وزير الخارجية المصري: نخوض حربا شرسة ضد قوى الإرهاب.. والمناطق السياحية آمنة

برلمانيون بريطانيون يؤكدون حيوية دور مصر في استقرار المنطقة

TT

في إطار زيارة وزير الخارجية المصري سامح شكري إلى لندن، التي استمرت يومين، أوضح شكري خلال لقاءات مع كل من دوغلاس ألكساندر وزير خارجية حكومة الظل التابعة لحزب العمال البريطاني المعارض، وغاريث توماس وزير شؤون الشرق الأوسط في حكومة الظل، أن مصر تخوض حربا شرسة ضد قوى الإرهاب، مضيفا أن المناطق السياحية في جنوب سيناء بعيدة عن خطر الإرهاب، وأن إجراءات التأمين المتقدمة المُتخذة هناك تتسم بالفعالية.

كما تناول اللقاء عددا من القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك، فضلا عن ظاهرة الإرهاب في ضوء الأحداث الأخيرة التي شهدتها البلاد.

من جانبه، أعرب وزير خارجية الظل البريطاني عن خالص تعازيه لوزير الخارجية ولمصر في ضحايا الحادث الإرهابي الذي وقع في شمال سيناء وراح ضحيته العشرات من ضباط وجنود القوات المسلحة.

وأوضح الوزير شكري أنه مما يزيد من صعوبة المعركة مع الجماعات الإرهابية حرص القوات المسلحة والشرطة على مراعاة طبيعة المناطق التي تنطلق منها الأعمال الإرهابية والتي بها تجمعات سكانية، مبينا أن الحكومة بدأت بالفعل اتخاذ عدد من الإجراءات الجديدة التي سيكون لها أثر مباشر في التعامل بفعالية مع هذه العناصر.

وفيما يتعلق بالتنمية الاقتصادية في مصر والخطوات التي اتخذتها الحكومة في إطار الرؤية المصرية للإصلاح الاقتصادي وتحقيق انطلاقة تنموية، وعلى رأسها إعادة هيكلة منظومة الدعم وإطلاق مشروع تنمية قناة السويس العملاق، وأوضح الوزير شكري أن عملية الإصلاح لن تقتصر على ما تم بالفعل وإنما ستمتد لتشمل إصلاحات تشريعية وضريبية لتهيئة البيئة المناسبة لجذب الاستثمارات، مشيرا في هذا السياق إلى أن تجاوب المواطنين المصريين سواء بالاكتتاب في مشروع قناة السويس أو بإدراك ضرورة اتخاذ قرارات اقتصادية مؤلمة يدل على حجم الثقة والمصداقية اللتين تتمتع بهما القيادة السياسية والحكومة في الشارع المصري.

وتطرق اللقاء إلى عدد من الملفات الإقليمية في مقدمتها مسار الجهود الدولية لمواجهة تنظيم داعش في العراق وسوريا، حيث أعرب ألكساندر عن اهتمامه بالتعرف على رؤية شكري في هذا الشأن، والذي أكد من جانبه أن على المجتمع الدولي مسؤولية مكافحة خطر الإرهاب من خلال رؤية شاملة تتفادى المعالجات الجزئية، وتواجه كل التنظيمات المماثلة باعتبارها مظاهر مختلفة لنفس الآيديولوجية التي توظف الدين لخدمة الأغراض والمطامع السياسية غير المشروعة، فرغم تأييد مصر للتحالف الدولي لمواجهة داعش إلا أننا نرى كذلك أهمية امتداد مواجهة المجتمع الدولي لهذا الخطر لتشمل التنظيمات المشابهة في دول المنطقة ومن بينها ليبيا.

وفيما يتعلق بالدور المصري في التوصل إلى وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحماس في أغسطس (آب) الماضي، ثمن وزير خارجية الظل البريطاني الدور المصري المحوري في التوصل إلى وقف إطلاق النار، معربا عن أمله في أن تسفر الجهود المصرية الحالية عن التوصل إلى آلية لرفع الحصار عن غزة وإعادة إطلاق عملية تسوية سلمية بين الجانبين.

وأشار شكري إلى أن مصر ترى ضرورة تضافر جهود المجتمع الدولي لدعم إعادة إعمار غزة، كما شدد على أهمية أن يقترن الجهد الدولي لإعادة إعمار غزة بإعادة إطلاق عملية السلام والضغط على الحكومة الإسرائيلية للتجاوب مع جهود التسوية بشكل صادق.

أما بالنسبة للوضع في سوريا، فقد شدد وزير الخارجية المصري على أهمية التوصل لحل سياسي للأزمة هناك بما يحفظ لسوريا وحدتها ويحقق للشعب السوري طموحاته. وعلى صعيد متصل، عقد شكري أمس اجتماعا مع مجموعة أصدقاء مصر في مجلس العموم البريطاني، حيث أكد البرلمانيون على ‏الدور الحيوي المهم الذي تلعبه مصر في استقرار المنطقة.‏ وتحدث شكري عن تطورات الوضع الداخلي في مصر وتنفيذ خارطة الطريق، إضافة إلى إطلاع البرلمانيين على التوجهات الاقتصادية للحكومة والخطوات الجريئة التي اتخذتها لدفع ‏عجلة التنمية.‏ وأعرب أعضاء مجلس العموم البريطاني عن حرصهم على دعم العلاقات مع مصر، وتعزيز ‏العلاقات البرلمانية بمجرد تشكيل مجلس النواب الجديد، مؤكدين دعمهم للخطوات التي ‏اتخذتها الحكومة نحو التحول الديمقراطي في البلاد.‏ وأبدى البرلمانيون البريطانيون من مجموعة أصدقاء مصر استعدادهم لتقديم أي مساعدة ‏للحكومة المصرية، مشيرين إلى دور مصر الحيوي لتحقيق الاستقرار في المنطقة، وأن ‏استقرار مصر ينعكس إيجابا على استقرار المنطقة كلها.‏