السابعة الآسيوية.. لم تكتب يا هلال

فريق ويسترن سيدني الأسترالي «الحديث» توج بكأس دوري أبطال القارة.. والصمت عم «مدرجات الدرة»

رئيس نادي الهلال الأمير عبد الرحمن بن مساعد ولاعبو الفريق أثناء ترحيبهم براعي المباراة الشيخ سلمان آل خليفة
TT

توج الفريق الحديث على مستوى أستراليا ويسترن سيدني واندرازر بلقب كأس دوري أبطال آسيا، حينما نجح في إفشال كل محاولات فريق الهلال السعودي في تسجيل هدف في شباكه طوال 90 دقيقة من عمر النهائي الآسيوي الكبير الذي جرى أمس على ملعب الملك فهد الدولي، وسط حضور أكثر من 62 ألف مشجع حضروا إلى المدرجات منذ الساعة الواحدة ظهرا بتوقيت السعودية.

« ولم ينجح الهلال في تحقيق اللقب السابع خلال مسيرته في آسيا بعد 6 ألقاب نالها طوال تاريخه الكروي كان آخرها عام 2002 أمام سون سامسونغ الكوري الجنوبي في العاصمة القطرية الدوحة.

وسلم الشيخ سلمان بن إبراهيم آل خليفة، رئيس الاتحاد الآسيوي لكرة القدم، الكأس القارية والميداليات الذهبية للاعبي فريق ويسترن سيدني والجهاز الفني والإداري، فيما تسلم لاعبو الهلال وجهازهم الفني والإداري الميداليات الفضية. وبدأت مباراة النهائي وسط ضغط هلالي كبير على الفريق الأسترالي الذي نجح مدربه الكرواتي بوبوفيتش في رسم تكتيك عال على الصعيد الدفاعي نجح من خلاله في تحقيق هدفه الأهم وهو عدم التسجيل في شباكه، وهو ما استطاع تحقيقه حارس المرمى الأسترالي الذي كان نجما رئيسا وبطلا في المباراة ومعه في ذلك خط دفاعه الذي توقع خبراء الكرة الفنيون أن ينهار وسط سيل من الهجمات الهلالية طوال المباراة.

ولم يقدم البرازيلي نيفيز وناصر الشمراني وسالم الدوسري كل ما لديهم رغم محاولاتهم التسجيل، خصوصا الأولين اللذين ظهرا على غير العادة ذهابا وإيابا في النهائي الآسيوي.

وخوضا في تفاصيل مواجهة نهائي القارة الصفراء، حيث تخلى الروماني ريجيكامب عن عبد الله الزوري لاعب الظهير الأيسر في الفريق الذي يجد امتعاضا كبيرا من قبل أنصار ناديه بعد تراجع مستوياته خاصة في المواجهة السابقة، حيث أعاد الروماني سلمان الفرج إلى مركز الظهير الأيسر مقابل إشراكه لنواف العابد في وسط الميدان كلاعب أساسي.

وأطلق الياباني نيشيمورا حكم المباراة صافرته معلنا بداية الشوط الأول، وكانت البداية بين أقدام لاعبي فريق ويسترن سيدني الأسترالي الذين اختاروا إرسال الكرة طويلا لملعب الهلال بحثا عن فك الضغط الذي قد يلازم لاعبي الفريق الضيف خشية الأرض والجمهور. ومضت أول خمس دقائق من المواجهة دون أي هوية بعدما واصل لاعبو سيدني تشتيت الكرات بصورة طويلة دون أن تحمل معها أي عنوان. وكاد الدفاع الاسترالي يحرج حارس فريقه جوفيتش بعدما أعاد كرة قصيرة وسط متابعة واقتراب مهاجم الهلال ناصر الشمراني من منطقة الجزاء الأسترالية، إلا أن الحارس جوفيتش سارع في لعبها طويلة دون عنوان.

وتسلم الهلال زمام المواجهة فنيا ونجح لاعبوه في تناقل الكرة في ما بينهم دون أي مضايقة من لاعبي الفريق الضيف الذي تراجع كثيرا لمنطقته في سيناريو مشابه لمجريات مواجهة الذهاب. وحضرت أخطر المحاولات الزرقاء بعدما تحصل الهلال على خطأ في منتصف الميدان في الدقيقة 18 وتقدم البرازيلي نيفيز للكرة وأرسلها طويلة ساقطة حيث يتمركز مواطنه ديغاو الذي حاول لدغها بقدمه إلا أن الكرة مرت من أمام قدميه لتتجه لضربة مرمى للفريق الأسترالي.

وبعدها بدقيقتين يعود الهلال لمحاولة تحمل خطورة أكبر بعدما تسلم الفرج كرة على الطرف الأيسر لينجح في الاقتراب من منطقة الجزاء الأسترالية ويرسل كرة عرضية تدخل معها الحارس جوفيتش قبل وصولها للبرازيلي نيفيز المتمركز بصورة جيدة.

وبدأت خطورة الهلال أكبر عن طريق الكرات الثابتة التي لجأ فيها الهلال لطريقة مختلفة نظير الفوارق الجسمانية للاعبي الفريق الأسترالي. وتحصل الهلال على خطأ في الطرف الأيمن في الدقيقة 26، تقدم له البرازيلي نيفيز وأرسل كرة خلف الجميع حيث نواف العابد الذي استقبل الكرة وسددها قوية ارتطمت بلاعبي الفريق الأسترالي، قبل أن تحدث دربكة داخل منطقة الجزاء لتنتهي أخيرا خارج الميدان.

