مقتل 3 في إطلاق نار داخل القصر الرئاسي السوداني

الجيش قال إن المعتدي رجل مختل.. وخبير أمني يشكك في الرواية الرسمية

TT

لقي 3 سودانيين مصرعهم في تبادل إطلاق نار داخل القصر الرئاسي بالخرطوم، اثنان منهم جنود في قوة الحرس الجمهوري المكلفة بحماية الرئيس والقصر الرئاسي، في هجوم شنه شخص، زعمت السلطات أنه مختل العقل، وقالت إنه هاجم القوة وقتل منها اثنين، فيما سارعت البقية بإطلاق النار عليه فأردته قتيلاً.

وسمع صبيحة أمس إطلاق نار كثيف في ناحية القصر الرئاسي على ضفة النيل الأزرق وسط الخرطوم، قبيل منتصف النهار، وعلى إثر ذلك أغلقت سلطات الأمن شارع النيل الذي يمر بموازاة القصر الرئاسي، وشوهدت حركة عسكرية مكثفة في المكان، حسب رواية الشهود.

وقال العقيد الصوارمي خالد سعد، المتحدث باسم الجيش السوداني، في تصريحات نقلتها وكالة الأنباء الرسمية (سونا) إن مواطناً يدعى صلاح كافي كوة، من أبناء مدينة «كادوقلي» حاضرة ولاية جنوب كرفان، وتدل ملابسه على أنه مختل العقل، حاول عبور بوابة القصر، قبالة شارع النيل، وكان يحمل سيفاً، فمنعه الحرس وابتعد، لكنه عاد مرة أخرى محاولاًً العبور، وحين منعه الحارس طعنه بسيفه فأرداه قتيلاً، ثم أخذ بندقيته وأطلق منها النار على حرس التشريفة أمام بوابة القصر فقتل أحدهم.

وأضاف الصوارمي أن القوة العسكرية بالقصر تعاملت معه فأردته قتيلاً، مؤكداً احتواء الموقف، وعودة الأوضاع في القصر إلى طبيعتها.

وفي أوقات سابقة، اعتدى أشخاص، وصفوا بمختلي العقل، على القصر الرئاسي والسيارات الرئاسية أكثر من مرة، ويعد اعتداء اليوم هو الرابع من نوعه الذي أسندت مسؤوليته لمختل عقلي، ودون أن تقدم لجان التحقيق في تلك الاعتداءات أية معلومات عن نتائج التحقيق في تلك الحوادث.

بيد أن خبيرا أمنيا شكك في الرواية الرسمية، وتساءل كيف تجاوز الرجل الحراسة عند مدخل القصر ليصل لرجال التشريفة «الديدبان» ويقتل أحدهم بالسيف، في الوقت الذي يفترض أن تكون فيه كاميرات الحراسة قد كشفته بمجرد اقترابه من القصر.

وتساءل عميد الأمن المتقاعد حسن بيومي قائلاً: «كيف يحمل معتوه سيفاً ويدخل القصر ويقتل أحد الحراس، دون أن يفطن له أحد»، وأضاف موضحا: «هناك كاميرات مراقبة تستطيع كشف الحركة في كل المنطقة حول القصر، وهناك قوة عسكرية لتأمين القصر يمكنها التعامل مع الرجل قبل وصوله لمنطقة التشريفة».

ودعا العميد بيومي إلى إعادة النظر في «تأمين القصر الجمهوري»، وقال بهذا الخصوص: «يبدو أن هناك ثغرة تمكن الأشخاص من الوصول للديدبان، يجب سدها لمنع تكرار مثل هذه الحوادث».

وفي فبراير (شباط) الماضي أطلق مجهول النار على أفراد الحراسة بالبوابة الغربية للقصر الجمهوري، فقتلته قوة الحراسة في الحال، ومارست السلطات تكتماً شديداً على الحادث. كما تناقلت مجالس الخرطوم في يوليو (تموز) 2012 أن الرئيس عمر البشير تعرض لمحاولة اغتيال داخل منزله في مجمع القيادة العامة للقوات المسلحة، وسارعت جهات مقربة من الحزب الحاكم لترويج رواية تتحدث عن مجرد طلقة طائشة أصابت الحارس الشخصي للبشير في منزل الرئيس أثناء قيام أحد زملائه بتنظيف سلاحه.

وعادة ما يشكك معارضو الحكم في الروايات الرسمية بشأن تلك الأحداث، وتقول مصادر صحافية إن الرجل عسكري يعاني اختلالات نفسية، بيد أن التقارير الرسمية لا تؤيد هذه الرواية التي تلقى قبولاً وسط العامة.

وفي سبتمبر (أيلول) 2011 ألقت قوات الشرطة القبض على شخص، قالت إنه يحمل بطاقة علاج للطب النفسي، استولى على سلاح أحد أفراد الحراسة بفندق برج الفاتح بالخرطوم، واستقل عربة تحت التهديد، ثم أطلق النار باتجاه دورية مرور دون حدوث أية إصابات أو خسائر، وراج وقتها أن الرجل استهدف سيارات تشريفة رئاسية كانت تسير في الطريق أثناء استيلائه على السلاح.