واشنطن: روسي متهم بالقتال مع طالبان يدفع ببراءته

حميد الله خدم في الجيش السوفياتي في ثمانينات القرن الماضي ضابطا وقائد دبابة

TT

دفع روسي متهم بالقتال في صفوف متمردي جماعة طالبان في أفغانستان وقيادة هجوم ضد قوات التحالف، عام 2009، ببراءته، أول من أمس، من تهم الإرهاب الموجهة إليه، أمام محكمة محلية أميركية.

وخلال جلسة استماع موجزة عقدتها المحكمة في قلب مدينة ريتشموند، أمر القاضي باستمرار احتجاز إريك إلغيز حميد الله، خلال فترة المحاكمة.

جدير بالذكر أن حميد الله، الذي تم توجيه الاتهام إليه، الشهر الماضي، كان قد أُلقي القبض عليه بعد وقوع هجوم، وجرى احتجازه سرا داخل منشأة احتجاز قرب قاعدة بغرام الجوية بأفغانستان، حيث عقد مسؤولون بمكتب التحقيقات الفيدرالي (إف بي آي) مقابلات معه، في محاولة بناء قضية جنائية ضده.

وخلال هذا الأسبوع، تم نقله جوا ليخضع للمحاكمة في المقاطعة الشرقية بفيرجينيا، وهي المرة الأولى التي ينقل فيها مقاتل أجنبي قبض عليه في أفغانستان إلى الولايات المتحدة لمحاكمته.

من بين الاتهامات الموجهة لحميد الله التآمر لقتل مواطن أميركي، واستخدام أسلحة دمار شامل. وتحمل التهمة الأخيرة عقوبة إعدام محتملة، لكن الادعاء صرح بأنه لن يسعى لاستصدار حكم بالإعدام.

وحال إدانته، من الممكن أن يقضي حميد الله، الذي يعتقد أنه في الـ55 من عمره، ما بقي من حياته خلف القضبان.

من جهته، قال حميد الله الذي تحدث بالإنجليزية قليلا إلى القاضي هنري هودسون، إنه يعي الاتهامات الموجهة إليه، إلا أنه، في بعض الأحيان، كان يلجأ إلى مترجم يتحدث العربية. وقد تقدم المتهم بطلب واحد، وهو أن تنطق المحكمة اسمه الأخير بشكل مختلف، وهو ما وافق عليه القاضي.

خلال الجلسة، بدت على حميد الله علامات السكينة، وابتسم بضع مرات. وقد حضر الجلسة مكبلا بالقيود، لكن الإجراءات الأمنية بوجه عام كانت خفيفة نسبيا. وقد وجد عدة عسكريين أميركيين برتبة مارشال داخل القاعة، لكن لم يظهر أي حراس شديدو التسليح أو أي احترازات أمنية واضحة أخرى.

وطبقا لما ورد بلائحة الاتهام، فإن حميد الله سبقت له الخدمة في الجيش السوفياتي في ثمانينات القرن الماضي، ضابطا وقائد دبابة، ثم انضم إلى طالبان.

وقد تلقى تدريبا على استخدام الأسلحة الثقيلة، مثل مضادات الطائرات والصواريخ المحمولة.

وذكرت لائحة الاتهام أنه خلال الهجوم، تولى حميد الله «توجيه أماكن تمركز 3 مجموعات والأسلحة التي يحملونها، التي تضمنت بنادق كلاشنيكوف وقنابل يدوية ورشاش (دوشكا) المضاد للطائرات، وبندقية قليلة الارتداد عيار 82 ملليمترا، وصاروخ محمول (بي إم 1). وقاذفات (آر بي جي) وأسلحة أخرى».

يُذكر أن إدارة أوباما واجهت صعوبة في تحديد ما ينبغي فعله مع حميد الله، وثار نقاش داخلها حول ما إذا كانت تنبغي محاكمته أمام محكمة مدنية أم عسكرية، وذلك في وقت اقتربت العمليات القتالية في أفغانستان من نهايتها. وذكر مسؤولون أميركيون أن الحكومة الروسية لم تبد اهتماما يذكر بمصير حميد الله.

وقد حضر ممثل عن الحكومة الروسية جلسة الاستماع، لكنه رفض التعليق.

من جانبه، حدد القاضي موعد انعقاد المحاكمة في أبريل (نيسان). وقال الادعاء إن المحاكمة قد تستغرق ما بين 3 و5 أيام.

* خدمة «واشنطن بوست»