كارولينا دي أوليفيرا: لا أحد يمكنه أن يبقيني قابعة في منزلي.. وأرفض المشاركة في برنامج يخذل جمهوري

تشارك حاليا بدور كوميدي في مسلسل «عريس وعروس»

TT

قالت الممثلة والمقدمة التلفزيونية اللبنانية كارولينا دي أوليفيرا، إن شغفها بالتقديم التلفزيوني يشكل الحافز الأول في حياتها، وإنها بدأت التحليق من الشاشة الصغيرة وتتمنى إنهاء حياتها من خلالها أيضا.

وأضافت في حديث لـ«الشرق الأوسط»: «أنا مقتنعة بأن الغد أفضل من اليوم (بكرا أحلى)، ولا بد أن أظهر قريبا في برنامج تلفزيوني يخاطب الناس على المستوى المطلوب». جاء كلام كارولينا دي أوليفيرا هذا ردا عن سبب ابتعادها عن ساحة التقديم التلفزيوني بعد انخراطها في عالم التمثيل حاليا من خلال مسلسل «عريس وعروس» الذي يعرض على شاشة «إم تي في» اللبنانية.

وعما إذا هناك من يحاول إبعادها عن التقديم التلفزيوني ويفرض عليها بصورة أو بأخرى أن تقبع في المنزل أجابت: «لا أحد يمكنه أن يبقيني في منزلي بعيدا عن الشاشة، فأنا صاحبة القرار أولا وأخيرا، والتلفزيون هو ملعبي وساحتي، وإذا كنت ما زلت حتى الآن بعيدة عن تقديم برنامج تلفزيوني فلأني لا أجد الفكرة التي تتناسب والمستوى المهني الذي أتمتع به، كما أرفض أن أخذل جمهوري. فالساحة حاليا مزدحمة بمذيعات (مؤديات) فقط، يقتصر عملهن على قراءة نصوص تمر أمامهن على شاشات الـ(teleprompter) دون القيام بأي جهد في الإعداد أو حتى في أسلوب الأداء». ووصفت المقدمة التلفزيونية التي حققت نجاحات واسعة في مسيرتها المهنية على شاشات فضائية عدة بينها «إم بي سي» و«أوربت» و«العربية» وغيرها، بأن ما يسود الساحة التلفزيونية اليوم هو مجرد موجة مؤقتة يمكن وصفها بالـ«سيرك» وستنتهي. وتابعت: «تخيلي أن مذيعين محترفين أمثال يمنى شري ورزان ونيشان وغيرهم بالكاد لديهم بعض الإطلالات التلفزيونية اليوم، رغم أنه في استطاعتهم إعطاء دروس في فن التقديم التلفزيوني، ولكن مع الأسف موجة البرامج المنقولة عن نسخ أجنبية هي الرائجة حاليا وهذه بالذات لا يلزمها احترافية، بل مجرد قراءات سطحية ليس أكثر».

وعن دور المشاهد في هذا الإطار قالت: «المشاهد هو المتلقي وأي نوع برامج تقدمينه له يتلقاه دون القيام بأي مجهود، فهو يريد أن يتسلى وينسى همومه عندما يجلس أمام التلفزيون. ولكنه في نفس الوقت عطش للبرامج المختصة بعيدا عن (الفورمات) الأجنبية، وإذا قدمتها له فهو سيفضلها دون شك عن غيرها». وأكدت أنه في الإمكان إعداد برامج خفيفة ومتخصصة في الوقت نفسه.

وعن الإعلاميين أو المحاورين التلفزيونيين الذين يلفتونها قالت: «أتابع طوني خليفة بدقة فقد برع في برنامجه الحالي (1544) وكذلك ريما كركي في (للنشر) ووفاء الكيلاني في (الحكم)، فهؤلاء الأشخاص هم من المستوى الإعلامي المطلوب الذي يشدني».

وعما إذا كانت مهنة التمثيل التي برعت فيها مؤخرا من خلال الدورين المتناقضين اللذين تؤديهما في شخصية واحدة ضمن مسلسل «عريس وعروس»، ساهما في إبعادها عن ساحة التقديم التلفزيوني ردت موضحة: «عندما أقوم بممارسة عمل ما أتفرغ له تماما، فأنا أكون مجرمة في حق نفسي وحق الناس إذا ما خلطت الأمور ببعضها بعضا، وأتعجب من الأشخاص الذي يحملون أكثر من (بطيخة) في يد واحدة ولا يعطون كل وقت حقه. فالتمثيل يتطلب مجهودا كبيرا لا يمكن الاستخفاف به».

