منبع أمل

TT

* أود أن أعلق على مقال هاشم صالح «شكرا تونس!»، المنشور بتاريخ 31 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، بالقول إن تونس هي مهد الانتفاضات العربية، واستمدت منها الشعوب الأخرى القوة لإعلان حالة العصيان والثورة ضد الأنظمة الرثة التي نكلت بالشعب، وحرمته من كل الحقوق. أنظمة انقلبت على مبادئها وأسسها، وأعاقت حركة التاريخ في منطقتنا فسياستها التعسفية وراء كل المشاكل والمعضلات التي يعاني منها المواطنون، تونس هي زهرة وسط مساحات غطتها أدخنة الحرب والاقتتال، فلا بد أن نثمن دور الشعب التونسي؛ فهم رواد القافلة التي انطلقت نحو مرحلة جديدة من التاريخ، فهم تفادوا الوقوع في المزالق التي وقعت فيها البلدان الأخرى ومهدت الطريق لتدخلات خارجية، لأن الشعب التونسي أكثر وعيا وإدراكا لتلك العوامل التي تساهم في نضج الديمقراطية وابتعدوا عن سياسة حرق المراحل، فقد أتاحوا الفرصة للجميع بموازاة مواصلة النضال المدني وعدم السكوت عن الأخطاء والتجاوزات، هنا لا بد أن نشيد بموقف حركة النهضة التي رغم خسارتها لمقاعد كثيرة لكنها قبلت نتيجة الانتخابات، فبذلك برهنت على أنها جزء من القوة التي تدفع التاريخ إلى الأمام، وعلينا أن نقر بأن الفائز في هذه التجربة هو الشعب التونسي، الذي أعاد من جديد الأمل إلى منطقة تكاد تجف فيها منابع الأمل.

كه يلان محمد - العراق [email protected]