السفير السعودي لدى لبنان يعلن تخصيص المملكة 15 مليون دولار لإعادة إعمار «نهر البارد»

عسيري يدعو لتغليب العقل وتحاشي استجلاب المشاكل من الدول المجاورة

TT

أعلن السفير السعودي في بيروت علي عواض عسيري عن تخصيص المملكة مبلغ 15 مليون دولار أميركي للمساهمة في إعادة إعمار مخيم نهر البارد للاجئين الفلسطينيين الذي كان دُمّر في عام 2007 بعد اشتباكات عنيفة بين الجيش اللبناني وعناصر تنظيم «فتح الإسلام» المتطرف.

وأفاد بيان صادر عن رئاسة الحكومة اللبنانية بأن رئيسها تمام سلام تسلم من عسيري رسالة تفيد بأن حكومة المملكة العربية السعودية ممثلة بصندوق التنمية السعودي تعتزم تخصيص مبلغ 15 مليون دولار أميركي من المبالغ التي خصصت للفلسطينيين سابقا، للمساهمة في هذه المرحلة من إعمار المخيم: «لأنه من المشاريع المهمة التي تخدم اللاجئين الفلسطينيين في لبنان، واستمرارا لدعم المملكة لجهد وكالة (الأونروا) في إعادة إعمار المساكن المدمرة».

وذكّر البيان أنه سبق للمملكة أن ساهمت في إعمار المخيم بمبلغ 35 مليون دولار، وذلك بناء على رسالة كان وجهها سلام إلى خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز عن الحاجة لتغطية العجز في تكلفة إعمار المخيم.

وأعرب عسيري عن ثقته «بحكمة الزعماء اللبنانيين، وفي طليعتهم رئيس مجلس الوزراء تمام سلام، وبقدرتهم على التعامل بحكمة مع كل ما يستهدف أمن لبنان واستقراره»، داعيا «كل الأطراف إلى تغليب العقل وعدم استجلاب المشاكل من الدول المجاورة إلى لبنان، وتجنب القيام بأدوار أو اتخاذ مواقف لا تخدم مصلحة لبنان الوطنية».

وأثنى السفير السعودي «على ما يقوم به الجيش اللبناني في سبيل الحفاظ على البلاد وأمنها، وعلى وقوف القوى السياسية إلى جانب الجيش ومؤازرتها له بالكلمة والموقف، لأن هذا الجيش منبثق من كل فئات الشعب اللبناني، ويشكل عامل اطمئنان واستقرار لكل فئات المواطنين». واعتبر أن «لبنان يستحق من كل أبنائه التضحية والعمل من أجل ما يتطلبه الوضع الحالي من جهد لحفظ الأمن والوقوف وراء الجيش»، داعيا إلى «الإقلاع عن المواقف الفئوية والاستعاضة عنها بالتركيز على ما فيه مصلحة لبنان وما يؤدي إلى وحدة أبنائه وجمع شملهم تحت رايته وحده».

وأكّد عسيري «أن المملكة العربية السعودية كانت وستبقى إلى جانب لبنان، والمواقف الكريمة التي يتخذها خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز تعبر عن مدى اهتمامه وحرصه على أن يجتاز لبنان هذه المرحلة التي تعيشها المنطقة بأقل الأضرار الممكنة عبر دعواته المتكررة للمسؤولين اللبنانيين لوضع مصلحة لبنان فوق كل اعتبار وتعزيز الوحدة الوطنية التي تُشكل المظلة الأقوى لحماية لبنان في هذه المرحلة».

وفي الإطار نفسه، أعرب عضو كتلة اللقاء الديمقراطي (التي يرأسها النائب وليد جنبلاط) النائب نعمة طعمة عن «تقديره واعتزازه بالدور الوطني الذي يضطلع به الجيش اللبناني من خلال مواجهته الإرهاب والإرهابيين لأجل الحفاظ على أمن كل اللبنانيين ممّا يشكّل رافعة وطنية لتحصين الساحة الداخلية أمام هذا المدّ الإرهابي الذي يُحيط بلبنان والمنطقة». وشدد على أنّ «المرحلة الراهنة تقتضي الحكمة والوعي والتبصّر ودعم الجيش اللبناني وسائر القوى الأمنية الشرعية»، متمنّيا على المجتمع الدولي «دعم المؤسسة العسكرية ولا سيما في هذه المرحلة بالذات، حيث كانت مكرمة المملكة العربية السعودية لهذه المؤسسة منطلقا أساسيا في سبيل دعمها والوقوف إلى جانبها، فما قدّمته السعودية يُعتبَر أبرز دعم تاريخي في سياق تسليح الجيش وذلك ينمّ عن حرص المملكة على الاستقرار والأمن في لبنان».