الإسلاميون يتولون زعامة المعارضة في موريتانيا

حزب سياسي بارز شكك في أحقية زعيم المعارضة الجديد بالمنصب

TT

تولى حزب التجمع الوطني للإصلاح والتنمية الموريتاني (تواصل)، زعامة مؤسسة المعارضة في البلاد، وذلك بعد موافقة المجلس الدستوري، أمس، على مقترح من الحزب، ذي المرجعية الإسلامية بتنصيب أحد قيادات صفه الثاني زعيما للمعارضة، خلفا للسياسي الموريتاني المخضرم أحمد ولد داداه، رئيس حزب تكتل القوى الديمقراطية المعارضة.

وكان حزب تواصل الإسلامي قد اختار الحسن ولد محمد، عمدة بلدية عرفات، وهي أكبر بلديات العاصمة نواكشوط، ليتولى زعامة المعارضة، وهو ما أثار جدلا في الساحة السياسية، خاصة بعد عوائق قانونية منعت رئيس الحزب محمد جميل منصور من تولي المنصب.

وكان التعديل الدستوري الذي أجري عام 2006 قد أقر إنشاء مؤسسة للمعارضة، ومنح رئاستها آنذاك لصالح الحزب المعارض الأكثر تمثيلا في البرلمان، ويمنح القانون زعيم المعارضة رتبة أعلى من رتبة وزير في البروتوكول الرسمي، ويفرض على الرئيس لقاءه كل 3 أشهر، وتقديم حصيلة له عن عمل الحكومة والظروف العامة للبلد.

بموجب تعديل دستوري أجري عام 2011 أسفر عنه حوار بين النظام وبعض أحزاب المعارضة، فرض القانون على زعيم المعارضة أن يحظى بمنصب انتخابي، وذلك ما منع رئيس حزب تواصل من تولي المنصب، لافتقاره لأي صفة انتخابية بعد عدم ترشحه للانتخابات التشريعية والمحلية في نوفمبر (تشرين الثاني) 2013.

وكان حزب تواصل قد تمكن من الحصول على 16 مقعدا في البرلمان في انتخابات 2013. ليكون أكبر أحزاب المعارضة تمثيلا في البرلمان، وذلك بعيد انتخابات قاطعتها أطياف واسعة في المعارضة الموريتانية بحجة غياب ضمانات الشفافية والنزاهة.

ويوصف زعيم المعارضة الجديد بأنه أحد السياسيين الشباب في موريتانيا؛ فهو من مواليد عام 1969، وحاصل على إجازة في القرآن الكريم وحاصل على شهادة في القانون الخاص من جامعة نواكشوط، وكان أحد الناشطين في العمل النقابي إبان دراسته الجامعية.

في السنوات الأخيرة من حكم الرئيس الموريتاني الأسبق معاوية ولد سيدي أحمد الطائع، وتحديدا ما بين عامي 2004 و2005، كان التيار الإسلامي يتعرض لمضايقات بسبب اتهام قياداته بالارتباط بجماعات إسلامية متشددة، وجاء حينها اسم ولد الحسن ضمن لائحة من القيادات الإسلامية المطلوبة، ولكنه نجا بأعجوبة.

كان ولد الحسن من ضمن مؤسسي تيار «الإصلاحيين الوسطيين»، الذي شكل عام 2006 أول نواة للعمل الإسلامي العلني، وبداية تخليهم عن النشاط السري في موريتانيا، وحظي بتزكية التيار الجديد بوصفه مرشحا في انتخابات 2006 المحلية لمنصب عمدة بلدية عرفات، ليفوز ويصبح عمدة أكبر بلدية في نواكشوط، وهو المنصب الانتخابي الذي حافظ عليه في انتخابات 2013.

بيد أن تولي ولد الحسن لزعامة المعارضة في موريتانيا رفضه حزب التحالف الشعبي التقدمي الذي يقوده رئيس البرلمان السابق مسعود ولد بلخير، وبرر الحزب موقفه بأن القوانين المنظمة لمؤسسة المعارضة تنص على أن زعيم المعارضة يجب أن يكون رئيسا لحزب سياسي، وليس مجرد شخصية ناشطة أو قيادية فيه، وذلك ما رفضه الحزب الإسلامي، مؤكدا أن القانون يمنحه الحق في اختيار أي شخصية من الحزب لتولي المنصب.