نصر الله يلتف على دعوة الحريري لـ«الحوار الرئاسي» بإعلانه عون «مرشحنا الفعلي»

قال إن موقف تيار المستقبل من أحداث الشمال «صحيح وشريف»

الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله أثناء إلقاء كلمته بمناسبة ليلة العاشر من محرم (عاشوراء) في الضاحية الجنوبية لبيروت أمس (أ.ف.ب)
TT

أعلن الأمين العام لـ«حزب الله» اللبناني السيد حسن نصر الله أمس لأول مرة أن «المرشح الفعلي» للحزب في انتخابات الرئاسة اللبنانية هو رئيس تكتل الإصلاح والتغيير العماد ميشال عون، قاطعا الطريق على الدعوة التي أطلقها رئيس الحكومة الأسبق سعد الحريري للحوار حول الانتخابات الرئاسية اللبنانية التي يعجز البرلمان عن القيام بها رغم مرور أكثر من 6 أشهر على فراغ موقع الرئاسة من دون أن يتفق السياسيون اللبنانيون على اسم لتولي هذا المنصب.

وكان لافتا أن نصر الله أكد رغبته بالحوار مع تيار «المستقبل» الذي يرأسه الحريري بالتوازي مع إعلان ترشيحه عون رسميا. ورغم أن ترشيح الحزب لعون، معروف في الأوساط السياسية، ويقال: إن نصر الله أبلغه شخصيا لأحد المرشحين البارزين غير المدنيين، فإن الحزب لم يعلنه بهذا الوضوح من قبل، ما فسرته أوساط سياسية على «استعداد للحوار مع تيار المستقبل الذي يرأسه الحريري على كل شيء إلا الرئاسة». وكان نصر الله يتحدث في كلمة ألقاها أمس في ختام «ليالي عاشوراء» بعد أن أطل شخصيا بين جمهوره في ضاحية بيروت الجنوبية رغم الحذر الأمني الشديد إلى أنه «في هذا السياق وجهت دعوات إلى الحوار في وسائل الإعلام»، كاشفا أنه «خلال الأسابيع الماضية كان هناك جهات حليفة وجهات صديقة تحدثوا معنا وسألونا أما آن الأوان لحوار بين المستقبل وحزب الله؟، وقلنا إنه لا مانع لدينا». وأعلن أننا «مستعدون لهذا الحوار وجاهزون له وهذا الموضوع قيد المتابعة». ولفت نصر الله، في ثاني إطلالة مباشرة له خلال نحو شهرين بعد أن اعتاد جمهوره طلاته النادرة منذ العام 2006 بسبب التهديدات الإسرائيلية باغتياله، إلى أن «المجلس النيابي الحالي تنتهي ولايته قريبا ومهل إجراء الانتخابات تضيق»، مشيرا إلى أن «هناك 3 خيارات إما الذهاب إلى الانتخابات إما التمديد إما الفراغ». وأكد نصر الله أننا «في حزب الله من أول يوم أبلغنا كل أصدقائنا وحلفائنا أننا مستعدون لإجراء الانتخابات، أما في حال عدم إجرائها فلا مانع لدينا من التمديد، وما لسنا جاهزين له هو الذهاب إلى الفراغ»، معربا عن أسفه لأن «الاتهام بأخذ البلد إلى الفراغ موجه إلينا، ما نرفضه هو الذهاب إلى الفراغ وأي شيء يمنع من الذهاب إلى الفراغ يجب أن نقوم به». وأشار إلى أن «قناعتنا تقول: إنه لا يوجد أحد في البلد يريد الفراغ في رئاسة الجمهورية، نريد بأسرع وقت ممكن أن يكون هناك رئيس جمهورية في قصر بعبدا»، داعيا القوى السياسية إلى «العمل إلى استعادة هذا الملف من القوى الإقليمية»، مشددا على أن «ملف الرئاسة يحل بالحوار وليس بالرهان على المتغيرات الإقليمية». وأوضح نصر الله أن «بعض الدول الإقليمية هي من حلفائنا والبعض هم حلفاء الفريق الآخر، من جهتنا هذا الموضوع محلول ولا علاقة للدول الإقليمية بالتعطيل القائم بالملق الرئاسي»، لافتا إلى أن «سوريا قالت: إن ما يقبل به حلفاؤنا في لبنان سنمضي به، والكثير التقوا مسؤولين إيرانيين وقالوا للجميع إن هذا شأن لبناني داخلي، وفي نهاية المطاف إيران تريد أن يتحقق هذا الاستحقاق. إذن نحن كفريق سياسي في البلد بالنسبة لفريقنا الإقليمي مرتاحون».

وذكر أن «البعض حاول أن يربط ملف الرئاسة بالملف النووي، وهذا خطأ لأن إيران ترفض أن يربط ملفها النووي بأي ملف آخر»، مؤكدا أن «فريقنا يملك القرار الداخلي الوطني وتفويضا إقليميا وهذا ما يجب أن ينجز لدى الفريق الآخر». وشدد على أنه «بالنسبة لنا نحن ندعم ترشيحا معينا ومحددا وكل العالم تعرفه وهذا الترشيح يتمتع بأفضل تمثيل مسيحي وأفضل تمثيل وطني والبعض يقول: إنه يجب التخلي عن دعم هذا الترشيح وهذا غير منصف»، معلنا أن «المرشح الطبيعي الذي يتبناه فريقنا السياسي هو العماد ميشال عون». وأشاد نصر الله بدور الجيش في الأحداث الأمنية التي شهدتها منطقة الشمال أخيرا والمواجهات مع متشددين في طرابلس وعكار، مشيرا إلى أن «العامل الأساسي الذي ساهم في تخطي لبنان لهذه المصيبة الكبرى هو موقف أهل الشمال عموما والمرجعيات الدينية والسياسية في الطائفة الإسلامية السنية الكريمة في لبنان، ولو لم يكن هذا الموقف لأخذت الأمور في الشمال وطرابلس منحى آخر»، معربا عن تقديره لـ«هذا الموقف وهذا السلوك وهذا الأداء».

ولفت إلى أنه «يجب أن نسجل بأن الدور الأبرز في هذا الموقف هو لتيار المستقبل ولقيادة التيار»، موضحا أننا «نختلف في كثير من المواقف وفي كثير من التحليلات والتقييمات وأحيانا قد نصل إلى مرحلة العداء لكن أخلاقنا تقول: إنه عندما يكون هناك موقف صحيح وشريف يجب أن نشكره ونقدره بمعزل عن كل الخلافات بيننا».