الشؤون الصحية بالمنطقة الشرقية: 10 مصابين تحت العلاج

والد أحد الضحايا كان يحلم أن يكون ابنه طالبا بالجامعة

TT

بعد ليلة دامية في الأحساء تكشفت الجريمة عن وقائع مرعبة مرت على السكان المحليين الذين راحوا يجمعون مآسيهم، في حين تقاطرت الوفود من القرى المجاورة والمدن المختلفة للاطمئنان على أقربائهم.

وفي حين تم الكشف في وقت متأخر من مساء أول من أمس عن جثة جديدة لشاب من قرية المنصورة التي لا تبعد كثيراً عن القرية المنكوبة الدالوة، هو عادل الحرابة (30 سنة)، وبدا أن المجرمين أوقفوه وطلبوا منه الترجل من سيارته، ثم اختطفوه وارتكبوا الجريمة بسيارته، ثم أطلقوا على رأسه الرصاص وسكبوا فوق جسده الأسيد.

وكانت الجهات الأمنية أكدت أن قيام الإرهابيين باستخدام سيارة «فورد» رصاصية اللون. وتم العثور على جثة الحرابة فيما بعد، وقالت أنباء إن جثته وجدت في صندوق سيارته المخطوفة.

وتحاول القرية المنكوبة كفكفة دموعها، وسط استعدادات لتشييع الضحايا يوم الجمعة المقبل. وتركزت الإصابات سواء بين القتلى أو الجرحى في وسط الأطفال وحديثي السن. وقال أقرباء للضحايا إن أولادهم كانوا يحلمون بالالتحاق بالجامعة. وقال والد أحد الضحايا لـ«الشرق الأوسط»، وهو يغالب أساه: «كنت أرجو أن أراه كما يتمنى هو طالباً في جامعة الملك فيصل بالأحساء».

وأكد عبد الرحمن السدراني، المتحدث الرسمي للشؤون الصحية بمحافظة الأحساء لـ«الشرق الأوسط» أن السيدة الوحيدة التي أصيبت في الحادث، وهي زهراء محمد الحبيب، التي أصيبت بشظايا رصاص في الكتف، «لا تزال تتلقى العلاج في أحد المستشفيات الحكومية الكبرى في الأحساء» في إشارة لمستشفى الملك فهد.

وبين السدراني أن المتبقي من الحالات 10 حالات وجميعها مستقرة بشكل كبير وقد يخرج البعض خلال يومين من المستشفيين اللذين يتم التنويم فيهما، وهما: مستشفى الملك فهد بالهفوف، ومستشفى بن جلوي بالمبرز. وعلى صعيد متصل، قال الشيخ حبيب المطاوعة إن ابنه زهير الذي قضى نحبه في اللحظات الأولى من الحادث الأليم كان يفاضل بين الالتحاق بجامعة الملك فيصل بالأحساء وبين معهد الإدارة بالدمام بعد أن تم قبوله في كليهما.

وأضاف الوالد المفجوع بوفاة ابنه، أن زهير يبلغ من العمر 18 عاماً، وأن العائلة انتقلت منذ سنوات للعيش في قرية الشهارين المجاورة، حيث ذهبوا إلى مسقط رأسها الدالوة في نفس يوم الحادثة، وهنا كان لها موعد من القدر.

وبين لـ«الشرق الأوسط» أن ابنه كان يلح عليه دائما بالوجود سويا لحضور مجالس مجاورة، وكان قد وعده بتلبية رغبته خلال أيام، وأضاف وهو يتغلب على حزنه: «شاء الله وما شاء فعل».

وعن شعوره من هذه الفاجعة قال الشيخ حبيب وهو يغالب دموعه: «شعور سعيد وحزين في نفس الوقت فأنا ووالدته وأشقاؤه سعداء لأنه التحق بركب الشهداء بإذن الله ولكننا محزونون على فراقه ولكن لا نقول إلا ما يرضي الله.

وشدد على أهمية أن يتم قطع دابر أي فتنة يخطط لها الأعداء الذين يقفون خلف هذا الحادث الإجرامي أو من يؤيدونه ولو بكلمة. وأكد أنهم تلقوا إشعارا من الجهات المختصة بتسلم الجثث مساء اليوم ولكن تشييع الشهداء سيتم عصر الجمعة بالتنسيق بين جميع الأهالي ممن لهم علاقة بالأمر.

وشكر الشيخ القيادة السعودية «على حرصها على حفظ الأمن والأمان في هذا البلد وكل من وقف معهم في هذا المصاب الجلل»، مكررا تأكيده على ضرورة قطع دابر الفتن والوقوف صفا واحدا تجاه من يسعون لإشعالها للنيل من هذا الوطن ومكتسباته.

وأكد أن هذا الحادث لن يكون سوى تعزيز للحمة الوطنية بين أبناء الشعب الواحد وسيكون الخاسر الأكبر في الدنيا والآخرة من يسعون إلى إشعال الفتن.

وما زال عدد من الجرحى يرقدون تحت العلاج في مستشفى الملك فهد بالهفوف، ومستشفى الأمير سعود بن جلوي في المبرز. في حين غادر المستشفيين اثنان من المصابين، هما: الشيخ ياسين التريكي، الذي أصيب في قدمه، وسلمان المطاوعة المصاب في يده.

أما المصابون الذين ما زالوا يتلقون العلاج فهم: الشيخ ياسين بن حسين التريكي، وكانت إصابته في القدم. وسلمان بن عبد الله المطاوعة، وإصابته في اليد. وأحمد يوسف التريكي - الصدر. وكميل الياسين، إصابته في القدم. ومحمد موسى الهاشم، إصابته في الساق. وخليفة المطاوعة، إصابته في الفخذ. وأحمد داود اليوسف، إصابته في القدم. وعبد الإله محمد المطاوعة، إصابته في الذراع. ومهدي الجمعة، إصابته في البطن. وحسن عبد الله المطاوعة، إصابته في الفخذ. وحسن إسماعيل المطاوعة، إصابته في الساقين. وزهراء محمد الحبيب، إصابتها في الكتف.