حزب صالح يستبق العقوبات الدولية ويهدد بتداعيات خطيرة على المنطقة

واشنطن تنفي مطالبة الرئيس اليمني السابق بمغادرة صنعاء

أحد أنصار الرئيس اليمني السابق يحمل ملصقا له خلال اجتماع لحزب المؤتمر الشعبي العام الذي يتزعمه علي عبد الله صالح في صنعاء (أ.ف.ب)
TT

نفت الولايات المتحدة، أمس، توجيه أي إنذار للرئيس اليمني السابق علي عبد الله صالح، بسبب الدور الذي تشتبه واشنطن في أنه يقوم به لإغراق البلاد في الفوضى.

وقال مصدر مسؤول من حزب صالح (المؤتمر الشعبي العام)، إن السفير الأميركي ماثيو تولر وجه إنذارا من خلال وسيط لصالح لمغادرة اليمن قبل الساعة الخامسة من اليوم الجمعة. وقالت الخارجية الأميركية في بيان «ما قاله (المؤتمر الشعبي العام) عن تهديدات لصالح من الولايات المتحدة غير صحيح. لم يعقد السفير الأميركي أي اجتماعات مع مسؤولي (المؤتمر الشعبي العام) أدلى فيها بمثل هذه التصريحات».

ومن جهته، استبق حزب الرئيس اليمني السابق علي عبد الله صالح المؤتمر الشعبي العام، إصدار مجلس الأمن عقوبات دولية ضد صالح واثنين من زعماء جماعة الحوثيين المتمردة، بالتهديد بمواجهة القرار الذي قالوا إنه سيكون له آثار سلبية على مسار التسوية السياسية، ودعا الحزب في بيان صحافي نشره أمس أنصاره إلى مسيرات احتجاجية بالعاصمة صنعاء اليوم الجمعة للتصدي لما سموه «الهيمنة الأجنبية»، وضد أي قرار يصدر من مجلس الأمن ضد صالح، متوعدا بمواجهة هذا القرار، في حين ندد البرلمان اليمني المنتهية ولايته بالمزاعم التي نشرتها وسائل الإعلام عن طلب واشنطن مغادرة صالح البلاد بحلول اليوم الجمعة، وهو ما كذبته السفارة الأميركية بصنعاء ونفت أن تكون قدمت طلبا بذلك.

وعد حزب المؤتمر أي قرار ضد صالح «تعسفيا»، مهددا بأن «المؤتمر وأحزاب التحالف، سيواجهون القرار بكل الخيارات السلمية المكفولة لهم ديمقراطيا ودستوريا وقانونيا»، وذكر البيان أن «مجلس الأمن سيفشل في إصدار قرار يعاقب علي عبد الله صالح»، محذرا بأن «الاندفاع نحو فرض أي عقوبات ضد أي شخص أو طرف من الأطراف اليمنية سوف يخلق أزمة جديدة تفاقم من تلك الأوضاع المتدهورة، وتدفع بها نحو مآلات خطيرة تهدد ليس أمن اليمن واستقراره ووحدته فحسب بل أمن جيرانه والأمن في المنطقة عموما».

وعلى صعيد آخر ذكرت مصادر في الحكومة اليمنية لـ«الشرق الأوسط»، أمس، أن تمدد الحوثيين وتوسعهم في المحافظات واستيلاءهم على المدن، يعد عاملا رئيسيا لعرقلة تشكيلة الحكومة الجديدة التي تم الاتفاق عليها في اتفاق السلم والشراكة، وقالت المصادر إن الموالين للرئيس السابق علي عبد الله صالح يعملون في غرف عمليات خاصة من أجل عرقلة أي تقدم من أجل العملية السياسية، واستنفر صالح أعوانه في كافة المحافظات من أجل مواجهة أي عقوبات دولية، وعلمت «الشرق الأوسط» من مصادر دبلوماسية عربية في صنعاء أن صالح تلقى تحذيرات بسحب الحصانة التي يتمتع بها في ضوء المبادرة الخليجية «إذا لم يلتزم بشروط الحصانة»، واعتبرت المصادر أن «النفي الأميركي لتهديد صالح لا يعني أنه سيظل لاعبا في المشهد السياسي اليمني وأن عليه أن يكف عن ممارسة العمل السياسي وفقا لقانون الحصانة الممنوح له».

وما زال اتفاق السلم والشراكة الموقع بين الحكومة اليمنية والحوثيين، الشهر الماضي، يراوح مكانه بعد أن واصل الحوثيون التمدد في الكثير من المحافظات اليمنية بالقوة المسلحة، وكلف المهندس خالد محفوظ بحاح، مندوب اليمن السابق في مجلس الأمم المتحدة بتشكيل حكومة جديدة، وأخيرا تم الاتفاق على أن تكون حكومة كفاءات وطنية، غير أنه لم يعلن عنها، حتى اللحظة، رغم أنه كان يفترض أن تعلن، أمس، الخميس.

من ناحية ثانية، قتلت طائرة أميركية من دون طيار في غارة شنتها على محافظة أبين، عنصرين قياديين من عناصر تنظيم القاعدة في مديرية مودية، وذلك في سياق سلسلة الغارات التي تنفذها الطائرات الأميركية على مناطق في وسط وجنوب اليمن وتستهدف عناصر «القاعدة» المتواجدين في محافظة البيضاء ومحافظة أبين وأيضا شبوة، وفي ضوء التعاون اليمني - الأميركي لمحاربة الإرهاب، تشن الطائرات الأميركية من دون طيار سلسلة من الغارات التي تستهدف معاقل عناصر التنظيمات المتشددة في أنحاء متعددة من اليمن.