يشارك في هذه التظاهرة الفنية 155 فيلما، منها 8 أفلام عربية طويلة تعرض داخل المسابقة الرسمية، التي تشهد حضورا نسائيا هو الأعلى داخل لجنة التحكيم التي تترأسها للمرة الأولى النجمة يسرا وبمشاركة مديرة التصوير نانسي عبد الفتاح والسينارست المصرية مريم ناعوم. وفرض غياب النجمة المصرية مريم فخر الدين التي رحلت الاثنين الماضي عن عمر يناهز 81 عاما على منظمي المهرجان إهداء الدورة الجديدة لروح الفنانة المصرية التي أثرت تاريخ السينما بنحو مائتي فيلم منذ عام 1951، بعد أن كان مقررا إهداء الدورة الحالية إلى الفنانة نادية لطفي تكريما لتاريخها الفني الطويل.
ويشهد حفل الافتتاح هذا العام طقسا جديدا، كما أوضح المتحدث الإعلامي للمهرجان مجدي الطيب لـ«الشرق الأوسط»، قائلا إن «الحالة الجديدة لهذا العام تهدف إلى احترام فن السينما أكثر من تقديس الكرنفالات الاحتفالية، ولهذا قمنا بالفصل بين حفل الافتتاح وعرض فيلم الافتتاح لكي نتجنب ما كنا نقابله في الأعوام الماضية بانصراف النجوم بعد التكريمات دون مشاهدة الفيلم، مما يصيب صناعه بالإحباط والصدمة».
وأضاف الطيب أن حفل الافتتاح مساء اليوم سيتخلله تكريم كل من المخرج الألماني العالمي فولكر شوليندورف عن مجمل أعماله السينمائية، والسينمائي المغربي نور الدين صايل، والفنانة نادية لطفي عن تاريخها الفني الزاخر، وذلك بتقديم جائزة نجيب محفوظ (الهرم الذهبي الشرفي) وعرض بعض الأفلام القصيرة عن تاريخنا السينمائي الذي نفتخر به.
وأكد الطيب أن رئيس المهرجان الناقد سمير فريد كان حريصا على تعزيز الحضور النسائي هذا العام في اختياره الفنانة يسرا لرئاسة لجنة الأفلام الطويلة، باعتبارها أول فنانة تتقلد هذا المنصب منذ انطلاق المهرجان، في دعوة للمشتغلين في صناعة السينما إلى إنصاف المرأة وتسليط الضوء على قدراتها ونجاحاتها، وتوجيه رسالة إلى العالم والمجتمع العربي لإفساح المجال أكثر للعنصر النسائي.
كما اختارت اللجنة 4 سينمائيين و4 سينمائيات من العالم العربي وآسيا وأفريقيا وأوروبا، يمثلون فنون الإخراج والسيناريو والإنتاج والتصوير والنقد، وهم المخرج الصيني وانج زيا شواي، الذي يعرض المهرجان أحدث أفلامه «فقد الذاكرة الحمراء»، والمخرج الإثيوبي هايلي جريما، أحد كبار مخرجي سينما أفريقيا، والمنتجة الهولندية كورين فان إيجرت، والناقدين اللبناني إبراهيم العريس، واليوناني ألكسيس جريفاس، والمخرجة الفرنسية دومينيك كابريرا، بالإضافة إلى مريم ناعوم، ونانسي عبد الفتاح.
وتضم قائمة الأفلام العربية 8 أفلام من مصر والأردن وفلسطين ولبنان والكويت وتونس والمغرب وموريتانيا، تشارك في البرنامج الموازي المستقل «آفاق السينما العربية» الذي تنظمه نقابة المهن السينمائية، بينما تشارك 9 أفلام عربية أخرى في أقسام المهرجان المختلفة؛ ويمثل فيلم «باب الوداع» إخراج كريم حنفي مصر في المسابقة الدولية، ويشارك الفيلم الإماراتي «أحمر أزرق أصفر» إخراج نجوم الغانم في المسابقة نفسها، والفيلم الفلسطيني «عيون الحرامية» إخراج نجوى نجار، في عرضه الأول في العالم العربي وأفريقيا.
ومن ضمن الأعمال المشاركة بالمهرجان 6 أفلام مشرحة للمشاركة في المسابقة التي تنظمها الأكاديمية الأميركية لفنون وعلوم الصور المتحركة (أوسكار) لعام 2015 كـأوسكار أفضل فيلم ناطق بلغة أجنبية، ومنها: فيلم «إنجلترا الصغيرة» (اليونان) الذي اختير ليعرض في ختام الدورة 36، و«عيون الحرامية» (فلسطين) يعرض في المسابقة الدولية، و«تمبوكتو» (موريتانيا) يعرض في أسبوع «آفاق السينما العربية».
وعلى هامش المهرجان سيتم توقيع 12 كتابا عن السينما، في إطار الحرص على تخليد روائع الأعمال المصرية ومفكريها وصناعها، ومن بينها: كتاب «خالد السرجاني» تأليف إبراهيم منصور، و«فطين عبد الوهاب» تأليف أشرف غريب، و«غسان عبد الخالق» تأليف محمود الغيطاني، و«حوارات سينمائية» تأليف نبيل فرج.
كما سيقام معرض شامل للاحتفال بمئوية ميلاد المخرج بركات (1914 - 1977) بمركز الهناجر للفنون، وكذلك احتفال بمئوية ميلاد هنري لانجلوا (1914 - 1977) مؤسس السينماتيك الفرنسي بالتعاون مع السينماتيك الذي يعتبر أعرق وأهم مؤسسات الحفاظ على التراث السينمائي في العالم.