ليبيا: تنظيم إرهابي يدعو السكان لبيعة «أمير داعش» في درنة

الجيش يواصل معاركه الأخيرة ضد المتطرفين في بنغازي.. وطرد سفير ليبيا لدى النيجر

TT

بينما دعا تنظيم متطرف أهالي مدينة درنة في شرق ليبيا لإعلان البيعة علانية يوم الجمعة المقبل لأمير تنظيم داعش، أعلن العقيد ونيس بوخمادة، قائد القوات الخاصة بالجيش الليبي في مدينة بنغازي بشرق ليبيا، أن قواته التي تقوم بما وصفه بعمليات نوعية في المدينة، تسعى لحماية وتثبيت محور بنينا، وأنها موجودة بقوة في كل مواقع الاشتباك داخل المدينة.

وأكد في تصريحات لوسائل إعلام محلية أن قوات الجيش تتقدم في المواجهات التي تخوضها ضد المتطرفين وسط تأييد شعبي.

وقال مسؤول عسكري لـ«الشرق الأوسط»، إن طائرات تابعة للجيش شنت أمس غارات جوية مكثفة ضد المواقع التي تحصن فيها بعض فلول الجماعات الإرهابية داخل عدة مناطق في بنغازي، مشيرا إلى أن قوات الجيش في طريقها لاقتحام حي الليثى القديم الذي يعتبر المعقل الأخير للمتطرفين هناك.

في المقابل، أكد أعضاء من مجلس النواب الليبي، زاروا مدينة بنغازي أول من أمس، أن منطقة بنينا والمطار أصبحت منطقة آمنة بالكامل بعد أن تم تطهيرها من الجماعات المسلحة الخارجة عن الشرعية، وأن الجيش الوطني، بالتعاون مع الأهالي وشباب بنغازي، يقوم حاليا بتطهير بعض أحياء المدينة من آخر جيوب الخارجين عن الشرعية.

من جهة أخرى، أعلن ما يسمى «المكتب الدعوي» التابع لوزارة الأوقاف التي أنشأتها جماعة متشددة بمدينة درنة أخيرا، دعوة سكان المدينة إلى ملتقى وحشد شعبي أمام نادي دارنس يوم الجمعة المقبل تحت عنوان «نمد الأيادي لبيعة البغدادي».

وكان ما يسمي بمجلس شورى شباب الإسلام في درنة أعلن رسميا الشهر الماضي، البيعة للبغدادي ونظم عرضا لاستعراض قوته العسكرية في المدينة التي تخلو من أي وجود حقيقي لقوات الجيش والشرطة النظامية.

إلى ذلك، طلب مفتي ليبيا، الشيخ الصادق الغرياني، من رئيس بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا الذي التقاه في العاصمة الليبية طرابلس برفقة السفير الإيطالي جوزيف بوتشينو، توصيل عدة رسائل إلى المجتمع الدولي، من بينها ضرورة وضع حد للتدخل الخارجي في ليبيا.

وقالت دار الإفتاء الليبية، في بيان أصدرته أمس، إن المفتى ناقش مع ليون دور المجتمع الدولي في دعم الاستقرار بليبيا، واستعراض الوسائل المتاحة لذلك في الوقت الراهن.

وكان ليون دعا الليبيين لأن يجدوا حلا بأنفسهم، عادا التدخل الدولي لا يفيد، حيث عد في مؤتمر صحافي عقده بطرابلس أن الوقت ينفد أمام هذا البلد، مضيفا: «الخطر أنه في الأسابيع الماضية اقتربنا جدا من نقطة اللاعودة، وعلى الليبيين أن يعالجوا هذا الأمر، هذا متروك للجهات الليبية، إنه قرارهم». وتابع «نريد أن نرى أن الجميع يحترم وقف إطلاق النار»، معربا عن اعتقاده أن «المجتمع الدولي لن يحدد مهلة زمنية».

