المحكمة الجنائية الدولية توقف الدعوى ضد غارة إسرائيل على أسطول مساعدات غزة

أوغلو يتوعد إسرائيل برد دولي على عدوانها على الأقصى

TT

أفادت فاتو بن سودا، المدعية العامة للمحكمة الجنائية الدولية، بأنها لن تستمر في الدعوى ضد إسرائيل بسبب الغارة التي شنتها على قافلة مساعدات كانت متجهة إلى قطاع غزة عام 2010، على الرغم من أن فحص القضية خلص إلى أن جرائم حرب ارتكبت على الأرجح خلال الغارة. وقالت بن سودا إنه ليست هناك «خطورة كافية» في القضية تدعو لتدخل المحكمة.

وكان عشرة أشخاص، جميعهم مواطنون أتراك، ويحمل أحدهم جنسية أميركية مزدوجة، قد لقوا حتفهم خلال تلك الغارة التي شكلت عبئا هائلا على علاقات تركيا مع إسرائيل، لم تتعاف منه الدولتان حتى الآن. وكان الأسطول يرفع علم دولة جزر القمر وقت الحادث. ونظرا لأن جزر القمر طرف في ميثاق روما الذي أنشئت بموجبه المحكمة الدائمة الوحيدة في العالم لجرائم الحرب، فإنه كان من الممكن قيام المدعية العامة للمحكمة بفحص تلك القضية.

يذكر أن كلا من تركيا وإسرائيل ليست عضوا في المحكمة الدولية، التي تضم أكثر من 120 دولة عضوا. وقالت بن سودا، في بيان لها من مقر المحكمة في مدينة لاهاي الهولندية «لقد استنتجت أن هناك أساسا معقولا للاعتقاد بأن هناك جرائم حرب ارتكبت على متن إحدى تلك السفن بموجب الولاية القضائية للمحكمة الجنائية الدولية»، وأوضحت أنه رغم ذلك يمكن للمحكمة فتح الحالات فقط في الحوادث التي تحمل بين طياتها «خطورة كافية»، مشيرة إلى أن القضايا التي «تهز ضمير الإنسانية» فقط هي التي تقع ضمن تلك الفئة.

وتملك جزر القمر الحق في مطالبة قضاة المحكمة الجنائية الدولية بإعادة النظر في قرار بن سودا.

من جانبها، رحبت وزارة الخارجية الإسرائيلية بقرار بن سودا، لكنها أشارت لبعض التحفظات حول منطقها القانوني، موجهة اتهاما بأن القضية كانت لها دوافع سياسية. وقالت الوزارة في بيان لها «إسرائيل كانت ترى منذ بداية الأمر أنه لا يوجد أي أساس لفتح تحقيق أولي في القضية أساسا».

وفي تركيا، قالت مؤسسة الإغاثة والمساعدات الإنسانية التركية التي نظمت الأسطول إنها تخطط لإرسال قافلة أخرى إلى غزة بحلول العام المقبل. ودعت المؤسسة تركيا إلى قطع العلاقات تماما مع إسرائيل.

من جانبه، أكد رئيس الوزراء التركي أحمد داود أوغلو إدانة تركيا بشدة للعدوان الإسرائيلي على المسجد الأقصى، وقال إن بلاده «ستقوم باتخاذ كل المبادرات اللازمة في المحافل الدولية من أجل جعل المجتمع الدولي يرد بشكل فعال ومؤثر على إسرائيل». ونقلت وكالة أنباء «الأناضول» التركية عنه القول إن «مدينة القدس يجب أن تكون مدينة سلام، لكنها تحولت إلى مسرح للوحشية والظلم والصراعات بسبب المواقف الإسرائيلية». وأضاف «أُناشد المسلمين والمجتمع الدولي الاهتمام بالقدس والمسجد الأقصى، لأنه إذا تم تحويل القدس إلى مدينة يسيطر عليها دين واحد، وامتهنت فيها بقية الأماكن المقدسة بكل وحشية وبربرية، فإنه لن يكون من الممكن تأسيس السلام وضمان بقائه في منطقة الشرق الأوسط».

ولفت أوغلو إلى أن إسرائيل تحاول استغلال التطورات التي تشهدها المنطقة لترتكب مثل هذه الأحداث، مضيفا «هذا نوع خطير من الانتهازية وتحين الفرص، وخطوة جديدة من أجل تغيير هوية القدس في وقت ينشغل فيه العالم بما يحدث في كوباني وحدها، لا بما يحدث في حلب ودمشق وغيرهما من المدن السورية الأخرى».