منظار صغير يغنيك عن «نظارات غوغل»

يوضع أمام العين ويغني عن حرج الاستخدام العلني للتقنيات التي يمكن ارتداؤها

TT

كيف سيكون شكل تصميم جهازك التقني الذي يقدم وظائف شبيهة بـ«نظارات غوغل» (لنقل إنه شاشة على مستوى العين تعرض بسرعة بيانات الرسائل والأخبار)، ولكن من دون استخدام الجهاز الذي يوضع فوق وجه المستخدم؟ الجواب: التصميم وفقا لمجموعة من الباحثين في شركة «نوكيا» وجامعات كثيرة، سيكون مجرد أسطوانة بحجم قلم حمرة الشفاه تحمل وتوضع أمام عين المستخدم عندما يرغب في معاينة أحدث التغريدات في حسابه في «تويتر» أو تحديثات «إنستاغرام»، ومن ثم يعلق على شكل قلادة أو يوضع في الجيب بعد الانتهاء من استخدامه.

* عدسة إلكترونية أطلق الباحثون اسم «لوب» Loupe على النموذج التقني الأول لهذا الجهاز، نظرا لأنه يشبه شكل عدسة المكبر الصغيرة التي يستخدمها بائعو المجوهرات لتكبير الصورة وفحص الحجارة الكريمة. وقدم الباحثون دراسة حول هذا الجهاز في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي في ندوة تقنيات وبرمجيات واجهة الاستخدام في هاواي. ورغم أن هذه الأداة تعتبر مشروعا للبحث، فإنها تمثل نظرة مثيرة للاهتمام حول إعادة تصور التقنيات التي يمكن ارتداؤها (الملبوسات التقنية) Wearable Technology لجعل المستخدمين أكثر راحة لدى استخدامها علنا. ويشكل هذا الأمر تحديا لمصنعي هذه التقنيات، إذ لا يرغب الكثير من المستخدمين عرض هذه التقنيات علنا، وخصوصا النظارات ذات الشاشات (مثل «نظارات غوغل») التي لم تنجح بالحصول على الجاذبية الكبيرة المتوقعة لها، رغم أنها ليست متوفرة كمنتج استهلاكي عادي، بعد.

ويرى الباحثون أن رفع المنظار أمام العين ومشاهدة المحتوى يشكل أمرا أفضل من التحديق إلى الأفق وقراءة المحتوى (كما هو الحال في النظارات ذات الشاشات الرقمية)، الأمر الذي سينعكس بالإيجاب على الآخرين من حول المستخدم، ذلك أنهم سيكونون على دراية تامة لدى استخدامه للتقنية في حالة المنظار (كما هو الحال لدى استخدام الهواتف الجوالة)، على خلاف الشبهات التي تحوم حول مستخدمي «نظارات غوغل» والاشتباه بخرقهم خصوصية الآخرين من حولهم أو تصويرهم.

* تصميم متميز ويبلغ طول المنظار 8 سنتيمترات ويبلغ عرضه 3 سنتيمترات، مع وجود فتحة في الجهة القريبة من العين للنظر نحو شاشة دائرية داخلية. ويلتف حول الجهاز 4 خواتم نحاسية اللون تستشعر لمس المستخدم لها، مع القدرة على تغيير تركيز الشاشة باستخدام منظار مجوهرات حقيقي مدمج في إحدى الجهات، وفقا لما ذكرته مجلة «تكنولوجي ريفيو». ويمكن تحريك أصابع المستخدم لتغيير المحتوى الذي يشاهده المستخدم في صفحة الشبكات الاجتماعية الخاصة به، مثلا. ويستخدم الجهاز مستشعرا آخر للتعرف على اقترابه من عين المستخدم، ومستشعرات كثيرة أخرى للتعرف على زاوية ميلانه في الهواء وتغيير زاوية عرض الشاشة وفقا لذلك، لتظهر مستوية أمام عين المستخدم بغض النظر عن زاوية ميلان المنظار. وتتصل هذه الوحدة التجريبية حاليا بكومبيوتر متصل بالإنترنت، وتعمل بنظام التشغيل «آندرويد» ووحدة التحكم «آردينو» Arduino الإلكترونية.

ورغم أن جل الاهتمام الحالي بالتقنيات التي يمكن ارتداؤها هو الساعات الذكية وتتبع النشاطات الرياضية والحالة الصحية للمستخدم والنظارات الذكية، فإن المجال سيتسع مع مرور الوقت لتشمل التقنيات المزيد من التصاميم والوظائف، وتقديم قدرات تقنية مفيدة للكثير من الأغراض، وفقا لـ«كينت لايونز»، كبير علماء الأبحاث في مختبرات «ياهو» الذي شارك في تطوير هذا المنظار. ويرى كذلك أن «لوب» يمثل نقطة مهمة بين الهاتف والساعة والنظارة الذكية، مع وجود أجهزة مفيدة أخرى تنتظر اكتشافها.