مجموعة يهود فرنسيين بينهم فتاة.. يقاتلون في صفوف «داعش»

شبهات بأن الصبية مرت بعملية غسل دماغ وتنوي تنفيذ عملية انتحارية

TT

كشف أحد أقطاب الجالية اليهودية في فرنسا، لأصدقائه في إسرائيل، أن هناك أكثر من شخص يهودي يخدمون في صفوف «داعش» في سوريا والعراق، وليس فتاة واحدة. وأن العائلات اليهودية هناك وأقرباءها في إسرائيل يرتعبون من التفكير في أحوالهم.

وكان هذا القائد اليهودي الفرنسي يعلق بذلك على النبأ الذي بدأ يتدحرج منذ أسبوعين، حول فتاة يهودية تدعى سارة، تحمل الجنسية الفرنسية، انضمت منذ عدة شهور إلى تنظيم «داعش» وتحارب في صفوفه. وأضاف: «كنا نعتقد أنها اليهودية الوحيدة من بين آلاف المقاتلين الذين تدفقوا على التنظيم من مختلف أنحاء العالم. ولكن يتبين اليوم أن مجموعة لا تقل عن 10 أشخاص مختفون عن عيون أهلهم، وهناك أكثر من دليل على أنهم غادروا إلى سوريا والعراق، ويُشتبه بأنهم اعتنقوا الإسلام. ونحن قلقون جدا عليهم، خصوصا إذا عرفوا أنهم من أصول يهودية».

والمعروف أن أوساطا في المخابرات الفرنسية، كانت قد كشفت أن هناك نحو 100 فتاة وامرأة يحملن الجنسية الفرنسية ويقاتلن في صفوف «داعش»، كما تمكنت من تحديد هوياتهن، ليتبين أن من بينهن فتاة يهودية تدعى سارة وتبلغ من العمر 18 عاما فقط. وحسب هذا الكشف، فإنهن تسللن إلى سوريا عبر الأراضي التركية، وبعضهن وصلن إلى العراق. وقد وقعن في شباك «داعش» عبر شبكات تنشط على الإنترنت وتستهدف فئة الشباب والمراهقين لاستقطابهم من أجل السفر إلى سوريا والانضمام إلى مقاتلي «داعش».

وفيما يتعلق بالفتاة اليهودية سارة، فإن التحقيقات التي كشفتها القناة الثانية للتلفزيون الفرنسي دلت على أنها خططت أيضا لشن هجوم إرهابي ضد والدها ووالدتها اللذين يملكان متجرا في وسط العاصمة الفرنسية باريس. وبحسب ما نقل الموقع الإسرائيلي «ذا تايمز أوف إسرائيل»، فإن عائلتها تقول إنها تحولت إلى التطرف عبر شبكة الإنترنت، حيث كانت على اتصال مع شبكة تروج للإرهاب، وأصبحت ضحية لهذه الشبكة.

ونقلت على لسان الوالدين أن ابنتهما سارة تربت في كنف عائلة يهودية متدينة، وكانت متفوقة في دراستها وتحب والدها ووالدتها قبل أن يتم إغراؤها حتى تسافر وحدها إلى سوريا، وتنضم إلى تنظيم «داعش». وجاء في موقع «كيكار هشبات» (ميدان السبت)، أن سارة غادرت فرنسا إلى إسطنبول في مارس (آذار) الماضي بالطائرة. وقد شوهدت في كاميرات المطار وهي متجهة نحو مدخل الطائرة. وقد وصلت إلى المطار بالقطار، بعد أن كانت طلبت من والدها أن يوصلها بسيارته. وعندما سألها عن سبب حمل طاقمين من الملابس، قالت إنها ستشارك في لقاء مع صديقاتها وتريد أن تريهم ملابسها، بل أخبرته أنها اشترت حجابا لكي يلعبن به لعبة النساء المحجبات، فحسب أنها تمزح. ولكن مسحة من القلق بدأت تساوره. وفي المساء أخبرته هاتفيا بأنها سعيدة وسوف تنام لدى صديقتها. ومنذ ذلك الوقت انقطع الاتصال بها لمدة شهرين، ثم اتصلت من جديد وصارحت والدتها بأنها انضمت إلى «داعش»، وراحت تمتدح هذا التنظيم، مما جعل والدتها تعتقد أنها مرت بعملية غسل دماغ شديدة.

وقد أعربت مصادر أمنية في تل أبيب عن قلقها من هذه الظاهرة، ولم تستبعد أن يتم استغلال هذه الفتاة والشبان اليهود الآخرين بإرسالهم إلى إسرائيل لتنفيذ عمليات تفجيرية ضدها.

ويقول د. داني أوروباخ، الباحث في «الثورات والانقلابات السياسية والعسكرية» في جامعة تل أبيب، إن «داعش» يحرص على تعدد الهويات القومية في صفوفه، ولا مشكلة لديه في أن يكون فرنسي قائدا في مجموعاته لكي يظهر أنه يريد جمهورية إسلامية واحدة في العالم. ولكنه يشك في أن تكون تعدديته تحتمل وجود يهود. ولذلك فإنه يبرر القلق على اليهود الفرنسيين الذين انتموا إلى التنظيم.