طلاب «الإخوان» يرفعون علم «أنصار بيت المقدس» في جامعات مصرية

السفارة الأميركية في القاهرة حذرت رعاياها من «تهديدات إرهابية محتملة»

TT

قالت مصادر مسؤولة وشهود عيان في جامعتي الأزهر والقاهرة إن طلابا ينتمون إلى جماعة الإخوان المسلمين، التي ينتمي إليها الرئيس المعزول محمد مرسي، رفعوا علم تنظيم «أنصار بيت المقدس»، أثناء قيامهم بمظاهرات خارج حرم الجامعتين، في وقت أبطلت فيه السلطات مفعول ثلاث عبوات ناسفة محلية الصنع عثر عليها داخل كلية العلوم بالفيوم. كما اقتحم طلاب الإخوان جامعتي المنصورة والمنيا، وحطموا الأبواب بالمدخل الرئيس للجامعتين، ودخلت قوات الجيش والشرطة إلى حرم الجامعتين، مما أدى إلى القبض على 21 طالبا، فيما تم فصل العشرات من الطلاب بجامعتي القاهرة والأزهر. وقال شهود عيان إن «طلاب الأزهر رفعوا علم (أنصار بيت المقدس) خلال مظاهراتهم خارج مقر الجامعة أول من أمس في مدينة نصر».

ووضعت الجامعات إجراءات استثنائية صارمة لمواجهة أي أعمال عنف يقوم بها طلاب جماعة الإخوان، التي أعلنتها السلطات تنظيما إرهابيا، بعد حادث استهداف جنود سيناء الجمعة الماضية. وكشفت مصادر جامعية مسؤولة عن أن «الكاميرات التي تم وضعها داخل كليات الجامعات يتم من خلالها رصد أي تحركات من طلاب جماعة الإخوان لتخريب المنشآت».

يأتي ذلك متزامنا مع إجراءات من السلطات المصرية لإحكام سيطرتها على الجامعات ووقف الشغب، وجددت الحكومة المصرية تعهدها، في اجتماعها أمس برئاسة إبراهيم محلب، بمواصلة جهودها لمكافحة جميع أعمال العنف في الجامعات. وكشفت المصادر الجامعية المسؤولة عن «تعليمات صدرت لرؤساء الجامعات بفصل كل من سيثبت تورطه في التخريب والتدمير أثناء العام الدراسي، حيث سيتم تطبيق القانون على الجميع».

وصعد طلاب «الإخوان» من مظاهراتهم، أمس، للمطالبة بعودة مرسي للحكم، والإفراج عن الطلاب المعتقلين، وسط أعمال عنف وتخريب على أبواب الجامعات، أرجعها مراقبون إلى «الرسائل التي تبثها قيادات الجماعة من السجون، والتي تحفز الشباب لمواصلة العنف». وزاد طلاب «الإخوان» من تحركاتهم داخل الجامعات في عدة مدن في البلاد، وتحولت 3 مسيرات لطلاب جامعة الأزهر بالمنصورة فرع الدقهلية إلى أعمال عنف وأحداث كر وفر، رشق خلالها الطلاب أفراد الأمن الجامعي بالحجارة والألعاب النارية، فيما دخلت قوات الجيش لأول إلى الحرم الجامعي بعد قرار الرئيس عبد الفتاح السيسي بوجود قوات الجيش إلى جانب الشرطة لتأمين مؤسسات الدولة. وقال مصدر مسؤول في جامعة الأزهر بالقاهرة إنه «جرى ضبط أدوات التظاهر التي يستخدمها الطلاب من لافتات وشماريخ وشارات رابعة، وجرى التحفظ عليها.. وجرى ضبط 15 من الطلاب».

وقرر الدكتور عبد الحي عزب، رئيس جامعة الأزهر، أمس، فصل 4 من طلاب الجامعة عقب تورطهم في أعمال شغب ومشاركتهم في المظاهرات التي وقعت داخل حرم الجامعة في المنصورة. كما استنكر عزب أحداث الشغب وقطع الطرق من قبل بعض الطلاب أمام الجامعة بمدينة نصر، مشددا على أن كل من يثبت تورطه في أي أعمال عنف سيتم فصله على الفور.

