لبنان: «حزب الله» يلاقي مبادرة الحريري الحوارية كلاميا.. و«المستقبل» يشكك في التنفيذ

علوش لـ«الشرق الأوسط»: لبنان ورقة يفاوض عليها الولي الفقيه بالملف النووي الإيراني

TT

لا يبدو أن إعلان تيار «المستقبل» و«حزب الله» رسميا عن نيتيهما المشاركة بأي تجربة حوارية جديدة لحل أزمات البلد المتراكمة، وأبرزها الأزمة الرئاسية المستمرة منذ مايو (أيار) الماضي، سيترجم عمليا في الأيام المقبلة بعد إقرار تمديد جديد لولاية المجلس النيابي، وتفرغ الطبقة السياسية لملف الانتخابات الرئاسية.

وتربط مصادر في قوى «8 آذار» مقربة من «حزب الله» بين انطلاق عجلة الحوار الداخلي، ونتائج المفاوضات مع طهران حول الملف النووي الإيراني وإمكانية توقيع اتفاق بهذا الشأن في 24 نوفمبر (تشرين الثاني) الحالي، لافتة إلى أن التهدئة التي انتهجها تيار المستقبل في الأسابيع الماضية ودعوته للحوار، «لا تتعدى مسعاه لخلق بيئة تؤمن تمرير تمديد ولاية المجلس النيابي لا أكثر».

وقالت المصادر لـ«الشرق الأوسط»: «(حزب الله) يتفادى أي إشكال داخلي، لذلك لم يقف بوجه مساعي (المستقبل) للتمديد، لا بل أكثر من ذلك، خرج أمينه العام السيد حسن نصر الله ليعلن جهوزية الحزب للمشاركة بأي حوار على المستوى الداخلي». واعتبرت المصادر أن «الكرة حاليا في ملعب (المستقبل) للقيام بخطوة جديدة باعتبار أنه كان هو المبادر لطرح الحوار». وأضافت: «نعتقد أن الظروف غير جاهزة للحوار، وقد يكون علينا أن ننتظر حتى 24 (من الشهر) الحالي كي يحسم (المستقبل) خياراته، فإما يخطو خطوة جديدة للتقارب مع (حزب الله) أو يتراجع عن دعوته الحوارية.. وحتى ذلك الوقت سيبقي على عرضه الخجول المتردد».

عدم التفاؤل والحماسة بإمكانية انطلاق عجلة الحوار الداخلي قريبا، لا يقتصر على قوى «8 آذار»، بل يرخي بظلاله أيضا عند تيار «المستقبل»، وهو ما عبر عنه القيادي في التيار النائب السابق مصطفى علوش، معتبرا أن الموضوع لا يزال محصورا بإعلان النيات. وقال لـ«الشرق الأوسط»: «تجربة الحوار مع (حزب الله) لم تكن مثمرة، فهي أنتجت قرارات آخرها إعلان بعبدا الذي رفض الحزب الالتزام به»، في إشارة إلى عدم التزام الحزب ببند تحييد لبنان ومشاركته في المعارك السورية إلى جانب قوات النظام.

وأكد علوش أن تيار «المستقبل» لن يتخلى عن أي فرصة لتأمين استقرار البلاد، لكنه في الوقت عينه يرفض «الاستسلام للأوهام ولإنتاج آمال في الهواء، خاصة أن أي حوار يجب أن ينطلق من القدرة على إنتاج تسويات لا تبدو متاحة حاليا».

واعتبر علوش أن إعلان النيات لجهة الرغبة بالحوار وإن لم يتحول إلى خطوات عملية، فقد يترك نوعا من الاسترخاء الداخلي. وأضاف: «لا شك أن لبنان إحدى الأوراق التي يفاوض عليها الولي الفقيه مع الأميركيين بالملف النووي الإيراني، على الرغم من كل دعواتنا التي تحولت أحيانا استجداء لتحييد لبنان، ولم تنفع مع (حزب الله)».

وكان زعيم تيار «المستقبل» سعد الحريري، دعا في الأسابيع الماضية لوجوب التلاقي والتفاهم، خصوصا لحل الأزمة الرئاسية، فيما جدد وزير الداخلية نهاد المشنوق الدعوة قبل أيام، مشددا على أن مبادرة الحريري هي «مبادرة مسؤولة واستراتيجية وتلحظ كل الناس حتى (حزب الله)».

وأكد نصر الله مطلع الأسبوع جهوزية الحزب للحوار، لافتا إلى أنه أبلغ من جاءوا يقولون له «أما آن الأوان ليكون هناك حوار بين (حزب الله)، وتيار المستقبل»، أن «(حزب الله) جاهز لكل شيء يحمي البلد ويحصنه».

ودعا الأمين العام لـ«تيار المستقبل» أحمد الحريري خلال جولة في منطقة البقاع شرق البلاد يوم أمس، جميع الفرقاء إلى «التبصر في مبادرات الرئيس سعد الحريري التي تقدم خارطة طريق وطنية لإنقاذ لبنان، وتحييده عن ويلات التورط المتعمد لـ(حزب الله) في الحريق السوري»، لافتا إلى أن الحريري «يغلب المصلحة الوطنية العليا، حين يشهر اعتدال تيار المستقبل، والثوابت الوطنية للطائفة السنية، التي تؤكد مرارا وتكرارا، أنها طائفة الدولة والمؤسسات، وطائفة الاعتدال والانفتاح، بعكس كل محاولات الإيقاع بينها وبين الجيش اللبناني، ومحاولات وصمها بالإرهاب التي هي براء منه».