القاهرة توقف 5 عائدين من سوريا اعتزموا العمل تحت راية «داعش» في مصر

الرئيس المصري: سيناء كانت بصدد التحول إلى بؤرة للإرهاب.. والإجراءات الحالية مؤقتة

TT

أعلنت مصادر أمنية مصرية أمس، عن توقيف 5 من العائدين من سوريا على صلة بتنظيم داعش الإرهابي، مؤكدة أنهم كانوا يعتزمون تنفيذ عمليات إرهابية في مصر باسم التنظيم الناشط في العراق وسوريا. فيما أكد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي أن «سيناء كانت في سبيلها لأن تكون بؤرة إرهابية، لولا أن أدرك الشعب المصري حقيقة الأمور»، وأن «ما يتم اللجوء إليه من بعض الإجراءات لحماية الأمن القومي إنما تعد مؤقتة وتفرضها ضرورة التعاطي مع الموقف الأمني الراهن».

وأوضحت المصادر الأمنية لـ«الشرق الأوسط» أمس أن «المتهمين الخمسة جرى ضبطهم في مدينتين بمحافظة دمياط (شمال غربي القاهرة)، عقب رصد عودتهم من سوريا، ووجدت بحوزتهم دلائل على اتصالهم بتنظيم داعش الإرهابي»، مؤكدة أنهم «كانوا يعتزمون القيام بأعمال إرهابية كبيرة في عدد من محافظات دلتا مصر (شمال القاهرة) خلال الفترة المقبلة، بعد تدريبهم في سوريا».

وأشارت المصادر إلى أن «التحقيقات أثبتت أن الخلية كانت تعتزم القيام بنشاطها الإرهابي تحت اسم تنظيم داعش الإرهابي النشط في سوريا والعراق، وذلك من أجل الادعاء بوجود فرع للتنظيم في مصر.. إلا أن جهاز الأمن الوطني المصري أحبط ذلك المخطط».

في غضون ذلك، استقبل الرئيس السيسي أمس وفدا من البرلمان الأوروبي، بحضور سامح شكري وزير الخارجية، والسفير جيمس موران رئيس وفد الاتحاد الأوروبي بمصر. وأكد السيسي أهمية أن ينظر الاتحاد الأوروبي إلى مصر نظرة موضوعية، ومنوها إلى أن ما يتم اللجوء إليه من بعض الإجراءات لحماية الأمن القومي إنما تعد مؤقتة وتفرضها ضرورة التعاطي مع الموقف الأمني الراهن وما تتعرض له مصر من أعمال إرهابية تنال من أبناء الشعب المصري، فضلا عن أن الوعي الذي اكتسبه الشعب المصري من تجاربه على مدار السنوات الثلاث الأخيرة جعله يصر على الحصول على حقوقه، وعلى تطبيق قيم الديمقراطية التي كانت جزءا جوهريا من مطالبه في ثورة الخامس والعشرين من يناير.

وأضاف الرئيس السيسي أنه لا يمكن تقييم الأوضاع في مصر بمعزل عن محيطها الإقليمي، وما يجري في دول المنطقة، منوها إلى أن «سيناء كانت في سبيلها لأن تكون بؤرة إرهابية، لولا أن أدرك الشعب المصري حقيقة الأمور. ولو تُركت الأمور لما كانت عليه لأدت إلى تطورات سلبية كانت ستطال كافة دول المنطقة، وكان سيصعب السيطرة على الموقف».

وأوضح السيسي أن مصر تتطلع إلى دعم أكبر وتعاون أوثق مع كافة دول العالم المحبة للسلام وهي تخوض معركتها ضد الإرهاب، لا سيما أنها تشن مواجهة شاملة ومباشرة مع قوى التطرف، التي وإن اختلفت تسمياتها فإن بينها قاسما آيديولوجيا مشتركا، فضلا عن أن عدم التصدي بفعالية لهذه الجماعات المتطرفة من شأنه أن يسفر عن انفجار الأوضاع في المنطقة بأسرها، وتزايد احتمالات تأثر أوروبا ذاتها بذلك.

على صعيد ذي صلة بعمليات القوات المسلحة في سيناء، وفي حادث هو الأول من نوعه لاستهداف عسكريين منذ إعلان حالة الطوارئ في شمال سيناء مطلع الأسبوع الماضي، قال العميد محمد سمير المتحدث العسكري الرسمي، إنه «أثناء قيام عناصر القوات المسلحة بتنفيذ إحدى مهام مكافحة الإرهاب على طريق (العريش - المطار) بمنطقة المحاجر بمدينة العريش مساء أول من أمس، تعرضت إحدى المركبات لإطلاق قذيفة «آر بي جي»، نتج عنها إصابة 6 من رجال القوات المسلحة، وتم نقلهم إلى مستشفى العريش العسكري لتلقي العلاج اللازم وتجري متابعة حالتهم الصحية، موضحا أنه يجري تمشيط المنطقة وملاحقة العناصر الإرهابية المتورطة في الحادث.

في غضون ذلك، قام اللواء محمد إبراهيم وزير الداخلية المصري أمس، بتفقد الارتكازات الأمنية، ونقاط التأمين المشتركة بين القوات المسلحة والشرطة بمنطقة كمين النقب، وعلامة الكيلو (88)، وكمين التمد، ونقطة هوارة بالقطاع الأوسط بالمنطقة (ج) بنطاق محافظة شمال سيناء. كما تفقد منفذ طابا، وخطة تأمين الحركة السياحية للمترددين على المنفذ، وسير العمل بقسمي شرطة طابا ونويبع، وكذلك الارتكازات الأمنية المنتشرة على طريق (طابا - نويبع) وكمين وادي وتير بمحافظة جنوب سيناء. وأكد اللواء إبراهيم نجاح الأمن المصري في القضاء على العديد من الخلايا الإرهابية، مشيرا إلى أن تعاون أبناء ومشايخ سيناء ساهم مع رجال القوات المسلحة والشرطة في القضاء على تلك العناصر، وأن جميع الأجهزة الأمنية تواصل جهودها في ضبط جميع العناصر التكفيرية الموجودة بشمال سيناء. كاشفا عن أن وزارة الداخلية نجحت على مدار الأيام الماضية في ضبط 6 خلايا إرهابية كانت تستهدف عددا من المنشآت الهامة بمحافظات القاهرة والجيزة والفيوم والمنيا وشمال سيناء.

تأتي تلك التطورات بينما يواصل الجيش المصري عملياته لإقامة منطقة عازلة على الحدود المشتركة مع قطاع غزة بطول 13 كلم، والتي تشكل إجلاء السكان في منطقة الشريط الحدودي بعمق 500 متر، وتدمير الأنفاق الموجودة تحت الأرض بين الأراضي المصرية وقطاع غزة.

وأشارت تقارير أمنية إلى اكتشاف مئات الأنفاق الحدودية باستخدام الأقمار الاصطناعية، بعضها جرى التمويه عليها بوضع فتحاتها داخل عدد من مساجد مدينة رفح المصرية.

من جانبها، واصلت القوات المشتركة بين الجيش والشرطة مدعومة بغطاء جوي من مروحيات الأباتشي، عمليات تمشيط ومداهمة «البؤر الإرهابية» في المربع الشرقي لمحافظة شمال سيناء. وأوضحت مصادر أمنية أمس أنه جرى القبض على عدد من المشتبه بهم، يصل إلى 7 أشخاص.