وتعد جامعة الأزهر من أكثر الجامعات التي مثلت أرقا للسلطات الحاكمة في البلاد، خصوصا العام الماضي. ويقول مصدر أمني في وزارة الداخلية إن «الجامعة والمدن الجامعية الخاصة بالطلاب والطالبات تمثل تحديا جديدا أمام السلطات الأمنية هذا العام»، فيما كشف مصدر مسؤول في الجامعة عن أن «هذا القلق دعا الجامعة لعدم اتخاذ أي قرار بشأن بدء التسكين في المدن الجامعية حتى وقتنا هذا».

في السياق ذاته، قررت جامعة القاهرة فصل 10 طلاب تورطوا في أعمال عنف بالحرم الجامعي خلال مظاهرات للطلاب في الأسبوع الأول لبدء الدراسة، كما أعلنت أمس أنه جار فحص طلاب آخرين على خلفية نفس الأحداث. وقالت مصادر جامعية مسؤولة إن «طلاب الإخوان رفعوا صورا لجماعة أنصار بيت المقدس خلال مظاهرات محدودة أول من أمس»، فيما تمكنت السلطات الأمنية أمس من ضبط طالب حال وجوده أمام باب الجامعة الرئيس وبحوزته صور لمنتمين لـ(أنصار بيت المقدس) أثناء قيامهم بذبح ضابط يرتدي الملابس العسكرية، كما تم ضبط اثنين بعد الاشتباه فيهما أثناء سيرهما بالشارع، وبمواجهتهما اعترفا بوجودهما بالمكان للانضمام إلى مسيرة من أمام الجامعة يتم فيها رفع صور وعلم جماعة أنصار بيت المقدس.

من جهته، قال الدكتور جابر نصار، رئيس جامعة القاهرة، لـ«الشرق الأوسط»، إنه «جرى التنبيه مجددا على الطلاب والأساتذة بالبعد عن أي ممارسات حزبية أو سياسية داخل الكليات».

وفي جامعة المنيا (بصعيد مصر)، اقتحمت قوات الشرطة الحرم الجامعي وألقت القبض على 21 طالبا منتمين لـ«الإخوان» وبحوزتهم زجاجات مولوتوف وألعاب نارية وشماريخ، وذلك على خلفية تصاعد أعمال الشغب، وقيام بعض الطلاب بإطلاق الشماريخ أمام مقر رئيس الجامعة.

وفي جامعة الفيوم، نجح خبراء المفرقعات في إبطال مفعول ثلاث عبوات ناسفة محلية الصنع عثر عليها داخل كلية العلوم، كما قام خبراء المفرقعات بتمشيط الحرم الجامعي وتعقيمه للتأكد من عدم وجود أي عبوات أخرى.

وفي أسيوط، نظم طلاب «الإخوان» بفرع جامعة الأزهر بأسيوط مظاهرة أمام كلية أصول الدين، للمطالبة بالإفراج عن زملائهم المقبوض عليهم، واحتجاجا على تفتيش الطلاب على أبواب الجامعة. وردد المتظاهرون هتافات مناهضة للجيش والشرطة، رافعين شارات رابعة، فيما كثفت قوات الشرطة والجيش من وجودها بمحيط الجامعة تحسبا لخروج مظاهرة طلاب الإخوان خارج الحرم الجامعي.

في غضون ذلك، أطلقت السفارة الأميركية في القاهرة تحذيرات على موقعها الإلكتروني، أمس، بأنها رصدت معلومات على مواقع جهادية بوجود جهات تعتزم تنفيذ عمليات إرهابية تستهدف مدارس أجنبية ودولية في حي المعادي (جنوب القاهرة). وقال مصدر أمني بوزارة الداخلية، إن «الأجهزة الأمنية أخذت التحذيرات على محمل الجد، وتم التنسيق مع قطاع الأمن الوطني والأمن العام، حيث تم تشكيل فريق بحث على أعلى مستوى للتعامل مع تلك التحذيرات، والوقوف على مدى صحتها، وسرعة تحديد تلك العناصر التي أعلنت ذلك تمهيدا لإحباط محاولاتها». وأشار المصدر إلى أن «هناك خطة لمواجهة أي محاولة للاعتداء على هذه المدارس بكثيف الأكمنة ونقاط التفتيش الأمنية لضبط الخارجين عن القانون والعناصر الإرهابية والإجرامية».