إسرائيل تسمح ببناء 500 وحدة استيطانية في القدس.. واستمرار اقتحامات الأقصى

وافقت على خطط لبناء مدينة عربية جديدة قرب عكا

شرطية إسرائيلية تدقق في هوية مواطنة فلسطينية قبل دخولها ساحة المسجد الأقصى (رويترز)
TT

واصل مسؤولون إسرائيليون ومستوطنون، أمس، اقتحام المسجد الأقصى، على الرغم من دعوات رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو للتهدئة في المدينة، وتحذيرات الرئاسة الفلسطينية من أن الاستمرار في هذه الاقتحامات قد يجر المنطقة إلى حرب دينية. فيما أعطت وزارة الداخلية الإسرائيلية الضوء الأخضر لبناء 500 وحدة استيطانية جديدة في القدس الشرقية.

فقد اقتحمت نائبة وزير المواصلات تسيبي حوتوفيلي، ساحات الأقصى تحت حراسة إسرائيلية مشددة وقامت بجولة في المكان، وهو ما أثار مشاعر المصلين المسلمين الذين رددوا هتافات وتكبيرات، وكادوا يشتبكون مع الشرطة.

ونادت حوتوفيلي بتغيير الوضع القائم في الأقصى ليعود ويصبح مصلى لليهود، وذلك في تحد لنتنياهو الذي قال إن الوضع لن يتغير، وطالبت بتعزيز الوجود اليهودي في الأقصى ردا على محاولة اغتيال الحاخام يهودا غليك الأربعاء الماضي.

وكان نواب كنيست قد اقتحموا الأحد والاثنين على التوالي ساحات الأقصى مطالبين بالسماح لليهود بالصلاة في المكان، وقالت مؤسسة الأقصى إن 50 مستوطنا و22 من عناصر المخابرات والشرطة اقتحموا المسجد الأقصى صباح أمس، فيما منعت شرطة الاحتلال من هم دون الأربعين عاما من الرجال من دخول المسجد، بينما سمحت بذلك للنساء مع التدقيق في بطاقات الهوية واحتجاز بعضها عند الأبواب.

وعلى إثر ذلك حذرت الرئاسة الفلسطينية من تصاعد الاقتحامات من قبل المستوطنين والمتطرفين للمسجد الأقصى المبارك، مشيرة إلى أن استمرار هذه الاعتداءات والانتهاكات يعد استفزازا لمشاعر المواطنين.

وجاء في بيان رئاسي «إن الموقف الفلسطيني يطالب بعدم التصعيد والحفاظ على الأمر الواقع بما يتعلق بالأماكن المقدسة، وعدم المساس بحرمة هذه الأماكن الدينية».

وتزيد اقتحامات الأقصى من التوتر في مدينة القدس، بعد أن بلغ أوجه الأسبوع الماضي بمواجهات وإطلاق نار على الحاخام الإسرائيلي غليك، وقتل الشرطة الإسرائيلية فلسطينيا متهما بمحاولة اغتياله.

وقد زادت حدة التوتر أمس بعد هدم القوات الإسرائيلية منزلين فلسطينيين في حي الثوري بالقدس، بحجة أنهما شيدا من دون ترخيص بناء، وهو ما خلف اشتباكات بين الشرطة الإسرائيلية ومحتجين فلسطينيين.

واعتبر أحمد الرويضي، مستشار ديوان الرئاسة الفلسطينية لشؤون القدس، هذه التصرفات «جزءا من عمليات الانتقام، وبالتالي فهم الآن يحاولون الانتقام من المقدسيين بأشكال مختلفة»، وأضاف مستفسرا: «لماذا توجد رخص بناء في القدس الغربية ولا يوجد هدم؟ لماذا الهدم في القدس الشرقية وعدم منح رخص البناء والمخالفات ورفض استصدار تراخيص؟».

من جهتها، قالت حركة «السلام الآن» الإسرائيلية المناهضة للاستيطان، إن وزارة الداخلية الإسرائيلية أعطت الضوء الأخضر لمشروع بناء 500 وحدة استيطانية جديدة في القدس الشرقية، وأكدت أن ذلك سيسهم فقط في جعل العلاقات بين إسرائيل والولايات المتحدة أكثر سوءا. وكتبت المنظمة في بيان لها «هذه الموافقة تسكب الزيت على النار المتقدة في الدبلوماسية بين إسرائيل والولايات المتحدة»، وجاء في البيان أيضا أن استكمال البناء هو خطوة أخرى نحو تحويل فكرة الدولتين إلى فكرة نظرية بحتة غير قابلة للتحقيق. لكن وزراء إسرائيليين دافعوا عن قرار البناء الجديد، حيث قال وزير الإسكان أوري أرئيل من حزب البيت اليهودي إنه آن الأوان لإقامة مشاريع البناء في القدس والضفة الغربية دون قيود من أحد. كما أكد النائب الليكودي أوفير أكونس على قناعة حزبه في الحق بالبناء في القدس قائلا: «الحكومات الإسرائيلية المتتالية، ومن ضمنها حزب العمل، بنت في القدس، ونحن أيضا، بنينا ونبني، وسنواصل البناء في أورشليم القدس».

أما صائب عريقات، كبير المفاوضين الفلسطينيين، فقد اعتبر القرار الإسرائيلي بأنه «يمثل صفعة للوزير كيري والإدارة الأميركية في مساعيها من أجل تحقيق السلام»، وقال بهذا الخصوص: «إسرائيل بهذه الخطوة تظهر أنها تفضل العنصرية والاحتلال عبر بناء المستوطنات، بدل أن تسعى من أجل إحلال السلام».

وعلى صعيد متصل، ذكر تقرير إخباري أن المجلس القومي الإسرائيلي للتخطيط والبناء وافق أمس على خطط لبناء مدينة عربية جديدة قرب عكا شمال إسرائيل.

وذكرت القناة الثانية للتلفزيون الإسرائيلي في تقريرها أن السلطات قالت إن المدينة سوف تضم 10 آلاف وحدة سكنية. وأضاف التقرير، الذي أوردته صحيفة «جيروزاليم بوست» الإسرائيلية أن المدينة سوف تكون أول مدينة للعرب غير البدو يتم إقامتها في إسرائيل منذ تأسيسها. وتابع أنه من المقرر أن يبلغ تعداد سكان المدينة 40 ألف نسمة، وأنه سوف يتم ربطها بخط قطار من المقرر تسييره بين عكا وكرمل.