جيش جنوب السودان يتوقع حدوث اشتباكات مع قوات رياك مشار في مدينة بانتيو النفطية

المتحدث باسم الجيش لـ«الشرق الأوسط»: الخرطوم ما زالت تقدم الدعم لمشار.. وقواته قادمة من السودان

TT

جددت جمهورية جنوب السودان اتهاماتها ضد الحكومة السودانية بالتدخل في شؤونها بدعم المتمردين بقيادة نائب الرئيس السابق رياك مشار، وأكدت أن قوات مشار تتجه نحو مدينة (بانتيو) عاصمة ولاية الوحدة الغنية بالنفط، في وقت أعلن متحدث باسم الرئيس سلفا كير بأن زيارته إلى الخرطوم قائمة، بيد أنه أكد أن الجهات المسؤولة عن ترتيب الزيارة في البلدين لم تحدد مواعيدها، فيما بدأت وساطة الهيئة الحكومية للتنمية بدول شرق أفريقيا «إيقاد» مشاورات بشأن الجولة السابعة من المفاوضات بين الطرفين.

وقال المتحدث باسم جيش جنوب السودان فيليب أقوير لـ«الشرق الأوسط» إن قوات المتمردين بزعامة رياك مشار تتقدم نحو مدينة بانتيو عاصمة ولاية الوحدة الغنية بالنفط، وتوقع أن تتم اشتباكات عنيفة خلال الساعات الـ24 ساعة القادمة بين القوات الحكومة والمتمردين، مجدداً اتهام حكومته ضد الخرطوم في دعم وتدريب وإرسال قوات التمرد نحو بلاده، وقال: «الخرطوم أصبحت جزءا مشاركا في هذه الحرب، حيث قامت بتدريب قوات تابعة لمشار في معسكرات داخل العاصمة السودانية وأخرى في مدينة هجليج، وأرسلت إلى شمال ولاية الوحدة بقيادة بيتر قاديت»، بيد أن قوات الطرفين - بحسب أقوير - قد دخلت في اشتباكات في منطقة (كيلو 30) القريبة من حقول النفط في ولاية الوحدة، وأضاف: «يبدو أن الخرطوم ومجموعة مشار يستهدفان حقول النفط للسيطرة عليها بهذا الهجوم الواسع والآن تتقدم نحو مدينة بانتيو»، وقال: «قواتنا ستتعامل مع المتمردين وسترد على الهجوم مع أننا ما زلنا ملتزمين باتفاق وقف الأعمال العدائية الذي تم توقيعه في مايو (أيار) الماضي في أديس أبابا»، ونوه إلى أن جماعة مشار غير جادة في تنفيذ الاتفاقيات منذ توقيعها ولا تسعى إلى السلام، وتابع: «مشار ليست له القدرة للسيطرة على جنرالاته وقواته».

وقد أعلن رئيس جنوب السودان سلفا كير ميارديت في كلمة له أمام مؤتمر حكام الولايات في بلده أن الاشتباكات تجددت في بلدة (بانتيو) عاصمة ولاية الوحدة الغنية بالنفط بين القوات الحكومية والمتمردين، وقال: «رياك مشار زعيم المتمردين لا يزال ينتهك اتفاقية وقف القتال»، مشيراً إلى أن الأحداث التي تشهدها بلاده خلفت أوضاعا أمنية وسياسية واقتصادية، وقال: «لمعالجة آثار هذه الحرب من دمار في كل المناحي قد تستغرق وقتا أطول».

من جهته قال السكرتير الصحافي لرئيس جنوب السودان أتينيج ويك أتينج في تصريحات صحافية إن المحادثات بين وفد حكومته مع المتمردين ستبدأ خلال اليومين المقبلين في مدينة (بحر دار) الإثيوبية، حيث دخل الطرفان في مشاورات مع الوسطاء، وكشف أن الخلافات بين الطرفين أصبحت في موضوع واحد تتعلق بصلاحيات رئيس الوزراء الذي سيشغله مرشح من المتمردين، وقال: «في حال قبول المتمردين بمنصب رئيس وزراء دون تلك الصلاحيات التي يتحدثون عنها سيتم توقيع اتفاق السلام في غضون أيام»، مشيراً إلى أن كير قد دخل في اجتماعات مع قيادات من قبيلة (النوير) التي ينتمي إليها قائد التمرد رياك مشار، وقال: «لقد بحث كير مع الوزراء في حكومته من قبيلة النوير بقاءهم في الحكومة الانتقالية التي سيتم تشكيلها بعد توقيع اتفاقية السلام الشامل»، مؤكداً أنه بحث مع قيادات القبيلة أوضاع المتأثرين من أفرادها الموزعين على معسكرات الأمم المتحدة في جوبا وكيفية عودتهم إلى ديارهم.

وكشف أتينج أن زيارة رئيس بلاده إلى العاصمة السودانية الخرطوم قائمة، لكنه عاد وقال إن الجهات المسؤولة في الخرطوم لم تحدد موعداً قاطعاً للزيارة، وأوضح أن تأخيرها عن موعدها كان بطلب من الحكومة السودانية، حيث إن الرئيس عمر البشير كان مشغولاً بمؤتمر حزبه الذي انتهى الأسبوع الماضي، وقال إن زيارة كير للقاء نظيره عمر البشير بغرض الحديث حول تنفيذ اتفاق التعاون المشترك بين البلدين.

إلى ذلك قالت مصادر لـ«الشرق الأوسط» في جوبا إن الحالة الصحية لرئيس هيئة الأركان في جيش جنوب السودان بول ملونق قد تدهورت بعد أن أصابه إعياء مفاجئ أدى إلى حدوث إغماء له، رغم ظهوره في تلفزيون جنوب السودان أول من أمس في محاولة لطمأنة الشعب، وأوضحت المصادر أن ملونق وهو من المقربين إلى رئيس جنوب السودان ومن منطقته وقبيلته (الدينكا) قد يغادر إلى الخارج لاستكمال العلاج، وقد تم تعيينه في هذا المنصب في أبريل (نيسان) الماضي، وقد شغل قبلها منصب حاكم شمال بحر الغزال، ويتهمه المتمردون بأنه كان وراء أعمال العنف التي شهدتها جوبا في منتصف ديسمبر (كانون الأول) الماضي وراح ضحيتها الآلاف ومنها اندلعت الحرب الأهلية والتي لم تتوقف حتى الآن، ولم يتم التأكد من مصدر حكومي حول الحالة الصحية لرئيس هيئة الأركان.