من هو «إيسي مياكي» ؟

من تشكيلة دار «إيسي مياكي» الأخيرة
TT

«إيسي مياكي»، حسب كل من يعرفه، مصمم يتعامل مع كل شيء وكأنه لوحة أو قطعة فنية، مما يجعله من المصممين غير العاديين؛ فإضافة إلى أنه مسكون بالتكنولوجيا، فهو أيضا يصمم بعقلية معماري. وربما هذا ما يجعله المصمم المفضل لدى المهندسين المعماريين، من أمثال زها حديد التي تظهر بتصاميمه في العديد من المناسبات. ما يحسب له، أنه لا يتوقف عن البحث والتجارب لفك طلاسم الموضة وتطويع التكنولوجيا لخدمتها. في أحد لقاءاته قال: «أريد أن أمثل حركة التفكير، فنحن نعمل على الفكرة لا على الموضة». ويبدو أن السيد مياكي لم يتوقف عن حركة التفكير هذه، بدليل أنه طرح لنا أخيرا تشكيلة مبتكرة من الأزياء والإكسسوارات وقطع الأثاث، وأيضا عطورا ناجحة، تؤكد أنه الغائب الحاضر في ساحة الموضة. فرغم انعزاله واعتكافه في مقره باليابان، فإن اسمه حاضر في كل عروضه الباريسية، من خلال فلسفته القوية التي تتجلى في كل موسم في تصاميم تبدو سريالية للوهلة الأولى بتقنياتها العالية، لكن بمجرد أن تصل إلى المحلات وخزانة المرأة أو الرجل، تكتسب الكثير من الجمالية والعملية في الوقت ذاته. وهكذا يغيب السريالي، الذي يتطلبه الإخراج المسرحي للعروض لتحل محله قطع لكل المواسم والأماكن. فقبل أن تُعرض أي تشكيلة في باريس، تعرض أمامه أولا ليقول رأيه فيها، ويجري عليها بعض التغييرات قبل أن يعطي الضوء الأخضر لترى النور، وهذا ما يمنحها تلك اللمسة الفنية التي لا يتقنها غيره، سواء من حيث الأقمشة التي تتمتع بعدة وجوه ووظائف يمكن السفر بها من دون أن تتجعد، كما تناسب كل الوجهات وحالات الطقس، أو ألوانها التي لا تتقيد بفصول السنة. فالمعادلة الصعبة، وشبه المستحيلة، التي حققها هي أنه على الرغم من أنه من المصممين الحداثيين الذين يعتمدون على مفهوم أو فكرة خيالية، فإنه يحقق النجاح التجاري الذي يراوغ العديد من المصممين الذين يحاولون التكيف مع رغبات السوق والزبائن في كل موسم. السبب أنه حول السريالي إلى عملي وواقعي، انطلاقا من قناعته بأن مكان الأزياء، ليس المتاحف فحسب، وحتما ليس النوادي الرياضية رغم ما تتيحه من راحة وحرية حركة، بل هو خزانة رجل عصري لا يريد أي تعقيدات.. أمر اكتشفه العديد من رجال الأعمال خصوصا، الذين تروق لهم فكرة أن تصاميمه مصنوعة من أقمشة لا تشد الجسم ولا تتجعد.. تحتفظ برونقها بالقدر نفسه الذي تحافظ به على الأناقة والهيبة في كل المناسبات، حتى عندما تكون متوهجة ومتفتحة بالألوان.