قرارات طائفية

TT

بخصوص خبر «الجيش العراقي يحشد لمعركة فاصلة مع (داعش) في عامرية الفلوجة»، المنشور بتاريخ 29 أكتوبر (تشرين الأول) الحالي، أرى أن أخبار المعارك الطاحنة التي تدور على أرض الرافدين تخلو ولو إلى إشارات بسيطة إلى الفاعلين الحقيقيين الذين كانوا السبب المباشر لها؛ جيوش وأرتال عسكرية وقوافل وميليشيات، وآخرها ما يسمى بالحشد الوطني غايتهم تحرير أرض العراق، لا بل إن المدعو أوستن يطلب مساعدة الناس في حربهم ضد «داعش» وفوق هذا وذاك يوافق رئيس الوزراء على تشكيل جديد من المقاتلين، أي لا يكفينا كل هذه الحشود العسكرية والميليشيات الطائفية التي تشكلت بناء على دعوات من جهات تعتقد أنها يجب أن تتدخل رغم أنف الحكومة لأنها تعمل كما يتردد تحت إرادة تلك الجهات المثبت ولاؤها لإيران. المطلوب من الحكومة الجديدة وقبل أن توافق على تشكيل ميليشيات جديدة أن توجه الاتهام إلى الحكومة السابقة وجميع القادة الذين حصلوا على رتبهم العالية لا لشيء سوى لأنهم من الموالين لإيران، وبالتالي عندما واجهوا الموت تركوا رتبهم وتمت إحالتهم إلى التقاعد مع جميع امتيازاتهم. كل تكاليف العمليات العسكرية يجب أن تؤخذ من تلك القيادات الهزيلة ولا تخرج من جيوب العراقيين المثقلين أصلا بالحرمان والموت، ولعل تخصيصات الموازنة التي لم تقر إلى حد الآن خير دليل.

د. نمير نجيب - فرنسا [email protected]