وبرز الثنائي الفرج والعابد في بداية الهجمات الزرقاء عن طريق الطرف الأيسر، إلا أن الهلال رغم جميع المحاولات لم ينجح في الوصول لمنطقة الجزاء لفريق سيدني. وقاد ناصر الشمراني هجمة مرتدة لصالح الهلال مع الدقيقة 36 وسط مساندة من الثنائي الفرج والبرازيلي نيفيز، ونجح الشمراني في الانطلاق والاقتراب من منطقة الجزاء، ليمرر الكرة أخيرا نحو الفرج الذي حول الكرة لعرضية متقنة صوب نيفيز الذي وجد مضايقة من دفاعات الفريق الأسترالي حاول معها تسديد على دفعتين قبل أن تنتهي الكرة لضربة ركنية هلالية لم تثمر عن نتيجة إيجابية. وتحصل البرازيلي نيفيز على عرضية ذهبية مع الدقيقة 43، إلا أنه لعبها طويلة اعتلت العارضة الأسترالية.

وأضاع الهلال فرصة تقدم حقيقية في الدقيقة الأخيرة من عمر المواجهة بعدما انطلق العابد بهجمة زرقاء نجح معها في التوغل داخل منطقة الجزاء وسط مخاشنة من الدفاع الأسترالي وسقوط للعابد دون أن يعلن الياباني نيشيمورا حكم المباراة عن أي قرار.

وانطلق الشوط الثاني بمواصلة الهلال ضغطه وبحثه عن زيارة الشباك الأسترالية دون أن يجري مدربه الروماني ريجيكامب أي تعديلات مع انطلاقة الشوط الثاني. وتوالت المحاولات الزرقاء مبكرا، وكانت البداية عن طريق خطأ بالقرب من منطقة الجزاء تقدم له نيفيز دون أن تثمر عن نتيجة إيجابية. وعاود العابد سريعا بمحاولة هجومية مع الدقيقة 55 وسدد كرة قوية لامست يد المدافع الأسترالي دون أن يعلن الحكم الياباني نيشيمورا أي قرار وسط مطالبات من لاعبي الهلال بالإعلان عن ضربة جزاء.

وزج ريجيكامب بياسر القحطاني بديلا عن سعود كريري مع الدقيقة 57، فيما سبقه الأسترالي بوبوفيتش مدرب فريق ويسترن سيدني بالزج بثنائي الهجوم البرازيلي سابا والأسترالي تومي جيورس. وكاد البديل ياسر القحطاني يضع بصمته مع الدقيقة 61 بعدما استقبل كرة عرضية من العابد داخل منطقة الجزاء حضرها القحطاني لنفسه وسددها قوية مرت بجوار القائم الأسترالي.

في المقابل، كاد الكوري الجنوبي كواك أن يحرج فريقه بعدما تأخر في إبعاد الكرة عن منطقة الجزاء لفريقه وسط متابعة من البرازيلي سابا، قبل أن يتدارك كواك خطأه ويرسل الكرة طويلة لمنتصف الميدان. وأضاع الفرج فرصة هدف محقق مع الدقيقة 65 بعدما تسلم تمريرة متقنة من العابد داخل منطقة الجزاء الأسترالية دون أي مضايقة انطلق بها الفرج واختار أن يسددها قوية على أن يرسلها عرضية حيث يتمركز الثنائي القحطاني والشمراني، إلا أن كرة الفرج ارتطمت بالحارس الأسترالي.

واحتك الحارس الأسترالي جوفيتش بسلمان الفرج بعدها بدقيقة داخل منطقة الجزاء دون أن يعلن الياباني نيشيمورا عن أي قرار وسط مطالبات هلالية بالإعلان عن ضربة جزاء. وأنقذ ديغاو مرماه من فرصة هدف محقق للفريق الأسترالي مع الدقيقة 73 بعدما تصدى لتسديدة قوية بأقدامه لتتجه لضربة ركنية للفريق الأسترالي دن أن تحمل أي خطورة معها. وبعدها بدقيقة يعود ديغاو ليقود هجمة زرقاء لفريق وينجح في التقدم والاقتراب من منطقة الجزاء ليرسل عرضية ارتقى لها القحطاني ولدغها برأسه تصدى لها الحارس جوفيتش ببراعة. وزج الروماني ريجيكامب بمحمد الشلهوب بديلا عن البرازيلي نيفيز مع الدقيقة 76 كورقة رابحة ثانية بحثا عن تنشيط منطقة وسط الميدان لفريق الهلال. وتبادل لاعبو الهلال المحاولات الهجومية على الشباك الأسترالية التي حملت خطورة كبيرة معها دون أن تثمر أي محاولة بولوج الشباك، وكانت تسديدة القحطاني مع الدقيقة 85 هي الأبرز والأخطر بعدما استقبل القحطاني عرضية من الشهراني سددها قوية تصدى لها الحارس جوفيتش مرت تتهادى على خط المرمى دون أن تلج الشباك.

ويدين الفريق الأسترالي كثيرا بالشكر لحارسه جوفيتش الذي ذاد عن مرماه ببراعة أمام سيل الهجمات الزرقاء التي انهمرت في الدقائق العشر الأخيرة من شوط المباراة الثاني.