القاهرة ترسخ لحالة الاستقرار عقب سلسلة من التفجيرات وحوادث الطرق

انفجار قنبلة في محيط القصر الرئاسي وضبط «إخواني» لاتصاله بـ«داعش»

الرئيس السيسي خلال لقائه المجلس الأعلى للشرطة بحضور وزير الداخلية
TT

فيما يراه مراقبون تحديا أمام السلطات المصرية لتأكيد استقرار الحالة الأمنية في ربوع البلاد عقب تفجيرات يومية وحوادث طرق أسفرت أمس عن مقتل وإصابة 30 شخصا في 3 محافظات، شدد الرئيس عبد الفتاح السيسي على ضرورة تفعيل الاستراتيجيات الأمنية الجديدة التي تتناسب مع هذه التحديات، ودعم وتكثيف التنسيق بين الأجهزة المعنية ليس فقط لمواجهة تلك التحديات، ولكن أيضا للحيلولة دون تكرارها.

في غضون ذلك، ألقت السلطات الأمنية القبض على أحد كوادر جماعة الإخوان المسلمين بصعيد مصر لتواصله مع من عناصر تنظيمي «داعش» و«النصرة» الإرهابيين بالعراق والشام، وقتل 4 أشخاص بينهم شرطيان في انفجار قنبلة استهدفت قطار سكة حديد، بينما قالت مصادر أمنية، إن سيدة أصيبت في انفجار عبوة ناسفة في محيط قصر القبة الرئاسي (شرق القاهرة).

واجتمع الرئيس السيسي بالمجلس الأعلى للشرطة بحضور اللواء محمد إبراهيم، وزير الداخلية، بمقر الرئاسة بمصر الجديدة، أمس، وقال السفير علاء يوسف، المتحدث الرسمي باسم الرئاسة، إن «الرئيس شدد على أن الدولة المصرية تواجه تحديات جديدة، تستهدف وجودها ذاته، وتسعى إلى زعزعة الثقة في قدرة أجهزتها على التصدي لهذه التحديات بهدف شق الصف وإضعاف إرادة المواطنين وإرهاق الدولة المصرية واستنزاف مواردها». كما شدد الرئيس على ضرورة تفعيل الاستراتيجيات الأمنية الجديدة التي تتناسب مع هذه التحديات، فضلا عن دعم وتكثيف التنسيق بين مختلف الأجهزة المعنية، ليس فقط لمواجهة تلك التحديات؛ ولكن أيضا للحيلولة دون تكرارها.

وأضاف المتحدث الرسمي، أن مناقشة سبل منع تكرار حوادث الطرق قد استأثرت بجزء كبير من الاجتماع، حيث شدد الرئيس على تنفيذ القانون بمنتهى الصرامة والدقة وعلى الجميع، واتخاذ كل الإجراءات التي من شأنها أن تشعر المواطنين بالطمأنينة والأمن في الشارع المصري.

وأشار إلى أن الرئيس وجه بدراسة إقامة دوائر خاصة بالمرور في المحاكم المصرية، وذلك بالتنسيق مع وزارة العدل والنائب العام، حتى يمكن إصدار عقوبات مشددة وسريعة ضد كل من يخالف قوانين المرور، فضلا عن أهمية تغليظ العقوبات المفروضة على المخالفين.

وانفجرت قنبلة داخل قطار منوف بمحافظة المنوفية أمس، أسفرت عن مقتل 4 بينهم شرطيان وإصابة 10 أشخاص. وقال مصدر أمني إنه تم القبض على أشخاص من عناصر جماعة الإخوان الذين يشتبه في تورطهم بتفجير القنبلة.

وتزايدت أعمال العنف التي استهدفت منشآت وميادين ووسائل نقل عقب عزل الرئيس الأسبق محمد مرسي. واتهمت الجماعة، المصنفة رسميا وقضائيا كجماعة إرهابية، بالوقوف وراء هذه التفجيرات التي قتل خلالها المئات من الأشخاص.

ويدفع تحالف تقوده جماعة الإخوان بأنصاره إلى الشارع للتظاهر اليوم (الجمعة)، في أسبوع أطلق عليه «قاوموا الظلم»، وسط توقعات بتفجيرات جديدة، حسب مراقبين، لكنَّ مصدرا أمنيا مسؤولا في وزارة الداخلية قال إن «قوات الأمن سوف تشدد قبضتها على محيط ومداخل الميادين والشوارع الكبرى، والتي ستشهد وجودا أمنيا مكثفا مدعوما بمجموعات قتالية وخبراء مفرقعات، لضبط أي عناصر إرهابية أو خارجة عن القانون أو مواد متفجرة».

في السياق ذاته، أصيبت سيدة في انفجار عبوة ناسفة أسفل كوبري القبة بمنطقة حدائق القبة، وقالت مصادر أمنية، إن «القنبلة تم زرعها بواسطة مجهولين داخل صندوق قمامة على بعد عدة أمتار من القصر الرئاسي، وإن الأهالي اكتشفوا وجود الجسم الغريب بالمكان وأبلغوا الحماية الميدانية بالقاهرة؛ إلا أنه انفجر قبل وصول رجال المفرقعات».

وواصلت وزارة الداخلية أمس، جهودها لضبط عناصر جماعة الإخوان المتهمين في التحريض على أحداث العنف في المحافظات، وألقى جهاز الأمن العام القبض على 20 من العناصر الإخوانية ومثيري الشغب، وقالت مصادر محلية، إن «ضباط جهاز مباحث الأمن الوطني في محافظة قنا (بصعيد مصر) قد ألقوا القبض على أحد كوادر الإخوان ويعمل موظفا بنيابة مركز أبو تشت، بعد رصد تواصله مع 20 عنصرا من عناصر تنظيمي (داعش) و(النصرة) الإرهابيين بالعراق والشام»، مضيفة أنه عثر معه على «قوائم وأسماء وصور وعناوين ضباط بالقوات المسلحة والشرطة، وتم التحفظ عليها بعدما تبين قيامه بإعدادها للنشر عبر مواقع الإنترنت والتواصل الاجتماعي لاستهدافهم». وكشفت المصادر المحلية عن أن عملية الرصد قد توصلت إلى أن المتهم وهو يتواصل مع عناصر لتنظيم داعش والعناصر التكفيرية والجهادية من خلال دخوله على صفحات التواصل الاجتماعي، لنشر قوائم بأسماء ضباط الشرطة والجيش بعدد من مراكز ومحافظات جنوب الصعيد.