اجتهاد الإعلاميين

TT

فيما يخص مقال سليمان جودة «(زعماء) الإعلام الذين يُصدِّقون أنفسهم!»، المنشور بتاريخ 30 أكتوبر (تشرين الأول) الحالي، أود الإيضاح بالقول إنه يمكن تلخيص رؤية المقال للإعلام في جملة واحدة، وهي أنه يطلب من الإعلامي ألا يكون محرك شر كما يقول المثل الشعبي، فالإعلامي دوره أن يوصل المعلومة للمواطن من دون أن يضع لها رتوشا من عنده، ومن دون تحوير فيها أو ليصمت، وليس مطلوبا من الإعلامي أن يتفذلك ويشرح الخبر أو المعلومة كما يراها هو، بل يترك لكل مواطن أن يفهم المعلومة كما يراها لا كما يراها الإعلامي، وهناك الكثير من الإعلاميين يشعلون المواقف، ويحملون العبارات الواردة في الخبر معاني لا تخطر على بال أحد، بقصد الإثارة وإشعال المواقف الهادئة. وهم يعتقدون أنهم بهذه الطريقة يحققون نصرا إعلاميا كبيرا، وتفوقا على غيرهم من زملائهم ويسخنون الحلقة. فالإعلامي ليس وحده المثقف الذي يفهم والذي يحلل، فالله سبحانه وتعالى يقول في كتابه العزيز (وفوق كل ذي علم عليم)، فثق تماما أن هناك من هم أكثر علما، وأغزر فهما، فلا ينبغي التفلسف وتحميل العبارات أكثر مما تحتمل، ويجب الاكتفاء بتوصيل الخبر أو المعلومة بأمانة وصدق من دون أية إضافات.

فؤاد محمد - مصر [email protected]