ريال مدريد ودورتموند أول المتأهلين للدور الثاني لدوري الأبطال.. وآرسنال يتحسر على إهدار الفرصة

يوفنتوس يحيي آماله في المنافسة وأتليتكو مدريد يتقدم ورودجرز مدرب ليفربول يرفض الانتقادات لتشكيلته

تشيسني حارس آرسنال يلتقط الكرة التي لعبها سيراك لاعب أندرلخت بطريقة أكروباتية (رويترز)
TT

بات ريال مدريد الإسباني حامل اللقب وبروسيا دورتموند الألماني أول المتأهلين إلى الدور الثاني، إثر فوز الأول على ضيفه ليفربول الإنجليزي 1/صفر، والثاني على ضيفه غلاطة سراي التركي 1/4، في الجولة الرابعة من دور المجموعات لمسابقة دوري أبطال أوروبا لكرة القدم. وهو الفوز الرابع على التوالي لريال مدريد وبروسيا دورتموند.

وفرط آرسنال الإنجليزي في حجز بطاقته بسقوطه في فخ التعادل أمام ضيفه أندرلخت البلجيكي 3/3 بعدما تقدمه بثلاثية نظيفة، فيما اقترب أتليتكو مدريد الإسباني الوصيف، وباير ليفركوزن الألماني، بشكل كبير من تخطي الدور الأول بفوز الأول على مضيفه مالمو السويدي 2/صفر، والثاني على مضيفه زينيت سان بطرسبورغ الروسي 1/2.

على ملعب سانتياغو بيرنابيو، وأمام 75 ألف متفرج، تابع ريال مدريد تألقه في الآونة الأخيرة وحقق انتصارا مهما على ضيفه ليفربول بهدف وحيد سجله الفرنسي كريم بنزيمة، ليكون الفوز الثاني عشر للفريق على التوالي في مختلف المسابقات. ويعيش ريال مدريد أفضل فتراته بعد أن انتزع صدارة الدوري الإسباني هذا الأسبوع، علما بأنه كان يتخلف عن برشلونة بفارق 4 نقاط، لكنه ألحق به الهزيمة 3/1 في الكلاسيكو، قبل أن يستغل سقوط الفريق الكتالوني على ملعبه ضد سلتافيغو ليستأثر بالمركز الأول.

وبات قائد ريال مدريد حارس مرماه الدولي إيكر كاسياس أكثر اللاعبين خوضا للمباريات في مسابقة دوري أبطال أوروبا، بعدما شارك للمرة الـ144 بفارق مباراة واحدة أمام لاعب وسط برشلونة مواطنه تشابي هرنانديز (الذي يملك فرصة اللحاق به في حال لعب أمس ضد المضيف أياكس أمستردام). ولعب ريال مدريد بتشكيلته الكاملة باستثناء غياب المدافعين دانيال كارباخال والبرتغالي بيبي، حيث لعب ألفارو أربيلوا والفرنسي رافائيل فاران مكانهما، فيما جلس الويلزي غاريث بيل العائد من الإصابة على مقاعد البدلاء قبل أن يدفع به الإيطالي كارلو أنشيلوتي مكان الكولومبي جيمس رودريغيز في منتصف الشوط الثاني.

أما ليفربول فخاض اللقاء في غياب معظم لاعبيه الأساسيين وأبرزهم القائد ستيفن جيرارد والمهاجم المشاكس ماريو بالوتيلي ورحيم سترلينغ وجوردان هندرسون وغلين جونسون والبرازيلي فيليب كوتينهو، ترقبا للمواجهة الساخنة التي تنتظر الفريق السبت المقبل ضد ضيفه تشيلسي في الدوري الإنجليزي. ودفع المدرب الآيرلندي الشمالي بريندان رودجرز بجيرارد وسترلينغ وكوتينهو في ربع الساعة الأخير، لكن خطوته بعدم الاعتماد على الأساسيين تعرضت لانتقادات كبيرة من الإعلام الإنجليزي الذي اعتبرها تسليما مبكرا بالهزيمة. ودافع رودجرز عن التشكيلة التي لعب بها، مؤكدا أنه لا يهتم لأمر الانتقادات بل يهتم بلاعبي الفريق وجماهيره. وفي معرض رده على الانتقادات التي تعرض لها بسبب تشكيلة الفريق في تلك المباراة، أجاب رودجرز قائلا «هذا الأمر لا يقلقني مطلقا.. لقد دفعنا بالفريق الأقدر على اللعب أمام ريال مدريد. لا أحد يستطيع أن يلقي باللوم على هذه المجموعة.. أرى أن مستقبل هذا الفريق سيكون باهرا وهذا يسعدني للغاية».

