مقرب من السلطة الإسرائيلية: «داعش» أعدم فلسطينيين لأنهما قررا العودة إلى أهلهما

قال إن قادة التنظيم اعتبروهما مرتدين عن الإسلام

TT

كشف النائب السابق لوزير التطوير الإقليمي في الحكومة الإسرائيلية أن الطبيب العربي عثمان أبو القيعان من فلسطينيي 48 لم يقتل وهو يحارب في صفوف تنظيم «داعش» في سوريا، بل إن التنظيم هو الذي قتله مع ابن عمه عبد الرحمن، الذي كان يعمل مدرسا، لأنهما أعربا عن ندمهما للقدوم للمشاركة في هذه الحرب، فطلبا أن يعودا إلى ذويهما في إسرائيل، وبسبب ذلك تم إعدامهما.

وقال أيوب قرا، الذي كان قد تواصل مع سلطات الأمن التركية وتابع قضية الطبيب وغيره من شبان فلسطينيي 48 (المواطنين في إسرائيل)، إن معلومات مؤكدة تؤكد أن عثمان وعبد الرحمن توصلا إلى قناعة مفادها بأن الحرب التي يخوضها «داعش» في سوريا والعراق هي حرب بشعة لا تلائم مفاهيمهما الإنسانية والإسلامية، فتوجها إلى قائدهما المباشر في «داعش» وطلبا منه بسذاجة أن يحررهما ويسمح لهما بالعودة إلى أهلهما، لكنه أجرى لهما محاكمة ميدانية واتهمهما بالردة عن الإسلام، ثم أمر بقتلهما بدم بارد.

وقال يعقوب أبو القيعان، أحد أعمام الفقيدين، لـ«الشرق الأوسط»، إن «عرب النقب مصدومون ويشعرون بالحزن والأسى لأن ابنيهما قتلا مرتين: مرة عندما غادرا إلى داعش، ومرة أخرى عندما جاءهما نبأ إعدامهما»، وأضاف موضحا «كنا واثقين بأن ولدينا بعيدان تماما عن فكرة الحرب والقتل، خاصة عندما يكون القتل إجراميا بهذه البشاعة، حيث يقوم رجال داعش بقتل الأبرياء وارتكاب جرائم الاغتصاب والتنكيل وقطع الرؤوس، ولم يفاجئنا أن يقوم داعش بإعدامهما، فهذه حركة لا تعرف شيئا عن قيم الإسلام الرحيم السمح». وأعلن أن شيوخ عرب النقب قرروا القيام بحملة توعية واسعة لدى الشباب حتى لا يتوجه أي منهم إلى «داعش».

والمعروف أن عثمان أبو القيعان ولد داخل عائلة فقيرة في النقب، جنوبي إسرائيل. وقد أرسلته عائلته لدراسة الطب في جامعة إربد الأردنية، وبعد أن أنهى دراسته في السنة الماضية واجتاز الاختبار الصعب لوزارة الصحة الإسرائيلية، قبل للعمل كطبيب متدرب في المركز الطبي الإسرائيلي «برزيلاي» في مدينة أشكلون. وفي شهر مايو (أيار) الماضي ترك هذا المستشفى بعد أن وجد عملا أفضل لمواصلة التدريب في مستشفى سوروكا في بئر السبع. ولكنه لم يصل إليه، واختفت آثاره فجأة.

ويقل الدكتور يوسف مشيعل، مدير القسم الذي عمل فيه عثمان: «لقد صدمنا من النبأ. فعثمان كان طبيبا مهنيّا مبدعا في عمله وقدّم خدماته على أكمل وجه، هو لطيف جدا مع عائلات المرضى، ومع الطاقم الطبي العاملين معه. ولم يظهر أي سلوك غير اعتيادي أثناء مزاولته لمهنته، ولم يتطرّق إطلاقا إلى الأحداث في سوريا والعراق. وقد كان يشارك دائما في الجلسات الصباحيّة للأطر، ولم نلمس منه أي ميول دينيّة كانت أو سياسيّة. وكان في تصرفاته الشخصية رقيقا جدا، وكان آخر شخص يمكن أن أقول عنه بأنّه عدوانيّ، وأنا لا أستطيع أن أفهم كيف قام بذلك، فلو استمر في عمله لكان طبيبا ممتازا».

وقال يعقوب أبو القيعان، عم الفقيدين، إن عبد الرحمن كان أيضا مدرسا ناجحا يحظى بحب تلاميذه وأهاليهم وزملائه في الهيئة التدريسية، وإنه «لا أحد منهم استطاع أن يفهم كيف اختار السلوك في هذا الطريق البشع. وكان من الطبيعي أن يكتشف أن مكانه ليس مع داعش وأن يقرر العودة. وقد تصرف ببراءة زائدة عندما طلب من قادة التنظيم العودة، وكان عليه أن يهرب مثلما فعل آخرون من فلسطينيي 48 الذين انضموا لهذا التنظيم عبر الإنترنيت وسافروا إلى سوريا أو العراق، وعندما اكتشفوا حقيقة التنظيم وجدوا طريقا للهرب والعودة، مفضلين السجن في إسرائيل على القتال هناك».