حزب سوداني معارض يسعى إلى مقاضاة الرئيس البشير

اتهمه بالاستعانة بإسرائيل ومحاولة الوصول للسلطة بالقوة

TT

يدرس حزب الأمة السوداني المعارض تقديم بلاغ تشويه سمعة ضد الرئيس عمر البشير، على خلفية اعتباره الاتفاق الذي وقعه رئيس الحزب الصادق المهدي مع تحالف الجبهة الثورية المعروف بـ«إعلان باريس»، بأنه جرى بوساطة إسرائيلية، ويهدف إلى الوصول للسلطة بالقوة واحتلال مدينة «الفاشر»، الواقعة غرب البلاد.

وقال الحزب في بيان حصلت «الشرق الأوسط» على نسخة منه أمس إن الحزب يعتبر تصريحات الرئيس تشويه سمعة، وإنه يبحث رفع قضية ضد الرئيس عمر البشير. وناشد الحزب في بيانه المحامين الوطنيين للتضامن معه للدفع بالقضية إلى المحاكم، مبديا نيته الاتصال باتحادات المحامين العرب والأفارقة للتضامن معه، وللتصدي لما سماها «الاتهامات الخرقاء الكاذبة».

وطلب «الأمة» من قوى المعارضة السودانية التي قبلت بالاستمرار في الحوار الذي وصفه البيان بـ«الأعرج»، رفض رئاسة البشير للجنة الحوار لأنه يفرض على الحوار رؤية حزبية ضيقة، ودعاها إلى الاعتراض على ما سماه توزيع الاتهامات على مجهودات وطنية بسبب الغيرة السياسية، وتساءل: «كيف يكون مثل هذا الرئيس حريصًا على تفاوض من أجل السلام، وهو يصرف الاتهامات الظالمة على من يريد دعوتهم للحوار؟».

وكان الرئيس عمر البشير قد شجب الأحد الماضي «إعلان باريس» الذي وقعه حزب الأمة مع الجبهة الثورية السودانية، واعتبره «خطا أحمر»، وقال إنه تم بوساطة إسرائيلية، ويهدف إلى الوصول للسلطة بالقوة، واحتلال مدينة الفاشر، حاضرة شمال دارفور، وإعلانها عاصمة قومية للسودان، وتنصيب رئيس الحزب الصادق المهدي رئيسًا. ورحب الحزب في البيان، الموقع من الأمينة العامة سارة نقد الله، بالوساطة الإقليمية والدولية التي تسعى لما سماه «جمع كلمتنا، ومساعدة الشعب السوداني لمساعدة نفسه»، وجدد التأكيد على إيمان الشعب السوداني بالحوار وباستحقاقاته التي فصلها «إعلان باريس»، واستصحبت في «اتفاقية أديس أبابا»، وبالحاجة إلى إقناع الحركات المسلحة والمؤتمر الوطني ورئيسه بضرورة دفع تلك الاستحقاقات.

وتعقيبًا على اتهامات البشير، قال الحزب إن «إعلان باريس والاتصالات واللقاءات التي مهدت له وطنية مائة في المائة، وهي امتداد لصلاتنا التي لم تنقطع يوما بالجبهة الثورية»، وأضاف: «اتهامات البشير الباطلة لـ(إعلان باريس) بأنه بوساطة إسرائيلية، تؤكد فقط مدى السقوط والتمادي في التزوير الذي وصل إليه».

وسخر الحزب من اتهامات الرئيس للحزب بالسعي إلى الوصول للسلطة عبر العمل العسكري، بقوله: «ما ذكره الرئيس عن عمل عسكري يرتكز على الفاشر محض أكاذيب، وتشويه سمعة، وحزبنا ورئيسه ليسا صيادي سلطة، وإلا لكنا قبلنا عروضهم السخية من قبل، ولا يناسبنا عرش قائم على جماجم أهلنا ودمائهم».

ووصف الحزب حديث الرئيس البشير للجمعية العمومية للحوار الوطني بـ«الانفعال الأهوج»، واعتبره «دليلا على عدم صلاحيته لرئاسة أية آلية للوفاق، لأنه لا يدير الأمور بحياد، ويوزع الخطوط الحمراء، وينتصر لغضباته الذاتية، ويستبعد أية نظرة للمصلحة الوطنية».

وشدد حزب الأمة على عدم السكوت عن الاتهامات التي وصفها بـ«الكاذبة» التي يوزعها الرئيس البشير، وقال في هذا الصدد: «لا يمكننا أن نسكت عليه وهو يوزع اتهامات كاذبة ومستفزة، فتارة يصف مواطنين بأنهم حشرات، وتارة يضع دولا عظمى تحت حذائه، وهي عبارات تعود على السودان بالضرر، وتعود على المصلحة الوطنية بالأضرار».