وأشار رودجرز إلى أنه لجأ إلى هذه التشكيلة لأسباب فنية، وقال «أشعر بخيبة أمل في ما يتعلق بالنتيجة فقط.. لقد بدأنا المباراة بثقة كبيرة أمام الفريق الأفضل في العالم في هذه الآونة.. لم نستسلم خلال المباراة وكافحنا حتى النهاية من أجل الوصول إلى نتيجة جيدة». وتابع «خضنا سبع مباريات في 21 يوما، ووضعنا الفريق الأفضل من أجل الفوز بالمباراة.. اللاعبون يعرفون أن الأسماء لا تعني شيئا بالنسبة لي.. لدي فريق يضم لاعبين جيدين ومحترفين يستطيع أي منهم اللعب في أي لحظة».

على الجانب الآخر، نال كريم بنزيمة مسجل هدف المباراة الوحيد تحية حارة من مشجعي الريال عندما خرج من الملعب قرب النهاية اللقاء، في تعبير عن فتح صفحة جديدة مع المشجعين الذين خصوه بصيحات الاستهجان في السنوات الأخيرة. ويبدو أن مهاجم منتخب فرنسا قد تمكن أخيرا من الفوز بثقة الجماهير بعدما سجل الهدف الوحيد في الدقيقة 27 بشكل رائع بعد مقابلة كرة عرضية من مارسيلو. وهذا الهدف هو الخامس لبنزيمة في أربع مباريات بدوري الأبطال هذا الموسم، ليرفع رصيده إلى 41 هدفا في 68 مباراة بالمسابقة، وليضمن الريال التأهل لدور الستة عشر قبل جولتين من نهاية دور المجموعات.

وعانى بنزيمة (26 عاما) كثيرا منذ انتقاله من أولمبيك ليون إلى الريال في 2009، لكنه يعيش حالة من التألق مع المدرب الإيطالي كارلو أنشيلوتي. وقال أنشيلوتي «أعتقد أنه في حالة رائعة جدا في الوقت الحالي، ولا أعرف أن كان في أفضل حالاته أم لا، أعتقد أن هذا أفضل أداء له منذ قدومي إلى هنا. إنه لاعب مهم جدا بالنسبة لنا».

وفي المجموعة ذاتها، وعلى ملعب «سان جاكوب بارك» وأمام 35272 متفرجا، سحق بازل السويسري ضيفه لودوغوريتس رازغراد البلغاري برباعية نظيفة. ومنح الكاميروني الأصل السويسري الجنسية بريل دونالد امبولو التقدم لبازل في الدقيقة 34، ليصبح سادس أصغر لاعب يسجل هدفا في مسابقة دوري أبطال أوروبا (17 عاما و263 يوما). وأضاف الباراغواياني ديرليس ألبرتو غونزاليس الهدف الثاني في الدقيقة 41. وعزز بازل تقدمه بهدفين في الشوط الثاني سجلهما الألباني شكيلزن غاشي في الدقيقة 59 والتشيكي ماريك سوشي (65). وثأر بازل بذلك لخسارته أمام لودوغوريتس رازغراد صفر/1 في الجولة الثالثة. وانفرد بازل بالمركز الثاني برصيد 6 نقاط بفارق 3 نقاط أمام لودوغوريتس رازغراد وليفربول.

وفي المجموعة الرابعة، وعلى ملعب «سيغنال أيدونا بارك» في دورتموند وأمام 78 ألف متفرج، ضمد بروسيا دورتموند جراحه المحلية من خلال تجديد الفوز على ضيفه غلاطة سراي 1/4، بعدما كان سحقه برباعية نظيفة قبل أسبوعين في اسطنبول. وسجل ماركو ريوس في الدقيقة 39 واليوناني سقراطيس باباستاثوبولوس (55) والإيطالي تشيرو إيموبيلي (74) وسميح كايا (85 خطأ في مرمى فريقه) أهداف بروسيا دورتموند، وهاكان بلطة هدف غلاطة سراي في الدقيقة 70. ويعاني بروسيا دورتموند في الدوري الألماني حيث يحتل المركز السابع عشر قبل الأخير، بعدما مني بخسارته الخامسة على التوالي محليا أمام بايرن ميونيخ 2/1 السبت الماضي.

وفي المجموعة ذاتها، على ملعب «الإمارات» في لندن وأمام 60 ألف متفرج، فرط آرسنال في حجز بطاقته مبكرا بسقوطه في فخ التعادل أمام أندرلخت 3/3. وكان آرسنال في طريقه إلى تحقيق فوز سهل عندما تقدم بثلاثية نظيفة، لكن الفريق البلجيكي نجح في الرد بثلاثية أيضا وعاد بنقطة ثمينة. وتقدم النادي اللندني من ركلة جزاء إثر عرقلة داني ويلبيك، فانبرى لها الإسباني مايكل أرتيتا بنجاح في الدقيقة 24. وأضاف التشيلي أليكسيس سانشيز الهدف الثاني في الدقيقة 29، وأليكس أوكسلايد تشامبرلاين الهدف الثالث في الدقيقة 58. لكن قلص أنطوني فاندن بور الفارق في الدقيقتين 61 و73 من ركلة جزاء، قبل أن يدرك الصربي الكسندر ميتروفيتش التعادل في الدقيقة الأخيرة. ورفع آرسنال رصيده إلى 7 نقاط في المركز الثاني بفارق 5 نقاط أمام أندرلخت، وبات الفريق اللندني بحاجة إلى نقطة واحدة من مباراتيه الأخيرتين للحاق بركب المتأهلين إلى الدور الثاني.

