آلاف من «الحشد الشعبي» في الأنبار لنجدة «البونمر»

نجل شيخ العشيرة لـ («الشرق الأوسط»): سنثأر من «داعش»

TT

كشف عضو البرلمان العراقي عن محافظة الأنبار ونجل شيخ عموم عشيرة البونمر، غازي الكعود، أن مجموع من قتلهم «داعش» من أبناء العشيرة حتى أمس تجاوز الـ500 شخص غالبيتهم العظمى من أفراد الصحوات ممن قاتلوا التنظيم المتطرف.

وقال الكعود في حديث لـ«الشرق الأوسط» إن «هذا التنظيم الإرهابي حصل على قوائم لأبناء الصحوات من البونمر وبدأ يمارس ضدهم سياسة الإبادة الجماعية من خلال مجازر القتل التي يرتكبها يوميا»، مشيرا إلى أنه «رغم أن غالبية مقاتلي العشيرة انسحبوا بشكل تكتيكي إلى حديثة من أجل إعادة التنظيم والبدء بخطة تحرير هيت وطرد (داعش) والأخذ بثأر من قتل من أبناء العشيرة فإن الغالبية العظمى ممن بقوا هم من المواطنين الأبرياء من الرجال والنساء وطلاب المدارس والأطفال». وأضاف الكعود أن «(داعش) بدأ يمارس سياسة الانتقام من جميع أبناء عشيرة البونمر سواء من خلال عمليات القتل التي تمارس يوميا وآخرها ما وردنا من معلومات عن قيامه بتنفيذ مجزرة جديدة تضاف إلى قتل نحو 35 شخصا (أول من أمس) ليصل مجموع ما تم قتله إلى أكثر من 500 شخص بالإضافة إلى مطاردة مئات العائلات في الصحراء ومحاصرتهم وعدم وصول قوات عسكرية كافية لفك الحصار عنهم».

وردا على سؤال بشأن الإجراءات الحكومية الهادفة لإنقاذ البونمر، قال الكعود إن «الكثير من اللقاءات جمعتنا مع رئيس الوزراء حيدر العبادي ووزير الدفاع خالد العبيدي كما التقينا أيضا مع رئيس البرلمان سليم الجبوري وقد حصلنا على تعهدات بالبدء قريبا جدا بتحرير هيت وعموم الأنبار لكننا لن نكتفي بذلك بل لا بد أن نأخذ ثأرنا من (داعش) جراء ما أقترفه من عمليات قتل ضد البونمر». وبشأن وصول آلاف المتطوعين الشيعية إلى الرمادي للمساعدة في فك الحصار عن البونمر، قال الكعود إن «هذه المبادرة لها أهميتها البالغة لدينا فهي تجسيد لمبدأ الأخوة بين العراقيين كما أنها تؤكد بما لا يدع مجالا للشك أن المؤامرة التي أراد تنظيم داعش تنفيذها بين العراقيين فشلت تماما بل ما نراه عكس ذلك تماما»، مؤكدا أن «وصول هذه الأعداد الكبيرة من أبناء الحشد الشعبي من أبناء مدينة الصدر وغيرهم من إخوتنا أبناء عشائر الجنوب إنما جاء استجابة لنداءاتنا التي وجهناها إلى المراجع الدينية وإلى عدد من القادة والسياسيين من إخوتنا الشيعة الذين قلوبهم معنا وسيوفهم على أعدائنا».

وكان 3 آلاف من المتطوعين من أبناء الحشد الشعبي قد وصلوا مع فوجين عسكريين إلى مطار الحبانية شرقي الرمادي وقاعدة عين الأسد (70 كلم غرب المدينة) لتطهير مناطق غرب المحافظة ومنها هيت وراوه من عناصر تنظيم داعش. وقال مصدر إن «مقاتلي الحشد الشعبي الذين وصلوا إلى الأنبار هم من عشائر الجنوب العمور والبو فتلة والبو علي الجاسم من النجف والحمدانيين والكتانيين ومن عشائر أخرى وصلوا تلبية لنداء عشيرة البونمر الذين تعرضوا لمجازر وحشية من قبل التنظيم».

من جهته، دعا رئيس البرلمان العراقي سليم الجبوري إلى تحرك عاجل وسريع لدعم أبناء العشائر في مواجهة عناصر «داعش». وقال المكتب الإعلامي للجبوري في بيان له تلقت «الشرق الأوسط» نسخة منه إن الجبوري استقبل «شيخ قبائل شمر عبد الله آلياور والنائب عن محافظة الأنبار غازي الكعود»، مبينا أن «عشائرنا أثبتت ولاءها للعراق وقدمت الدماء من أجل ذلك وأن على الحكومة والمجتمع الدولي الإسراع بتقديم كافة أشكال الدعم لها». وحذر الجبوري خلال اللقاء من «مجازر جديدة في هيت ونواحيها قد تحولها إلى كوباني جديدة»، مطالبا بـ«توحيد الجهد الوطني بين المجتمع المدني والعشائر والجانب الحكومي من أجل القضاء على بؤر الإرهاب وإعادة الأمن والاستقرار».

من ناحية ثانية، فشلت محاولات تنظيم داعش في اقتحام عامرية الفلوجة غربي بغداد. وقال الأكاديمي إبراهيم الجاسم أحد أبناء المدينة في اتصال هاتفي مع «الشرق الأوسط» إن «هناك محاولات كثيرة من قبل تنظيم (داعش) لاقتحام عامرية الفلوجة إذ تم التحشيد لها من أكثر من محور غير أن التحول الذي يبدو أنه أدى إلى تغيير المعادلة هو القصف الجوي من قبل الطيران»، مبينا أنه لا يعلم إن «كان الطيران الذي يقوم بكل هذه الطلعات هو الطيران العراقي أم طيران التحالف الدولي يضاف إلى ذلك القصف المدفعي الثقيل من قبل القوات العراقية، الأمر الذي يبدو إنه بدأ يؤدي لعرقلة جهود داعش لاقتحام المدينة».

وكان رئيس مجلس ناحية العامرية شاكر محمود أعلن أمس عن بدء عناصر تنظيم داعش بالتحشيد من محورين للهجوم على الناحية، مبينا أن «تعزيزات عسكرية من الأسلحة والأعتدة والذخائر وصلت إلى أفواج طوارئ الناحية وأفراد الشرطة ومقاتلي العشائر أيضا من أجل مواصلة صد هجمات داعش الإرهابي في حال هجومه على عامرية الفلوجة».