* فيما يخص مقال عبد المنعم سعيد «من سيناء إلى كوباني ـ عين العرب»، المنشور بتاريخ 5 نوفمبر (تشرين الثاني) الحالي، أود الاختلاف معكاتب المقال في توصيف الحالة التونسية لأن هزيمة الإخوان فيها هي هزيمة مرحلية وغير مضمونة وليست كالحالة المصرية عندما اكتشف الشعب ومن ثم سانده الجيش بأن تيار الإخوان يقود البلاد إلى الدمار فتمت إزاحتهم تماما من المشهد السياسي، أما في تونس فرغم أن مظاهر التطرف والتشدد كانت منعدمة أيام النظام السابق ثم فجأة حدث الانهيار الكبير بعد حادثة عرضية لينقض هذا التيار من العدم إلى السيطرة الكاملة على كل شيء ومع نقص الخبرة فقد فقدوا السيطرة مؤقتا ولكن بشكل غير كامل وهم قادرون على إعادة الحشد ثم الانقضاض النهائي وغير المحدود على السلطة بعد استعادة الحشود وتنظيم الصفوف مع وجود تربة حاضنة وقابلة لهذا التيار، ففي رأيي ما حدث في تونس أشبه بالإصابة بمرض عضال يسيطر على الجسم وتظهر أعراضه بشكل حاد فتتدهور صحة المريض ولكن بعد إدخاله العناية المركزة تتم السيطرة على المرض مؤقتا وقد تتحسن حالته الصحية حتى يبدو المريض وقد تعافى ثم يخرج من المستشفى مصابا بمرض خطير تحت العلاج ولكن من دون شفاء تام، ويستمر المرض حتى تأتي لحظة تنهار فيها مناعة المريض فيعود المرض أشد فتكا حتى يفقد المريض صحته أولا ثم حياته.
د. ماهر حبيب - أميركا [email protected]