جداريات ورسوم أثرية تزين أسوان لجذب السائحين

الأسرة الملكية المصرية السابقة تدعم السياحة جنوب مصر

إحدى الجداريات التي تم رسمها ويظهر فيها أطفال نوبيون وخلفهم نيل أسوان
TT

دعما لتنشيط السياحة بمصر، أرسل الأمير عباس حلمي، حفيد الخديوي عباس حلمي الثاني، و24 من الأسرة الملكية برسالة من أسوان جنوب البلاد إلى العالم. يأتي هذا في وقت تزينت فيه أسوان بجداريات ورسوم على الأسوار، لإبراز أهم المعالم الحضارية والتاريخية للمدينة الأثرية.

«لم أصدق نفسي عندما عرفت أن من جاء يشتري مني حفيد خديوي مصر ومعه عدد من الأسرة الحاكمة.. كانوا يرتدون ملابس عادية ويتجولون على الكورنيش وفي السوق السياحية».. بهذه العبارات بدأ حمادة مدبولي (صاحب محل عاديات سياحي في أسوان) حديثه لـ«الشرق الأوسط»، وأضاف أن «أفراد الأسرة الحاكمة كانوا حريصين على التأكيد خلال لقاءاتهم بالسائحين في السوق السياحية على ضرورة زيارة المدينة السياحية التي تتمتع بالدفء في الشتاء.. وللتأكيد على ضرورة عودة السياحة». وقال محافظ أسوان اللواء مصطفي يسري لـ«الشرق الأوسط»، إن «الأمير عباس وأسرته حرصوا على توجيه رسالة للعالم مفادها أن مصر آمنة.. والموسم السياحي الشتوي سيعيد السياحة في الجنوب لسابق عهدها».

وأكد مدير آثار مدينة أبو سمبل السياحية، حسام عبود، أن «الأسرة المالكة لمصر سابقا بدأت زيارتها إلى أسوان أول من أمس، بجولة نيلية ببحيرة ناصر لمشاهدة عدد من الآثار المصرية هناك، من بينها مجموعة آثار النوبة الغارقة، ثم زيارة معبد أبو سمبل الشهير جنوب أسوان، ثم بعد ذلك توجهوا لزيارة السوق السياحية في مدينة أسوان وكورنيش النيل». وقال عبود إن «الأمير عباس حلمي أعرب عن إعجابه بمعبد أبو سمبل الذي يتميز بالعراقة والضخامة الكبيرة، باعتباره أعظم معبد مصري منحوت في الصخر»، موضحا أن الأمير عباس حلمي وصل إلى مدينة أبو سمبل عبر إحدى البواخر السياحية التي تعمل في بحيرة ناصر.

يذكر أن الأمير عباس حلمي محمد عبد المنعم، ولد في القاهرة عام 1941، وجده الخديوي عباس حلمي الثاني، ووالده الأمير محمد عبد المنعم، الذي تولى الوصاية على العرش لحين بلوغ الأمير أحمد فؤاد ابن الملك فاروق السن القانونية، ووالدته الأميرة نسل شاه عثمان أوغلو، حفيدة آخر سلطان للدولة العثمانية. في هذا السياق، وضمن مجهودات محافظة أسوان للتزين للموسم السياحي الشتوي، تزينت المدينة برسوم الغرافيك والجداريات من خلال حملة نظمها فنانون وشباب، لجذب السائحين للمدينة. ويقول نور أحمد، أحد المشاركين في الرسوم: «قصدنا رسم بانوراما للمعالم الأثرية والتاريخية بالمدينة، فضلا عن ملامح من حياة المصري القديم»، لافتا إلى أن «هدفنا هو تزيين مدينة أسوان وإبراز معالمها الحضارية من خلال رسوم الغرافيك والجداريات، مما يعكس رغبتنا في وضع اللمسات الجمالية وعودة أسوان لمكانتها بوصفها واحدة من أجمل مشاتي ومدن العالم»، مؤكدا أن «الأعمال الفنية على جدران المباني والمؤسسات مستوحاة من مختلف المراحل التاريخية، وذلك باستخدام الحجر الرملي، حيث إن منها جداريات بالتصوير وجداريات بالنحت البارز». من جانبه، قال محافظ أسوان إن حملة «الرسم على الجداريات تأتي بالتزامن مع كل الجهود من وزارات السياحة والخارجية والطيران، بالإضافة إلى محافظة أسوان وبالتنسيق مع سفارات وقنصليات بعض الدول الأوروبية التي فرضت في الفترة الأخيرة الحظر على سفر مواطنيها لزيارة المدن السياحية بمصر».