أود أن أعلق على مقال عبد المنعم سعيد «التاريخ والاستراتيجية في حرب (داعش)؟!»، المنشور بتاريخ 29 أكتوبر (تشرين الأول) الحالي، بالقول إن حرب «داعش» حسب تقديرات الخبراء والباحثين، ستطول ولا يمكن أن نضع سقفا تاريخيا لهذه الحرب، وخصوصا أنها لا تنتهي مع نهاية العمليات العسكرية، إذ هناك عوامل كثيرة تشجع على اشتعال مثل هذه الحروب التي ذات طبيعة جديدة. صحيح هناك تيارات فكرية وراء نشوء هذه المجموعات المسلحة، غير أن ما يتحمل مسؤولية كبيرة في تفشي هذه الظواهر التي غيرت طبيعة مجتمعاتنا ومزقتها على أسس طائفية ومذهبية هو نموذج رديء من السياسة وبعض أصحاب التوجهات الذين تبدو عقولهم خاوية من أي تصورات عن فلسفة إدارة الدولة، بل الصدف والتأزمات السياسية قد أوصلتهم إلى مناصبهم تلك، فهم يريدون أن يكونوا مستفيدين إلى أبعد حد من سنوات بقائهم في السلطة وتمتد منافعهم إلى من يغنون له ويجعلونه أسطورة كارتونية. ما دام مثل هذا النموذج من السياسيين موجودا فمن المتوقع أن تظهر آفة «داعش» هنا وهناك، إذن المشكلة تبدأ بوجود حالة التخثر في شريان السياسة، فهل كان يتوقع أحد أن يسقط الجيش العراقي أمام قلة قليلة من المسلحين، لولا وجود الخلل في العملية السياسية، وهل كان سيصل الوضع في سوريا إلى ما نراه اليوم لو كان هناك تعقل وتفهم للوضع؟! كه يلان محمد - العراق [email protected]