وعن كيفية دخولها هذا المجال، وخصوصا أننا سبق وشاهدناها في برنامج «ديو المشاهير» كهاوية غناء أيضا، ردت قائلة: «أنا بحد ذاتي خليط من الفن، فهو يسكنني من رأسي حتى قدمي، ولطالما أحببت التمثيل وكانت لي تجربة سابقة في فيلم مصري بعنوان (كلمني شكرا) مع المخرج المبدع خالد يوسف، ولكن دوري الكوميدي في مسلسل (عريس وعروس) أخذ منحى آخر فوظفت طاقتي وموهبتي في هذا العمل على أكمل وجه، ولونت الدور على طريقتي إن بالصوت أو اللهجة اللذين أؤديهما فيه، وكان التحدي الأكبر لي هو القيام بهاتين الشخصيتين المتناقضتين في الوقت نفسه. فالتمثيل أصعب من التقديم التلفزيوني، وخصوصا الكوميدي منه».

والمعروف أن كارولينا تؤدي دور فتاتين في شخصية واحدة، وهما «زويا» الجميلة التي اضطرت أن تتحول إلى «غيدا» القبيحة من أجل شاب أحبته (عدنان)، وهو أحد العاملين في مكتب «عريس وعروس» المختص في إيجاد العرسان والذي لا يحب في المقابل الفتيات الجميلات. واستطاعت من خلال هذه الشخصية الكوميدية استقطاب المشاهد الذي صار ينتظر إطلالتها هذه خصيصا في المسلسل. وتقول في هذا الصدد: «لقد وافقت على القيام بهذه التجربة من أجل دور (غيد) القبيحة، فكان تحديا حقيقيا بالنسبة لي أن أطل ولأول مرة على المشاهد بكارولينا غير المتكلة على جمالها الخارجي، لإبراز موهبتها التمثيلية أو حتى لجذب انتباهه. والشخصية بحد ذاتها خفيفة الظل ومضحكة فاستمتعت كثيرا بأدائها على طريقتي». وعن كاتبة المسلسل منى طايع قالت: «هي كاتبة رائعة وعندما كتبت الدور كنت أنا في بالها، فما يميزها عن غيرها هو أنها تقوم بعملية الكاستينغ على الورق مباشرة انطلاقا من مؤدي الدور نفسه».

وعما أضافت إليها هذه التجربة ردت موضحة: «لقد تمكنت من خلالها أن أثبت موهبة كارولينا في التمثيل، كما أن التمثيل بحد ذاته علمني كيف أتحكم بمشاعري وأسيطر على حالاتي النفسية مهما كانت حزينة أو العكس، وأستطيع القول إن التمثيل هذب شخصيتي الفنية ووضعني في القالب الذي يناسبني، وصرت انضباطية أنا المعروفة بالفوضى التي تغمر تصرفاتي، كما أن أجمل شعور يمكن أن يخالج شخصا ما هو أن يعيش شخصية غير شخصيته الحقيقية فتنقله إلى عالم آخر حالم وجميل». وعما إذا هي جاهزة اليوم لأداء دور بطولة مطلقة في عمل درامي قالت: «زمن البطولة المطلقة ولى وحل مكانه زمن البطولات الجماعية وهو ما أمارسه حاليا في مسلسل (عروس وعريس) إلى جانب ورد الخال ويورغو شلهوب والسي فرنيني وفادي متري، ولعل الناحية الإيجابية التي أفرزتها الحرب السورية على الدراما العربية هي نشوء هذا الاختلاط، بحيث صار العمل يحمل متعة أكبر ولهجات متنوعة تستقطب جميع الشرائح في الوطن العربي».

وعن الأعمال الدرامية التي تتابعها اليوم قالت: «أتابع بشغف كبير مسلسل (عشق النساء)، فهو رائع وورد الخال وباسل خياط أبدعا في أداء دوريهما فشكلا حالة احترافية بحد ذاتها، كما أن النص يحمل خصوصية لافتة وهو قريب من القلب فيدخله دون استئذان للمشاعر المتنوعة التي يحملها».

وعن الممثلين الذين تتمنى لو تقف أمامهم يوما ما في عمل درامي قالت: «هم كثيرون، وأعرفهم عن كثب لأنهم أصدقاء لي، ولكني أتمنى أن أمثل إلى جانب قصي الخولي وتيم حسن وباسم ياخور، أما باسل خياط فإذا قالوا لي مثلي معه وارحلي عن هذه الدنيا بعد شهر واحد، فأنا مستعدة لذلك، لأنه أستاذ في التمثيل وحالة لن تتكرر».