الأفغاني تعهد بمساعدة الصين في محاربة المتشددين الإسلاميين، في إشارة إلى من تتهمهم بكين بالسعي لإقامة دولة مستقلة في منطقة شينغيانغ، ويتحصنون على امتداد الحدود الأفغانية - الباكستانية. وقال المدير العام لإدارة الشؤون الآسيوية في الخارجية الصينية كونغ شاون يو للصحافيين بعد اجتماع غني وتشي، إنه «في مجال الأمن عبر الرئيس غني عن الاستعداد والدعم القوي من الجانب الأفغاني في معركة الصين ضد القوى الإرهابية للحركة الإسلامية لتركستان الشرقية».

وتتقاسم الصين حدودا قصيرة تمتد 76 كلم مع أفغانستان عند تخومها الشمالية الغربية في شينغيانغ، كما أنها مهتمة بثرواتها من المناجم. لكن شينغيانغ تشهد منذ أكثر من سنة تصعيدا في أعمال العنف ضد الوجود الصيني من قبل شريحة متشددة من الأويغور الإثنية المسلمة الناطقة باللغة التركية والتي تشكل غالبية سكان هذه المنطقة. وردا على ذلك شنت بكين حملة شديدة لـ«مكافحة الإرهاب». وفي عام 2012 أكد الرئيس السابق حميد كرزاي مجددا دعمه للسيادة الصينية على شينغيانغ. وقد سبق أن حصلت بكين على امتيازات كبيرة في مجال النفط والنحاس في أفغانستان التي يحتوي باطنها على ثروات معدنية تقدر قيمتها بنحو ألف مليار دولار.

وتعد هذه ثاني زيارة خارجية لغني منذ أن خلف الرئيس كرزاي في 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، من خلال أول انتقال سلمي للسلطة في البلاد. وكان الرئيس غني قد زار المملكة العربية السعودية السبت الماضي لأداء العمرة ومناقشة العلاقات الثنائية.

وتريد الصين تولي مزيد من المسؤولية في أفغانستان مع قرب انسحاب غالبية القوات التي تقودها الولايات المتحدة، لكنها تشعر بالقلق إزاء انتهاز الأويغور الوضع إذا انزلقت البلاد مجددا إلى الفوضى. وقال كونغ إن الصين ستقدم 1.5 مليار يوان (245 مليون دولار) مساعدات إلى أفغانستان على مدى الأعوام الثلاثة المقبلة وستساعد في تدريب 3 آلاف من المهنيين الأفغان على مدى الأعوام الـ5 المقبلة. وبعد ديسمبر (كانون الأول) المقبل، سيتعين على قوات الجيش والشرطة الأفغانية أن تواجه بمفردها حركة تمرد طالبان. وستبقى قوة قوامها نحو 12 ألف جندي معظمهم من الأوكرانيين في أفغانستان لتأمين تدريب الجيش.

وكانت وكالة أنباء الصين الجديدة (شينخوا) نقلت عن غني قوله قبل بدء الزيارة: «أتوقع تعميق وتوسيع صداقتنا وتعاوننا مع الصين. لدينا اهتمامات مشتركة ونواجه تحديات مشتركة. مسألة التهديدات تدفعنا للتعاون بشأن السلام والاستقرار». وشدد غني على أن الصين «مستثمر قوي للغاية في قطاع التعدين والغاز والنفط الأفغاني، ويمكن لهذا الأمر أن يساعد البلاد في أن تصبح مركزا للخدمات في قطاع التعدين».