36 سفيرا وقنصلا يحتفلون بالذكرى الـ72 للحرب العالمية الثانية

العلمين.. شاهدة على أشهر معركة حربية بين دول الحلفاء والمحور

أسماء قتلى الحرب العالمية الثانية في العلمين
TT

على بعد 106 كيلومترات من الإسكندرية على الطريق الصحراوي الواصل بينها وبين مدينة مرسى مطروح، لا تزال مدينة العلمين تشهد تداعيات أشهر المعارك الحربية في العالم، إذ كانت مسرحا لأحداث معارك دموية أثناء الحرب العالمية الثانية (1942 - 1945). وشهدت مدينة العلمين، أول من أمس السبت، إحياء الذكرى الـ72 لمعركة العلمين بالحرب العالمية الثانية بحضور 36 سفيرا وقنصلا، وممثلين للدول المشاركة في الحرب، من بينهم بريطانيا وهولندا وألمانيا وإيطاليا واليونان وقبرص، بحضور اللواء بدر طنطاوي، محافظ مطروح، ممثلا عن جمهورية مصر العربية، وجيمس موران سفير الاتحاد الأوروبي، وذلك بمقر مقابر الكومنولث بالعلمين.

وألقى السفير البريطاني في القاهرة كلمة الترحيب، وتتولى بلاده الاحتفالات الرسمية هذا العام، تلتها ترنيمة وقراءة في إنجيل القديس يوحنا، ووضع ممثلو الدول المشاركة ومصر أكاليل من الزهور على النصب التذكاري لضحايا الحرب العالمية الثانية، تلتها لحظات حداد ودقيقتان صمتا، وأنشد كورال المدرسة البريطانية بالإسكندرية قصيدة العلمين، ثم أقيمت صلاة بقيادة القس كريس شالتون، ثم ترنيمة أغنية السلام.

هنا تبددت أحلام روميل ومني بهزيمة من جيوش الحلفاء بقيادة مونتغمري، وشهدت العلمين أول معركة بالدبابات في شمال أفريقيا، ودفن فيها أكبر كم من الألغام راح ضحيتها آلاف الأرواح، ومرت 72 عاما على تلك المعركة لكن لم تتخلص تلك الأرض من لعنتها، إذ تخيم عليها هيبة الموت وجلاله، حيث تحتضن مقابر الكومنولث وكأنها تؤنب البشر على جرائمهم الحربية والوحشية التي يقاتل بها بعضهم بعضا، فيصبحون في النهاية رفاتا إما مجهولا أو يعلوه شاهد قبر عليه أسماء محفورة. وتوجد المقابر البريطانية في الناحية الشرقية من العلمين، فيما يحتضن الجزء الغربي الجبانتين الإيطالية والألمانية، ولا يزال الكثير من أقارب الجنود الذين دفنوا فيهما يزورون تلك المقابر.

ورغم انتهاء الحرب منذ زمن، فإنه لم يتم التخلص من بقايا الألغام الحية التي زرعت لتظل تهدد أبناء الصحراء، ولا يزال أبناء العلمين ممن فقدوا أطرافهم يروون مآسيهم معها، ووفقا لبيانات الأمم المتحدة فإن ضحايا هذه الألغام نحو 8313 ما بين قتيل ومصاب حتى الآن. ويقدر عدد الألغام في الساحل الشمالي بنحو 17 مليون لغم مزروعة حتى عمق 30 كم.

وقد حاولت القوات المسلحة المصرية منذ عام 1981 تطهير أراضي العلمين ونجحت في انتزاع أكثر 3 ملايين لغم من مساحة 38730 هكتارا في الصحراء الغربية، ولا تزال الجهود مستمرة حتى الآن بتكلفة تقدر بـ27 مليون دولار، ولا تزال مراحل التطهير مستمرة بالتعاون مع الاتحاد الأوروبي وبرنامج الأمم المتحدة الإنمائية لدعم خطة تنمية الساحل الشمالي الغربي على أن يتم إعلانها خالية من الألغام عام 2017.

ويبلغ عدد سكان العلمين نحو 4 آلاف نسمة، وقد كانت قرية صغيرة تكسوها أشجار التين الصحراوي، وشهدت العلمين ازدهارا كبيرا بعد ظهور المنتجعات السياحية بطول الساحل الشمالي المصري التي تقدر كثافتها السكانية في أشهر الصيف بالملايين، وضخت بها استثمارات ضخمة، ورغم ذلك لا تزال منطقة الألغام تحد من التنمية والعمران، لكنها بوجه عام تحولت من أرض معارك دموية إلى أهم مناطق الاستجمام في مصر.