أم خليل البريطاني لـ «الشرق الأوسط»: ابني ضحية التطرف وكان ينبغي منعه من السفر

سرق جواز أخيه ورحل إلى سوريا.. فلقي حتفه في صفوف «جبهة النصرة»

إبراهيم كمارا (خليل البريطاني) قتل في غارة أميركية
TT

تناقلت وسائل الإعلام البريطانية خبر مقتل ويليام كلينيك، المعروف بـ«أبو عبد الله البريطاني»، منذ انضمامه إلى صفوف «داعش» بسوريا، في دير الزور، الثلاثاء الماضي، ليصل عدد البريطانيين الذين لقوا حتفهم في سوريا إلى 26 فردا على الأقل. وقبلها علمت السلطات أيضا بمقتل الشاب جعفر الدغايس، وهو من أصول ليبية، البالغ من العمر 17 سنة، بنيران قوات النظام. وخطط جعفر الالتحاق في 2015 بجامعة مدينة برايتون، حيث يقطن مع والديه وإخوته الـ5، إلى أن انتهى به الأمر باللحاق بأخيه عامر في سوريا برفقة أخيه عبد الله وصديقهما إبراهيم كمارا. وتشير التقارير الأمنية إلى أن الشباب الـ3 حاربوا في صفوف جبهة النصرة. وقُتل عبد الله، في شهر أبريل (نيسان) الماضي، في ضواحي اللاذقية، متبوعا بإبراهيم كمارا الذي قُتل في غارة أميركية، وبجعفر، الأسبوع الماضي، في 27 من أكتوبر.

وقالت خديجة كمارا، والدة إبراهيم كمارا، الذي لقي حتفه في سوريا، لـ«الشرق الأوسط»: «كان إبراهيم ولدا عاديا، يذهب إلى المدرسة ويلعب كرة القدم مع أصدقائه، لم يكن عنيفا. لم أفهم ما تغير إلى اليوم».

تنحدر خديجة من سيراليون، واستقرت في بريطانيا منذ سنوات عدة، وهي تدير اليوم متجرا خيريا في مدينة برايتون الساحلية، لتمويل مشروع بناء مدرسة ومسجد في بلدها الأم. شرحت الأم أنها لاحظت تغيرا في سلوك إبراهيم في الشهور القليلة التي سبقت رحيله إلى سوريا، لكنها لم تتوقع رحيله للانضمام إلى صفوف المجاهدين الأجانب.

وسافر إبراهيم، الملقب بخليل البريطاني، لسوريا، في بداية العام الماضي، مع الأخوين الدغايس دون علم أمه ولية أمره، لتتوصل بخبر وفاته في 23 من سبتمبر (أيلول) الماضي، في حلب، جراء غارة جوية أميركية. تلقت عائلة إبراهيم، ابن الـ19 ربيعا، خبر مقتله بطريقة بشعة، بعدما توصل أخوه الأصغر بصورة لجثته على موقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك».

ولا تزال الجالية المسلمة في مدينة برايتون تحت وطأة الصدمة، خاصة أن ملابسات سفر هؤلاء الشباب تظل مبهمة. عبّرت خديجة عن استيائها إزاء سلطات الأمن البريطانية، مستنكرة عبور ابنها الحدود البريطانية بجواز أخيه الذي يبلغ من العمر 15 سنة، وتقول: «كان جواز إبراهيم منتهي الصلاحية منذ مدة. وصُدمت عندما اتصل بي في فبراير (شباط) الماضي مؤكدا أنه في سوريا.. كنت غاضبة من إبراهيم بسبب تصرفه في الفترة السابقة وترويجه لأفكار اعتبرتها عنيفة ومستفزة على غير عادته، قفلت الخط في وجهه». وواصلت خديجة: «تبادر إلى ذهني ألف سؤال، وأسرعت إلى البيت لأتفقد الجوازات، وإذا بجواز أخيه الصغير مختفٍ.. إنهما لا يشبهان بعضهما؛ كان ينبغي حماية هؤلاء من العنف والتطرف».

وحول طريقة استقطاب إبراهيم، صرّحت خديجة بأنها لا تدري ما إن كانت عملية «غسل الدماغ» أُديرت في بريطانيا نفسها، أو خارج الحدود، لكنها أكدت أن ابنها سقط ضحية لهؤلاء «المجرمين الجبناء» في شهور قليلة. وكان إبراهيم يتردد على مسجد «المدينة» ببرايتون، وكان معروفا بأخلاقه الطيبة. وبعدما لاحظت والدته تغيرا في سلوكه وميوله إلى أفكار تطرفية، طلبت من إمام المسجد أن ينفرد به و«يعيده إلى رشده»، على حسب قولها.

وقال إمام المسجد، الذي حاول إقناع إبراهيم بعدم الالتحاق بالمجاهدين في سوريا، لصحيفة «غارديان»: «أعتقد أنه تم تجنيد إبراهيم والآخرين عبر مواقع إنترنت، انطلاقا من طريقة كلامه عنها وعن الجهاد في سبيل الله». ويواصل الإمام عثمان: «لا أحد يستطيع استيعاب كيف تحول إبراهيم من شاب محترم إلى مقاتل يحلم بالاستشهاد في سبيل الله».