بموازاة ذلك، قال عمر الحاسي، رئيس الحكومة غير الشرعية المدعومة من البرلمان السابق، إن بنغازي تتعرض منذ 5 أشهر للقصف من طائرات مجهولة الهوية وبالدبابات والمدفعية الثقيلة، ووصف اللواء المتقاعد خليفة حفتر قائد «عملية الكرامة» التي يشنها الجيش في بنغازي بأنه مجرم سجله كله مذابح وهزائم.

وانتقد دعوة حكومة عبد الله الثني الشرعية لقوات الجيش بتحرير العاصمة طرابلس، وادعى الحاسي أن العاصمة التي استعادت حريتها من الجميع ومن كل الميليشيات المشبوهة، وما زالت تتنفس حريتها، هذه المدينة لن تسمح بعودة جيش القبائل.

وأعلنت أمس الحكومة الليبية المعترف بها دوليا، أنها ستنشئ وكالة أنباء حكومية جديدة تحل محل الوكالة التي استولت عليها فصائل مسلحة أقامت حكومة موازية برئاسة الحاسي.

وقال محمود الفرجاني، مدير وكالة الأنباء الليبية الجديدة، لوكالة «رويترز» بالهاتف من البيضاء، إن حكومة الثني ستنشئ في البيضاء وكالة أنباء تحتفظ بالاسم القديم نفسه (لانا) لاستعادة رمز من رموز السلطة.

وقال الفرجاني إن «لانا» ستنشئ موقعا إلكترونيا مؤقتا جديدا لنشر الأنباء المحلية والحكومية لأن المقر الرئيس الأصلي للوكالة استولت عليه الفصائل المسلحة.

وفي مؤشر على أن الحكومة الموازية التي تقودها مصراتة تشدد قبضتها على الأجهزة الحكومية في طرابلس، أفاد الموقع الإلكتروني لوكالة الأنباء الليبية في العاصمةب أن وزير الاقتصاد في الحكومة الموازية اجتمع مع كبار مسؤولي وزارته لمناقشة السياسة الاقتصادية.

واستولى الحكام الجدد في طرابلس على عدة وزارات والتلفزيون الحكومي ورسخوا نفوذهم على الرغم من أن الأمم المتحدة والقوى الغربية لا تعترف إلا بحكومة رئيس الوزراء عبد الله الثني المقيم حاليا بمنطقة البيضاء.

إلى ذلك، هز انفجار ضخم مدينة طبرق التي يتخذها مجلس النواب الليبي مقرا لها في شرق ليبيا، بالتزامن مع وصول وفود أجنبية. وقال مسؤول أمني، إن سيارة مفخخة انفجرت أمام مديرية أمن طبرق، لكنه نفى سقوط أي ضحايا.

وتنزلق ليبيا - المنتج الرئيسي للنفط - نحو حالة من الفوضى بعد 3 سنوات من الإطاحة بنظام حكم العقيد الراحل معمر القذافي بدعم من حلف شمال الأطلنطي (الناتو) عام 2011.

وتحكم البلاد حكومتان وبرلمانان منذ أن استولى متمردون سابقون من مدينة مصراتة الغربية على العاصمة طرابلس في أغسطس (آب) الماضي وعينوا الحاسى رئيسا للوزراء وأجبروا حكومة الثني التي نصبت رسميا على الانتقال إلى طبرق التي تبعد ألف كيلومتر إلى الشرق من طرابلس.

إلى ذلك، أعلنت وزارة الخارجية الليبية أنها ستجري مراجعة شاملة للسفارات الليبية بالخارج وعدد أعضاء البعثة، معلنة أنه سيتم أيضا تقليص اعداد وإعادة النظر في العاملين بها من حيث الاختصاص والكفاءة والتبعية والجدوى.

واستردت ليبيا أمس سفارتها في النيجر وطردت سفيرها عصام القطوس المحسوب على جماعة الإخوان المسلمين، بعدما منعته قوات الأمن هناك من دخول مقر السفارة بتعليمات من حكومة الثني.