من قتل بن لادن؟

القاتل.. هل جعل من نفسه هدفا؟ وهل خرق قانون الجيش؟

TT

منذ أن قتلت القوات الأميركية، في مايو (أيار) عام 2011، أسامة بن لادن، مؤسس وزعيم منظمة القاعدة، في مخبئه في باكستان، حرص الجنرالات الأميركيون على عدم الكشف عن الذين وجهوا نيران بنادقهم الأوتوماتيكية نحو بن لادن، بهدف عدم التمييز بين المشتركين في القتل، وبهدف عدم خلق «بطل»، يريد أوسمة ومكافآت، حتى أمس، عندما نشرت صحيفة «واشنطن بوست» تصريحات واحد من المشتركين، روبرت أونيل، قال إنه هو الذي قتل بن لادن مباشرة، وإنه هو الذي أطلق «الرصاصة القاتلة»، وإنه هو «البطل».

وفي الحال، هب مشتركون آخرون، وقالوا إنهم هم الذين قتلوا بن لادن مباشرة، أو نفوا ادعاء أونيل.

في تصريحات أونيل، أقر بأن بن لادن تعرض لإطلاق النار من 2 آخرين على الأقل من أعضاء الفريق، منهم ماثيو بيسونيت، وهو عضو سابق في القوات الخاصة. وكان بيسونيت كتب كتابا في عام 2012 عن الهجوم الذي قتل بن لادن بعنوان «ليس يوما سهلا». ولم يحدد الكتاب صاحب «الرصاصة القاتلة».

وأمس، نقل تلفزيون «إن بي سي» عن بيسونيت قوله: «شخصان مختلفان يحكيان روايتين مختلفتين لسببين مختلفين. أيا ما قال هو (أونيل)، لا أريد أن أتطرق إلى هذا النقطة». ورفض تقديم أي تفاصيل. ورفض أن يقول من صاحب «الرصاصة القاتلة».

وكانت مجلة «اسكواير» الشهرية الأميركية نشرت، في العام الماضي، مقابلة مع مشترك لم تكشف اسمه قال إن أونيل هو من أطلق النار مباشرة على بن لادن. لكن، شككت وسائل إعلامية أخرى في الرواية. وخاصة عندما قالت أخبار إن أونيل هو الشخص الذي لم تكشف المجلة اسمه.

في ذلك الوقت، كتب بيتر بيرجين، محلل في تلفزيون «سي إن إن»، وكاتب كتاب عن منظمة القاعدة، مقالا بعنوان «من الذي قتل حقا بن لادن؟» وكتب فيه أن الرواية التي نشرتها مجلة «اسكواير» «كاذبة تماما».

وأمس الجمعة، بعد نشر تصريحاته في «واشنطن بوست»، اختفى أونيل من الصحافيين. وقال مسؤول في مكتب محاماة يقول إنه يمثل أونيل إنه «لا يمكن الوصول إليه حاليا للتعليق».

في الوقت نفسه، في الإنترنت، تشير صفحة أونيل إلى تاريخ حياته، لكنها لا تشير إلى اشتراكه في فرقة قتل بن لادن، ناهيك عن دور مباشر.

وبينما اكتفى المشترك الآخر بيسونيت بجملة واحدة إلى تلفزيون «إن بي سي»، قال محاميه روبرت لوسكين إن بيسونيت تعرض لتحقيق جنائي قامت به القوات البحرية ووزارة العدل عن خرق قانون التجسس الأميركي لأنه لم يطلب تصريحا رسميا قبل نشر كتابه، قبل عامين.

ونقتل وكالة «أ.ف.ب» عن مسؤول في وكالة الاستخبارات المركزية (سي آي إيه) قوله إنه من غير المحتمل رفع السرية عن الرواية الرسمية لتفاصيل تلك العملية «لعدة سنوات». وقال مصدر آخر إن هذه السرية ستستمر لعشرات السنين، خاصة لأن «سي آي إيه» كشفت، أخيرا فقط، معلومات عن بداية الحرب الباردة، بعد نهاية الحرب العالمية الثانية، قبل 70 عاما تقريبا.

في مقابلة «واشنطن بوست»، وصف أونيل كيف تمكن هو وزملاؤه من الوصول إلى مخبأ بن لادن، في أبيت آباد، قرب إسلام آباد، في باكستان في عام 2011. وقال أونيل إنه هو الوحيد الذي تمكن من الوصول لغرفة نوم بن لادن ليكون أول من يضغط على الزناد ليقتل «الشخص المطلوب رقم واحد في العالم».

وأمس الجمعة، رفضت وزارة الدفاع (البنتاغون) التعليق على تصريحات أي من الرجلين.

وكانت قيادة القوات الخاصة بالبحرية الأميركية أدانت، في العام الماضي، كل من يسعى إلى الشهرة والثروة من خلال الكشف عن تفاصيل سرية. ليس فقط عن قتل بن لادن، ولكن، أيضا، عن أي عملية عسكرية.

وأمس، سارع تلفزيون «فوكس» وقال إنه سيبث هذا الشهر فيلما وثائقيا يكشف هوية الجندي الذي قتل بن لادن، وإن الفيلم عنوانه: «الرجل الذي قتل أسامة بن لادن». وسيكون ذلك على حلقتين: يومي 11 و12 نوفمبر (تشرين الثاني) الحالي. وقال التلفزيون: «سيروي الجندي آخر لحظات بن لادن، وما جرى عندما لفظ أنفاسه الأخيرة». ولم يقدم التلفزيون أي إشارة عن من هو هذا الشخص.