الفيفا يؤكد إقامة كأس العالم للأندية في موعدها بالمغرب

بينما يجتمع مسؤولون مغاربة مع حياتو لمناقشة تأجيل بطولة الأمم الأفريقية

منتخب نيجيريا آخر فائز ببطولة أفريقيا عام 2013 ربما يستمر محافظا على اللقب في حال إلغاء بطولة 2015 بالمغرب
TT

أعلن الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) أمس أن بطولة كأس العالم للأندية ستقام كما هو مخطط لها في المغرب في شهر ديسمبر (كانون الأول) المقبل رغم القلق السائد بسبب انتشار فيروس «إيبولا» في القارة السمراء. وجاء في بيان للفيفا أمس: «بالنسبة إلى بطولة كأس العالم للأندية المقرر إقامتها في المغرب، فإن صحة اللاعبين والمسؤولين وجماهير كرة القدم يتمتعون بالأولوية القصوى، كما هو الحال في أي بطولة أخرى تابعة للفيفا».

وأضاف البيان: «وفقا لما ورد من منظمة الصحة العالمية فلا يوجد حاليا أي حالات إصابة بـ(إيبولا) في المغرب، لذا سيتم استكمال جميع الترتيبات الخاصة بالبطولة كما هو مخطط لها». وتابع: «يتابع فيفا الموقف عن قرب وهو على اتصال وثيق مع السلطات المغربية، كما أنه حريص على تحديث موقفه باستمرار وفقا لدليل الإرشاد التقني الخاص بمنظمة الصحة العالمية». وتضم بطولة كأس العالم للأندية الفرق الستة الفائزة بلقب البطل القاري على مستوى الأندية، بما فيهم نادي ريال مدريد الإسباني حامل لقب مسابقة دوري أبطال أوروبا، كما يشارك في البطولة نفسها نادي المغرب التطواني ممثلا عن البلد المضيف.

وكانت الحكومة المغربية طالبت مؤخرا بتأجيل بطولة كأس الأمم الأفريقية، التي من المقرر أن تستضيفها البلاد في الفترة ما بين 17 يناير (كانون الثاني) و8 فبراير (شباط) 2015. وسيتم مناقشة هذا الطلب خلال اجتماع اللجنة التنفيذية لاتحاد الكرة الأفريقي (كاف) في الثاني من نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل بالجزائر العاصمة. وأشاد الفيفا بقرار الكاف بنقل المباريات الدولية للدول التي تعاني من انتشار وباء «إيبولا» مثل ليبيريا وسيراليون وغينيا إلى أراضٍ محايدة، ونصح الأندية بإجراء فحوص طبية على اللاعبين العائدين من مباريات تشارك بها منتخبات أو أندية من هذه البلدان.

من جهة أخرى يلتقي وفد مغربي اليوم في العاصمة الكاميرونية ياوندي رئيس الاتحاد الأفريقي لكرة القدم عيسى حياتو «من أجل شرح أسباب» طلب تأجيل تنظيم كأس أمم أفريقيا 2015 بسبب التخوف من تفاقم انتشار فيروس «إيبولا»، حسبما أفاد مصدر مسؤول لوكالة الصحافة الفرنسية أمس. وقال المصدر المسؤول في الاتحاد المغربي إن «وزير الشباب والرياضة ورئيس الجامعة الملكية (الاتحاد) ومدير مكتب الأوبئة سيسافرون إلى ياوندي لملاقاة عيسى حياتو وشرح أسباب طلب المغرب تأجيل كأس أفريقيا». وطالب المغرب الذي من المقرر أن يستضيف كأس الأمم الأفريقية رسميا الاتحاد الأفريقي بتأجيل البطولة بسبب داء «إيبولا» الذي حصد أكثر من 4500 ضحية حتى الآن.

وكان محمد أوزين، وزير الشباب والرياضة المغربي، قد تحدث في وقت سابق لوكالة الصحافة الفرنسية عن موعد «غير محدد بعد» مع حياتو في ياوندي، من أجل شرح خلفيات الطلب المغربي، قبل مطلع الشهر المقبل، أي قبل زيارة رئيس الاتحاد الأفريقي للمغرب من أجل الموضوع نفسه. وسيسبق هذا الاجتماع المقرر اليوم، اجتماع اللجنة التنفيذية المقرر في الجزائر العاصمة على هامش إياب الدور النهائي لمسابقة دوري أبطال أفريقيا 2014. ومن المنتظر أن يتم عقد لقاء بين الاتحاد الأفريقي برئاسة حياتو والمسؤولين المغاربة في الرباط في الـ3 من الشهر ذاته، للتباحث أكثر حول التأجيل.

