مقاتل مغربي سابق في سوريا يقود شبكة إجرامية في مدينة طنجة

تضم 4 أشخاص وتنفذ اعتداءات ضد المواطنين بالسلاح الأبيض

TT

كشفت وزارة الداخلية المغربية، أمس، أن مقاتلا سابقا ضمن صفوف التنظيمات الإرهابية بسوريا، تحول إلى العمل الإجرامي، وأصبح زعيم شبكة إجرامية مكونة من 4 أشخاص تنفذ اعتداءات ضد المواطنين بمدينة طنجة (شمال البلاد).

وأفادت وزارة الداخلية المغربية أمس، في بيان، أن «المصالح الأمنية بمدينة طنجة تمكنت بتنسيق وثيق مع مصالح المديرية العامة لمراقبة التراب الوطني (الاستخبارات الداخلية) من تفكيك شبكة إجرامية تتكون من 4 أشخاص، يقودها مقاتل سابق ضمن صفوف التنظيمات الإرهابية بسوريا، وتعمد عناصرها إلى تنفيذ اعتداءات ضد المواطنين وسلب ممتلكاتهم». وأوضح بيان الوزارة أن «عناصر هذه الشبكة الإجرامية تورطت في اقتراف عدة عمليات إجرامية باستعمال أسلحة بيضاء بأحياء المدينة»، ولم تقدم الوزارة أي تفاصيل عن زعيم الشبكة ومتى التحق بسوريا للقتال، وكذا تاريخ عودته إلى البلاد، مشيرة إلى أنه «سيجري تقديم المشتبه بهم إلى العدالة فور انتهاء الأبحاث التي تجري تحت إشراف النيابة العامة المختصة».

ويأتي الكشف عن هذه الشبكة الإجرامية بعد أسبوع فقط من اعتقال مصالح الأمن المغربي الاثنين الماضي لـ3 أشخاص كانوا يعتزمون الالتحاق بتنظيم «داعش»، وهم: فرنسي ومغربي اعتقلا في القنيطرة، والثالث جزائري اعتقل في مدينة فاس.

وكان المغربي والفرنسي ينشطان في مجال دعم التنظيم على الإنترنت، كما كان يخططان لعمليات سطو واسعة تستهدف البنوك والمؤسسات المالية المتعددة الجنسيات بالمغرب وفرنسا، فيما كان الجزائري، الذي كان يقيم في البلاد بطريقة غير قانونية، يعتزم الالتحاق بزوجته المغربية الموجودة في سوريا برفقة والديها.

ويلاحظ أن السلطات الأمنية شددت في الآونة الأخيرة إجراءاتها لترصد مستعملي الإنترنت المروجين لـ«داعش»، بعدما لاحقتها، بشكل مكثف خلال الأشهر الماضية، الخلايا التي تستقطب المقاتلين، وكانت السلطات قد أعلنت في 13 أكتوبر (تشرين الأول) أيضا عن توقيف مغربيين بكل من مدينتي الحسيمة (شمال) ووجدة (شرق البلاد) يقومان بالدعاية للتنظيم والإشادة بعملياته الإرهابية. ويوجد أزيد من مائتي مغربي قيد الاعتقال من الذين عادوا من جبهات القتال في سوريا، بينما أعلنت السلطات الأمنية عن وجود 1122 من المغاربة يقاتلون هناك، وأزيد من 1500 مغربي من الذين يقيمون في الدول الأوروبية التحقوا أيضا بمختلف التنظيمات المتطرفة.

ومنذ بدء العام الحالي أعلنت الرباط عن تفكيك 6 خلايا إرهابية متخصصة في استقطاب المقاتلين، في يناير (كانون الثاني)، ومارس (آذار)، ويونيو (حزيران)، وأغسطس (آب)، وسبتمبر (أيلول).

وتتزامن هذه الاعتقالات الجديدة مع بدء المغرب نشر وحدات عسكرية وأمنية أمام المؤسسات الحساسة في البلاد، والشوارع الرئيسية ضمن خطة «حذر» التي كثفت من الإجراءات الأمنية ورفعت درجة التأهب تحسبا لأي أعمال إرهابية محتملة، وهي المرة الأولى التي يشاهد فيها أفراد من الجيش مسلحين بجانب عناصر الشرطة أمام المباني العامة، مثل: البرلمان، ومحطات القطار، والمطارات، في 6 مدن مغربية، هي: الرباط، والدار البيضاء، ومراكش، وفاس، وأغادير، وطنجة، ولقيت العملية ترحيبا كبيرا من لدن المغاربة؛ حيث بسط الأمن هيبته على الشارع. ومنذ 2002 أعلن المغرب عن تفكيك 124 خلية إرهابية، في إطار استراتيجية أمنية شاملة لمحاربة الظاهرة والانخراط في الجهود الدولية المتعلقة بالحرب على الإرهاب.