رسالة إلكترونية من مجهولين تثير الرعب في نواكشوط

إجراءات أمنية صارمة بعد التهديد بتفجير السفارة العراقية لدى موريتانيا

TT

بدأت السلطات الموريتانية منذ أيام اتخاذ إجراءات أمنية صارمة في العاصمة نواكشوط وضواحيها، وذلك بعد تلقي السفارة العراقية في نواكشوط تهديدات من طرف تنظيم «داعش»، يعلن فيها نيته تفجير السفارة التي تقع في قلب العاصمة.

وكانت السفارة قد تلقت منذ عدة أيام رسالة إلكترونية من مصدر مجهول، تضمنت تهديدات بتفجير مقر السفارة، قبل أن تُختم الرسالة بتوقيع تنظيم «داعش» ورايته السوداء، بحسب مصدر دبلوماسي تحدث لـ«الشرق الأوسط».

في غضون ذلك، أكدت مصادر أمنية موريتانية لـ«الشرق الأوسط» أمس أن القائمين على السفارة العراقية اتصلوا بالسلطات الأمنية وأبلغوها تلقيهم تهديدا من جهة تربط نفسها بتنظيم «داعش»، وأضاف المصدر أنه منذ ذلك الوقت بدأت السفارة سلسلة اجتماعات مع السلطات الأمنية الموريتانية.

وفتح الأمن الموريتاني تحقيقا حول الرسالة التي تضمنت التهديد، من أجل معرفة مصدرها ومدى جديتها؛ بينما أكدت مصادر دبلوماسية لـ«الشرق الأوسط» أن «التهديد جدي، ويجب على السلطات الموريتانية اتخاذ إجراءات حقيقية لمنعه».

وشملت الإجراءات التي اتخذتها السلطات الأمنية الموريتانية إقامة دوريات في مختلف أحياء العاصمة، بالإضافة إلى وضع نقاط تفتيش ليلية على الشوارع الرئيسية في المدينة، وذلك في ظل مشاركة واسعة من مختلف الأجهزة الأمنية.

الإجراءات الأمنية المشددة التي تبدأ مع الساعات الأولى من مساء كل يوم، أثارت استغراب سكان العاصمة نواكشوط، مما جعل الأجهزة الأمنية تحاول تهدئة المواطنين، وتنفي وجود أي تهديد على حياتهم، فيما ظلت تلتزم الصمت أمام الصحافيين.

وأعاد تهديد السفارة العراقية من طرف «داعش»، وما أعقبه من إجراءات أمنية، إلى الأذهان اعتقال الأمن الموريتاني في مدينة الزويرات، أقصى شمالي البلاد، في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، أفرادا قيل إنهم ينتمون لخلية ذات صلة بـ«داعش».

وأجرى الأمن آنذاك تحقيقات مع المعتقلين؛ وهم 4 أشخاص يعمل 3 منهم في «الشركة الوطنية للصناعة والمناجم»، أكبر الشركات الموريتانية المتخصصة في إنتاج وتصدير الحديد، وتوجد مكاتبها في مدينة الزويرات.

وأكدت المصادر الأمنية آنذاك أن المعتقلين الأربعة «ربطوا صلات عبر الهاتف والإنترنت بتنظيم (داعش)»، وهي التهمة التي تراجع عنها الأمن بعد ذلك، قبل أن يفرج عن المتهمين الأربعة مع وضعهم تحت المراقبة.

وأثار اعتقال الخلية آنذاك مخاوف الموريتانيين من إعلان متشددين إسلاميين مبايعتهم التنظيم الإرهابي الذي يحتل مناطق من سوريا والعراق، خاصة بعد مبايعته من طرف فصائل من «تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي»، تنشط في منطقة الساحل الأفريقي، وسبق أن شنت هجمات داخل الأراضي الموريتانية، من ضمنها هجمات استهدفت العاصمة نواكشوط.