وغادر وفد من الاتحاد الأفريقي أمس العاصمة الرباط بعدما عقد عدة لقاءات مع المسؤولين المغاربة، ناقش خلالها «جوانب التسويق» المتعلقة بكأس أفريقيا للأمم، حسبما أفادت وكالة الأنباء الرسمية. وبحسب المصدر نفسه فإن برنامج الزيارة ركز في المقام الأول على الجوانب التسويقية للمسابقة والعملية التسويقية للرعاة الوطنيين، إضافة إلى حفل قرعة هذه المسابقة الكروية القارية، والمقرر في 26 نوفمبر في الرباط. وكان الاتحاد الأفريقي خاطب 7 اتحادات وطنية طلبت استضافة نسخة 2017 بعد سحبها من ليبيا لأسباب أمنية إضافة إلى جنوب أفريقيا، لمعرفة موقفها من استضافة نسخة 2015 في حال إصرار المغرب على تأجيلها بسبب تخوفه من فيروس «إيبولا» القاتل.

والدول الـ7 هي مصر والسودان والجزائر والغابون وجنوب أفريقيا وغانا وكينيا وزيمبابوي، لكن جنوب أفريقيا والجزائر والسودان ومصر لم تبدِ استعدادها استضافة الكأس الأفريقية للأمم للأسباب نفسها المتعلقة بتهديدات فيروس «إيبولا». والتقى رئيس الاتحاد المغربي فوزي لقجع نهاية الأسبوع حياتو في ياوندي، حسبما أفادت الصحافة المغربية، وتباحثا حول المسائل التنظيمية في ظل طلب التأجيل. ونفى المغرب بشدة قبل 10 أيام أن يكون انسحب من تنظيم كأس الأمم الأفريقية المقررة مطلع عام 2015، معربا عن «الرغبة الشديدة باستضافة النسخة المقبلة» حسب بيان لوزارة الشباب والرياضة.

الجدال السائد حول تأجيل بطولة كأس أمم أفريقيا لم يقتصر على القارة الأفريقية، بل امتد إلى القارة الأوروبية، حيث رد الفرنسي ميشال بلاتيني رئيس الاتحاد الأوروبي لكرة القدم في وقت سابق بغضب على ما تردد بأنه يتدخل في شؤون كرة القدم في أفريقيا، ونفى أن يكون دعا إلى تأجيل كأس الأمم الأفريقية 2015 المقررة في المغرب مطلع العام المقبل بسبب فيروس «إيبولا». وكان الاتحاد الأفريقي لكرة القدم ادعى في بيان أصدره بأن بلاتيني اقترح تأجيل البطولة الأفريقية المقبلة المقررة في يناير المقبل بسبب تفشي الفيروس القاتل الذي أودي بحياة أكثر من 4500 شخص حتى الآن.

ورد بلاتيني على ذلك بأن أبلغ نظيره الأفريقي عيسى حياتو بأن الادعاء «غير مبرر.. بل ومهين أيضا». وأضاف بلاتيني قوله في خطاب إلى حياتو: «لم يحدث أنني تدخلت بأي شكل في شؤون الاتحاد الأفريقي لكرة القدم ولم يحدث أنني دعوت إلى أو أيدت تأجيل كأس الأمم الأفريقية المقبلة». وجاء في خطاب بلاتيني أيضا: «أكدت بكل وضوح خلال هذه المقابلة أنك أنت والاتحاد هم من سيتخذ القرارات التي ترونها مناسبة وكنت واضحا في هذا تمام الوضوح». ومضى خطاب بلاتيني قائلا: «وبهذا الدليل الدامغ فإنه من الواضح أن بيانكم استند إلى معلومات غير دقيقة نقلت إليكم، وأنا بذلك أعتبر بيانكم غير منصف وغير مبرر، بل هو مهين أيضا».