الجيش الإسرائيلي يؤكد إطلاق صاروخ من غزة دون تسجيل خسائر

حماس تدعو للبدء فورا بالإعمار.. وإسرائيل تهدد بوقفه إذا استمر حفر الأنفاق

TT

قال الجيش الإسرائيلي، أمس، إن قذيفة أطلقت من قطاع غزة سقطت على جنوب إسرائيل، في ثاني حادثة من نوعها منذ انتهاء الحرب على القطاع، التي استمرت 7 أسابيع وانتهت في 26 أغسطس (آب) الماضي.

ولم تسبب القذيفة أي أضرار تذكر ولم يتبنها أي فصيل فلسطيني، كما أن إسرائيل لم ترد عليها بأي إجراءات انتقامية. ومباشرة بعد سقوط القذيفة، أكدت متحدثة عسكرية إسرائيلية أن صاروخا أطلق قبيل منتصف ليل الجمعة من قطاع غزة سقط في جنوب إسرائيل، دون أن يسفر عن وقوع ضحايا أو أضرار.

وقالت: «لقد سقط الصاروخ الذي أطلق من قطاع غزة في منطقة أشكول بجنوب إسرائيل»، موضحة أنه أول صاروخ يتم إطلاقه على إسرائيل منذ 16 سبتمبر (أيلول) الماضي عندما سجل أول خرق للتهدئة.

وأكد اللفتنانت كولونيل بيتر ليرنر، المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، أنه «خلال الليل سقط صاروخ أو قذيفة مورتر أطلقت من غزة على جنوب إسرائيل. لكن، لم ترد أنباء عن وجود خسائر أو إصابات».

وتزامن إطلاق الصاروخ مع تصاعد التوتر بين إسرائيل والفلسطينيين في القدس الشرقية، ووقوع عمليات انتقامية، ومظاهرات يومية وإغلاق للمسجد الأقصى.

ويعتقد مراقبون في إسرائيل وفلسطين أن عناصر مسلحة في غزة أخذت على عاتقها إطلاق الصاروخ بسبب أحداث القدس. وقد جاء إطلاق هذا الصاروخ بعد ساعات من إعلان فتحي حماد، وزير الداخلية في حكومة حماس السابقة، أن مصانع القسام تعمل ليل نهار من دون توقف.

وأضاف حماد، الذي يعد مقربا جدا من «القسام» الجناح المسلح لحماس، خلال مسيرات نظمت في غزة بعد صلاة الجمعة: «إسرائيل لن تستطيع القضاء على المسجد الأقصى، رغم الانتهاكات المتواصلة التي تقوم بها تجاهه، واستمرارها في الحفريات من تحته.. المقاومة ماضية في طريق الإعداد وتواصل جهادها على الدوام من أجل معركة التحرير المقبلة».

وتابع حماد مخاطبا الجماهير التي خرجت في مسيرات غضب نصرة للأقصى: «أيدينا على الزناد، ومصانع (القسام) تعمل ليل نهار، وسيأتي اليوم الذي تدفع فيه إسرائيل الثمن غاليا». وانتقد حماد في الوقت نفسه أداء السلطة، واستمرارها في سياسة التنسيق الأمني في الضفة الغربية، رغم تصاعد الجرائم الإسرائيلية بحق المدينة المقدسة، وقال بهذا الخصوص إن «حماس لن تجامل أحدا، وعلى السلطة العودة لأحضان أبناء شعبها»، داعيا الدول الإسلامية والعربية إلى ضرورة التحرك لنصرة المسجد الأقصى قبل فوات الأوان، والتبرع بمالها لمصلحة المقاومة والشعب الفلسطيني.

وعزز تصريح حماد من مخاوف إسرائيلية حول استئناف حركة حماس حفر الأنفاق شمال غزة باتجاه مستوطنات قريبة. وكان مسؤولون إسرائيليون هددوا حماس بأن العمل على استئناف حفر الأنفاق الهجومية سيعني وقف عمليات إعمار القطاع فورا.

وفي هذا الإطار، دعت حركة حماس، أمس، إلى البدء الفوري بإعادة إعمار قطاع غزة، وإنهاء ما وصفته بحالة التباطؤ التي تفاقم من معاناة سكان القطاع.

وأكدت الحركة، في بيان صحافي لها، رفضها الكامل لـ«الاشتراطات الإسرائيلية التي تتسبب في إعاقة عمليات الإعمار، وتشكل تجاوزا لاتفاق التهدئة الذي نص على فتح المعابر وتسهيل دخول مواد الإعمار إلى غزة». كما حثت الحركة الأمم المتحدة على «عدم الخضوع للاشتراطات الإسرائيلية»، ودعت إلى تشكيل لجنة وطنية فلسطينية لمراقبة ملف الإعمار، وضمان فاعلية عملية الإعمار وشفافيتها.

ولم يتم حتى الآن مباشرة إعادة إعمار قطاع غزة، رغم مرور أكثر من شهرين على إعلان اتفاق وقف إطلاق النار في القطاع بعد هجوم إسرائيلي استمر 50 يوما على القطاع، وخلف دمارا هائلا في البنى التحتية للقطاع.

وتعهدت الدول المانحة في 12 من الشهر الماضي بتقديم مبلغ 5.4 مليار دولار، يخصص نصفه لمصلحة إعادة إعمار قطاع غزة خلال مؤتمر دولي عقد في القاهرة برعاية مصرية ونرويجية. إلا أنه لم يتم حتى الآن البدء بتوريد مواد البناء اللازمة لعملية الإعمار من إسرائيل، رغم الإعلان عن اتفاق لذلك، تم برعاية الأمم المتحدة.

واشترطت إسرائيل مرارا عدم استخدام مواد البناء الموردة إلى قطاع غزة في بناء الأنفاق الأرضية، وإلا فإنها ستوقف الإعمار.