مسلسل تدهور العلاقات بين واشنطن وتل أبيب

TT

خلال 12 لقاء جمع بين الرئيس الأميركي باراك أوباما ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو خلال السنوات الست الماضية، كانت الأجواء تشير بجلاء إلى وجود خلافات في الرؤى والتوجهات السياسية، وافتقاد الجانبين لنوع من التوافق والتقارب في عدد كبير من الملفات الإقليمية، كما أشار باحثون إلى افتقاد التقارب والانسجام بين أوباما ونتنياهو، مؤكدين ظهور ذلك بوضوح في قسمات وجهيهما الجادة والحازمة، والأقرب إلى التجهم لدى تبادلهما السلام بالأيدي.

* في بداية شهر أكتوبر (تشرين الأول) الحالي، وخلال لقاء نتنياهو بالرئيس أوباما في البيت الأبيض بدا الخلاف واضحا بين الزعيمين، وبينما كان أوباما يرحب برئيس الوزراء الإسرائيلي ظهرت تقارير تشير إلى خطط إسرائيلية جديدة لمصادرة أراض وبناء الآلاف من الوحدات الاستيطانية في القدس الشرقية، وهو ما أغضب الرئيس أوباما، واعتبر ذلك إهانة له ولإدارته. وتعمد البيت الأبيض الخروج بانتقادات شديدة اللهجة للخطط الإسرائيلية لبناء مزيد من الوحدات الاستيطانية بعد ساعتين فقط من لقاء أوباما ونتنياهو.

* في نوفمبر (تشرين الثاني) من العام الماضي أعلنت إسرائيل خطتها لبناء 20 ألف وحدة سكنية في مستوطنات الضفة الغربية، وعلى إثر ذلك أدانت الولايات المتحدة بشدة الخطة، وبعثت برسالة غضب وشجب للحكومة الإسرائيلية. وشهدت تلك الفترة جهودا حثيثة من وزير الخارجية الأميركي جون كيري لإعادة إحياء مفاوضات السلام، وطرح مخطط للتفاوض لفترة تسعة أشهر، تقوم إسرائيل خلالها بإطلاق سراح الأسرى، ويحصل الجانب الفلسطيني على وعد أميركي بأن تكون حدود 1967 هي حدود الدولة الفلسطينية. لكن تعثرت الجهود وانتهت بالفشل، وامتنعت إسرائيل عن إطلاق سراح الأسرى، ثم تطورت الأحداث إلى خطف مستوطنين واندلاع العنف والحرب ضد غزة.

* في مايو (أيار) 2011 رفض رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو اقتراحا من إدارة أوباما لتنشيط مفاوضات السلاح، ووصف الاقتراح أنه غير واقعي

* في نوفمبر من سنة 2011 تم بطريق الخطأ (كانت الميكروفونات مفتوحة) إذاعة مقطع من حوار بين أوباما والرئيس الفرنسي آنذاك نيكولا ساركوزي، قال خلالها ساركوزي إن نتنياهو كذاب وليس أهلا للثقة ولا يتحمل المسؤولية، ورد عليه الرئيس أوباما قائلا إنه مضطر للتعامل معه ولا مفر من ذلك.

* في نوفمبر 2009 أعلن نتنياهو تحت ضغط أميركي ودولي وقفا مدته عشرة أشهر لخطط بناء مساكن جديدة بالمستوطنات اليهودية، لكنه استثنى من ذلك القدس الشرقية ومناطق بالضفة العربية، ضمتها إسرائيل لبلدية القدس.

* في مارس (آذار) 2010 شددت هيلاري كلينتون، وزيرة الخارجية الأميركية آنذاك، على معارضة بلادها لسياسة التوسع الاستيطاني في القدس الشرقية، والتي واكبت زيارة نائب الرئيس الأميركي جو بايدن إلى إسرائيل، مما تسبب في إحراج كبير للإدارة الأميركية، والدخول في مرحلة عصيبة في علاقات واشنطن مع حليفتها الرئيسية في منطقة الشرق الأوسط. وفي المقابل أعلن نتنياهو تمسكه بالمستوطنات، وأن إسرائيل لن توقف المستوطنات اليهودية حول القدس الشرقية.

* قبل 3 أيام أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو نيته بناء 1060 وحدة استيطانية جديدة، وعلى الفور أعلنت الولايات المتحدة انتقادها ورفضها للخطة الجديدة. ورغم تأكيدات واشنطن بقوة العلاقة بين البلدين، إلا أن الخلافات تحتدم والجدل يتزايد على خلفية انتقادات وتصريحات متبادلة تحمل الكثير من الغضب لم تتوقف عند المستوطنات، بل تعدتها إلى انتقاد السياسات وانتقاد الأشخاص.