وعقب اللقاء، أعرب أرتيتا قائد آرسنال عن حسرته لإهدار فريقه فوزا كان في متناوله، وقال «لقد أهدرنا فرصة رائعة لضمان التأهل بعد التقدم بنتيجة 3/صفر في مباراة كبيرة ومهمة مثل هذه، لا تتحمل ارتكاب مثل هذه الأخطاء وإنعاش أمال أي فريق في دوري الأبطال، لأن المنافس لديه القدرة على الرد وهذا ما حدث. لا نعرف ماذا سيحدث في المباراة المقبلة». وأضاف «عندما تكون الفرصة سانحة لدينا بالتقدم 3/صفر فإنه لا يوجد أفضل منها فرصة لحسم الفوز، ولذلك نشعر بإحباط شديد.. نحن في حاجة إلى تحليل ما فعلناه.. ما حدث لا يمكن تكراره». وشارك المهاجم الألماني لوكاس بودولسكي زميله أرتيتا الرأي بأنه لا يوجد مبرر لخروج المباراة بهذه النتيجة، وقال «لا يمكن اختلاق الأعذار».

وفي المجموعة الأولى، خطا أتليتكو مدريد الوصيف خطوة كبيرة نحو بلوغ الدور الثاني بفوزه الثمين على مضيفه مالمو 2/صفر على ملعب «مالمو شتاديون» وأمام أكثر من 20 ألف متفرج. وسجل خورخي ميروديو كوكي الهدف الأول في الدقيقة 30، وأضاف راؤول غارسيا الثاني 78. وعزز أتليتكو مدريد موقعه في الصدارة برصيد 9 نقاط بفارق 3 نقاط أمام يوفنتوس الذي أنعش آماله في التأهل بفوزه الصعب على ضيفه أولمبياكوس 2/3 على ملعب «يوفنتوس أرينا» في تورينو وأمام 39091 متفرجا. واستهل يوفنتوس المباراة بأفضل طريقة ممكنة وتقدم عبر صانع ألعابه ونجمه أندريا بيرلو، بيد أن شباكه تلقت هدفين ليتخلف 2/1، لكنه سرعان ما تسلم زمام المبادرة وسجل هدفين وحصد النقاط الثلاث.

وفي المجموعة الثالثة، خطا باير ليفركوزن الألماني خطوة كبيرة نحو الدور الثاني عندما جدد فوزه على مضيفه زينيت سان بطرسبورغ الروسي 1/2 على ملعب «بتروفسكي ستاديون» وأمام 15 ألف متفرج. وسجل الكوري الجنوبي هيونغ مين سون هدفي باير ليفركوزن في الدقيقتين 68 و73، والفنزويلي خوسيه سالومون روندون هدف زينيت سان بطرسبورغ في الدقيقة 89. وكان باير ليفركوزن فاز على زينيت سان بطرسبورغ 1/2 في الجولة الثالثة قبل أسبوعين. وهو الفوز الثالث على التوالي لباير ليفركوزن الذي واصل صحوته منذ سقوطه أمام مضيفه موناكو الفرنسي صفر/1 في الجولة الأولى، حيث تغلب بعدها على بنفيكا البرتغالي 1/3 وزينيت (2/صفر ذهابا و1/2 إيابا). وعزز باير ليفركوزن موقعه في صدارة المجموعة برصيد 9 نقاط وبات بحاجة إلى نقطة واحدة في مباراتيه الأخيرتين أمام موناكو وبنفيكا لبلوغ الدور الثاني. في المقابل، مني زينيت بخسارته الثانية على التوالي مقابل فوز على مضيفه بنفيكا 2/صفر وتعادل مع ضيفه موناكو صفر/صفر، فتجمد رصيده عند 4 نقاط في المركز الثالث. وفي المجموعة ذاتها، وعلى ملعب «لا لوش» في لشبونة، حقق بنفيكا فوزه الأول عندما تغلب على ضيفه موناكو بهدف سجله البرازيلي أندرسون سوزا كونسيساو في الدقيقة 82. وعزز بنفيكا موقعه في المركز الثالث برصيد 4 نقاط بفارق نقطة واحدة خلف موناكو.