الحكيم يحذر من فشل المشروع السياسي.. ويدعو إلى مراجعة الأداء العسكري

«داعش» يمطر بغداد بالمفخخات عشية ذروة عاشوراء

TT

شدد عمار الحكيم، رئيس المجلس الأعلى الإسلامي، على أهمية مراجعة أداء القوات المسلحة العراقية ومحاربة الفساد، فيما حذر من التداعيات التي يمكن أن تترتب على فشل المشروع السياسي في البلاد بعد أكثر من 10 سنوات على التغيير.

وعشية بدء مراسم عاشوراء في كربلاء اليوم، أكد الحكيم في كلمة له بهذه المناسبة، وسط حشود جماهيرية من مؤيديه: «إننا اليوم وبعد 10 سنوات من التجربة القاسية والدامية، نجد مشروع الأمة يعاني ويقف على الحافة بين الفشل والنجاح، وهذا كله لأن البعض منا لم يعمل بمنهج المشروع الإصلاحي»، وأكد الحكيم على أهمية أن تكون هناك «مراجعة جذرية لأداء قواتنا المسلحة، ودراسة أسباب الإخفاق وتفشي الفساد، وظهور تيجان كثر كلامها وقل فعلها في ساحات القتال بموضوعية ومهنية تامة، واتخاذ إجراءات صارمة لتقويم الانحراف في المؤسسة العسكرية، واختيار القادة الأكفاء والشجعان والموثوق بوطنيتهم لإدارتها، ونتفاءل خيرا باختيار قيادات للوزارات الأمنية الذين نتمنى منهم القيام بإصلاحات جذرية شاملة لتقويم الانحراف الذي أصاب هذه المؤسسة العريقة».

ودعا الحكيم إلى العمل «بروح الفريق القوي المنسجم، ونتعلم من الدروس البعيدة والقريبة، ومن لا يستفيد من عِبر التاريخ سيكون هو عبرة للتاريخ»، مبينا أن «مشروعنا واحد، فيجب أن يكون قرارنا واحدا، وتخطيطنا واحدا، وطريقنا واحدا، فلا إقصاء، ولا تهميش، ولا مصالح شخصية ضيقة، وحسابات فردية تسوقنا إلى نتائج كارثية»، وشدد على رفضه المطلق لسياسات «الانفرادية، والإقصائية، والمزاجية»، كما دعا إلى أهمية الإسراع في تحويل التحالف الوطني (الكتلة الشيعية الأكبر في البرلمان العراقي) إلى مؤسسة، موضحا أنه «إذا أردنا حكومة قوية، فعلينا تقوية التحالف الوطني مدخلا أساسيا لدعم الحكومة»، وأوضح أنه «لا يوجد منهزم ومنتصر إذا ما تفتت هذا الوطن، ولا يوجد عراقان أو 3، إنما هو عراق واحد، ومن يسعى للخروج منه سيكون فريسة سائغة للأطماع التي تعج بها المنطقة والعالم»، كما جدد التأكيد على أن «الإرهاب الذي احتلّ ثلث مساحة الوطن لم يفرق بين شيعي وسني وعربي وكردي وشبكي، بين مسلم ومسيحي، أو صابئي أو إيزيدي، وإنما كشر عن أنيابه الكريهة، وكان السيف على رقاب الجميع، وهذا دليل آخر على أن العراقيين لن يكونوا في أمان طالما بقي العراق ضعيفا كدولة، وممزقا كوطن، وهذه هي الرسالة التي إذا لم يستثمرها ساسة العراق، فإنهم سيكونون في حساب شديد أمام الله والشعب والتاريخ».

بدوره، أكد القيادي في المجلس الأعلى الإسلامي، فادي الشمري، في تصريح لـ«الشرق الأوسط»، أن «الحكيم قدم رؤية شاملة، هي رؤية المجلس الأعلى الإسلامي لما يجب أن تكون عليه الأمور خلال المرحلة المقبلة، وعلى كل المستويات، مع التأكيد على أهمية أن يتحول التحالف الوطني إلى مؤسسة متكاملة قادرة على ضبط التوازنات بين الجميع، باعتبار أن التحالف الوطني هو الكتلة السياسية الأكبر، وهو مع غيره من الشركاء من السنة والأكراد الراعي الرسمي لهذه الحكومة»، وأضاف أنه «منذ نحو 3 أيام هناك حركة دءوبة بين قيادات التحالف الوطني من أجل بلورة الصيغة النهائية للتحالف الوطني؛ من حيث تشكيل مكتبه السياسي وهيئته القيادية، مع 24 لجنة وهي موازية لعدد لجان البرلمان»، مشيرا إلى أن «الأهم هو ألا يحصل تفرد في القرار السياسي، وأن يتم العمل في أي مجال، بما في ذلك العلاقات مع الشركاء، في سياق رؤية مؤسساتية متكاملة»، وردا على سؤال بشأن رؤية المجلس لأداء رئيس الوزراء حيدر العبادي وحكومته، أكد الشمري أن «المجلس الأعلى ينظر بعين الرضا إلى أداء الحكومة بشكل عام؛ إذ لمسنا وجود جدية في التعامل مع مختلف الملفات سواء كانت على مستوى الداخل أو الانفتاح على المحيط الإقليمي والخارجي، وكذلك الانفتاح على المحافظات الساخنة، نظرا لما يشكله ذلك من أهمية في ظل التحدي الذي بات يمثله تنظيم (داعش) الإرهابي».

على صعيد متصل، وبينما دعا العبادي الأجهزة الأمنية إلى ضرورة حماية المواطنين والزائرين في المواكب الحسينية، فقد أمطر تنظيم «داعش» بغداد، وعلى مدى الأيام الـ3 الماضية، بالعشرات من المفخخات والعبوات الناسفة، وطالت هذه العمليات الكثير من المناطق الشيعية في جانبي الكرخ والرصافة؛ حيث توزعت خارطتها بين مناطق حي الإعلام وحي العامل والبياع وأبو غريب في جانب الكرخ من بغداد، والنهروان وشارع فلسطين والسعدون بجانب الرصافة من بغداد، وأوقعت عشرات القتلى والجرحى.