فشل الأحزاب

TT

بخصوص مقال عبد الرحمن الراشد «الحل.. منع الأحزاب الإسلامية»، المنشور بتاريخ 30 أكتوبر (تشرين الأول) الحالي، أود أن أوضح أن سبب فشل الأحزاب الإسلامية والجماعات الإسلامية التي تمارس نشاطا سياسيا، أنها جميعا خالفت ما فرضه الله تعالى على رسله والدعاة إليه، ألا يسألوا الناس أجرا في الدنيا نظير دعوتهم، (أم تسألهم أجرا فهم من مغرم مثقلون) (46 سورة القلم)، فكما تبين الآية فإن النفوس يثقل عليها أن يسألها الدعاة أجرا، إذ كيف يدعونهم إلى الله ويعدونهم بالنعيم الأخروي، بينما يسألونهم أجرا في الدنيا ولا ينتظرون نعيم الآخرة، أي يخالفون دعوتهم، فإما أن تكون داعية فحسب، وإما أن تكون رجل سياسية لا يجوز له استغلال الدين لتحقيق مآربه، المنتمون للجماعات والأحزاب الدينية التي تعمل في مجال السياسة لا يسألون الناس أجرا فحسب، وإلا لهان الأمر على النفوس بعض الشيء، ولكنهم يريدون أن يتسلطوا على رقابهم، وأن يتحكموا في مصائرهم باسم الدين، وهذا ما يجعل النفوس تنفر منهم، فما الصوت الانتخابي إلا أجر دنيوي، كرسي في البرلمان أو في الحكومة يستطيع صاحبه ترجمته إن شاء إلى جاه ومال وإلى ما هو أبعد من ذلك من مباهج الحياة الدنيا، إنهم والحالة كذلك يبنون مجدهم باسم الدين، ويحيلون أخطاءهم عليه كما تفعل «داعش» اليوم و«القاعدة» والإخوان وغيرها، ولذلك يفشلون.

أكرم الكاتب - فرنسا [email protected]