«الدالوة» تستعد اليوم لتشييع أبنائها في 7 قبور نحتت في الصخر

الأهالي نصبوا الخيام لاستقبال المعزين وتوقع مشاركة الآلاف في الجنازة

TT

سبعة قبور متراصة تم حفرها في أرض جبلية على سفح جبل «القارة» تقع فوقها مقبرة القرية الحزينة في الأحساء. تنتظر هذه القبور اليوم احتضان جثامين الضحايا السبعة الذين سقطوا في الاعتداء الدامي مساء الاثنين الماضي، وأغلب الضحايا هم من الأطفال واليافعين الذين قطف الإرهاب الأعمى زهرة شبابهم.

في حين لا تزال القرية المنكوبة تغالب أحزانها وتستعد لاستقبال حشود المشيعين من مختلف مدن المنطقة الشرقية ومختلف مناطق المملكة، لتوديع أبنائها الذين قضوا في الحادث الإرهابي، حيث من المتوقع أن تشهد القرية أكبر تشييع في تاريخها نظرا لتقاطر آلاف المعزين والمشاركين في التشييع من مختلف مدن وقرى الأحساء وعموم المنطقة الشرقية.

وقد ترك الحادث، الذي هز الشارع السعودي وأدانته كل أطياف المجتمع، لأهل «الدالوة» الكثير من القصص المحزنة عن أبنائهم الذين قضوا في هجمة إرهابية لم يتخيلوها، وكشف عن قصص كثيرة جمدتها الدقائق الإرهابية التي شهدتها القرية، وأحلام كثيرة مزقتها رصاصات الغدر. فالهجوم الإرهابي الذي نفذ على حسينية المصطفى، وإن لم تتجاوز مدته عدة دقائق، فإنه ترك وراءه قصصا لا يمكن أن تمحي، فقد كان وقع الحادث بمثابة الصدمة لكل من يعرف الأحساء وتماسك أهلها، ومن يعرف ما تتمتع به مختلف مناطق السعودية من أمن وأمان.

الحدث الأبرز في المصاب الجلل أن الضحايا كانوا من الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 13 و15 سنة، وكذلك من الشباب، ممن كان ينتظرهم مستقبل واعد على مستوى التحصيل العلمي، فقد كانوا يحلمون بالكثير من المستقبل المشرق.

ومن بين القصص المأساوية في هذا الحادث قصة الطفل محمد البصراوي، أحد ضحايا الهجوم الغادر، حيث تقول والدته «ذهب محمد شهيدا وتركنا نعاني مرارة الحسرة». وأضافت «كان - رحمه الله - حريصا على نيل أفضل الدرجات الدراسية، وكان حلمه كبيرا جدا حتى إنه كان يحزن لو نقص درجة واحدة في أي مادة دراسية ويجتهد دائما لتعويضها». ومضت تقول وهي تغالب حسرتها «لقد نالت منه يد الإرهاب الغادرة، فقتلت في ما قتلت حلمه بأن يكون طبيبا».

وبتماسك تقول الأم التي فجعت في ولدها «إنني أرى في مقتل ابني كل حزن الوطن»، وتضيف «الوطن كله أصيب من هذه الكارثة». ووجهت عزاءها لعوائل الجنود الذين قضوا في الحادث بالقول «نهض الوطن كله من شدة الفاجعة، واختلطت دماء رجال الأمن من عدد من مناطق الوطن الغالي مع دماء أبناء الدالوة نتيجة الحادث المشؤوم».