وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي من غزة: هدفنا النهائي إقامة دولة فلسطينية

مصدر أميركي: دول كثيرة قد تلحق بالسويد وتعترف بفلسطين

TT

دعت فيديريكا موغيريني، وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي، من قطاع غزة أمس، إلى استئناف محادثات السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين بشكل فوري، قائلة إن الهدف النهائي للاتحاد الأوروبي هو إقامة الدولة الفلسطينية بشكل فعلي، وتركت مسألة الاعتراف بالدولة الفلسطينية لكل دولة في الاتحاد على حدة، موضحة في هذا الصدد أنه لا يوجد اتفاق حول هذه المسألة.

وجاء هذا التصريح في وقت أعلنت فيه مصادر أوروبية أن دولا أخرى في الاتحاد لن تنتظر طويلا، وأنها ستعترف بالدولة الفلسطينية على غرار السويد إذا لم تستأنف عملية السلام قريبا.

وقالت موغيريني في مؤتمر صحافي من مدرسة البحرين، التابعة لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين «أونروا» في غزة: «صحيح أنه ليس هناك إجماع لدى الاتحاد الأوروبي على مسألة الاعتراف بالدولة الفلسطينية، لكن ذلك يعود لكل دولة على حدة. أنا سأناقش هذا الموضوع مع زملائي، لكن الشيء الجوهري ليس مناقشة قضية أننا نريد الاعتراف بالدولة، لكن نريد عمليا إقامة دولة فلسطينية، وهذا هو الهدف النهائي بالنسبة لجميع الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي».

وكانت موغيريني قد أجرت جولة في غزة، والتقت وزراء حكومة التوافق قبل أن تزور المدرسة التي تؤوي مئات النازحين الفلسطينيين الذين فقدوا منازلهم في الحرب الأخيرة على القطاع. وقالت موغيريني حول هذه الزيارة: «جئت إلى هنا أولا بصفتي أما تريد أن ترى بعينيها وبشكل مباشر الأوضاع الإنسانية بعد الحرب، وخلال مؤتمر القاهرة تشاركنا جميعا، وقلنا إن غزة تحتاج إلى أن تتنفس، وإن الأمور هنا يجب أن تتغير».

وبخصوص مسألة الإعمار أضافت موغيريني: «لا يوجد وقت للانتظار، يجب أن نعمل بسرعة أكبر فيما يتعلق بإعادة الإعمار، فهذا التزام قدمناه هنا ويجب أن نعمل بكل ما نستطيع لنرى عودة الأطفال إلى بيوتهم قبل أن يصبح عمرهم عاما».

وأكدت الممثلة العليا للاتحاد الأوروبي أن أوروبا على استعداد دائم لدعم المواطنين في غزة ليعيشوا في أوضاع أفضل، لكنها أكدت أن أفضل طريقة لتحقيق ذلك ولإنهاء هذه المعاناة «هي وضع حد لهذا الصراع وإقامة دولة فلسطينية، تعيش بسلام إلى جانب إسرائيل». وقالت موغيريني بهذا الخصوص: «الاتحاد الأوروبي يحتاج إلى حكومة فلسطينية فاعلة في غزة، ويؤمن بأن هناك ضرورة لتفعيل السلطة الوطنية والحكومة في القطاع، وأنا أتمنى أن يكون ذلك في المستقبل القريب، وستجدون أوروبا دائما إلى جانبكم وجانب الأونروا ومنظمات الأمم المتحدة.. لكن الأهم من ذلك هو أن نطالب الجميع، ليس بعد 6 أو 3 أشهر، بالعودة إلى المفاوضات واستئناف عملية السلام».

وتابعت موضحة: «نقول للرئيس محمود عباس إذا لم نبنِ على ما حصل في القاهرة، وكانت هناك خطوة أولى وثانية وثالثة لعملية إعادة الإعمار، فهذا سيدفع بالتأكيد مرة أخرى إلى العنف، والاتحاد الأوروبي يجب أن يدفع بكل وزنه السياسي لإعادة العملية السياسية مرة أخرى، ونجعل حكومة الوفاق الوطني تأتي إلى غزة وأن تكون فاعلة في القطاع.. إن غزة لا تحتمل مطلقا حربا رابعة».

وجاءت تصريحات موغيريني فيما نشرت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية أن عددا من الدول الأوروبية أبلغت مسؤولين أميركيين بأنها تدرس جديا مسألة الاعتراف بدولة فلسطين ضمن حدود 1967 من جانب واحد، مثلما فعلت ذلك السويد الشهر الماضي. وجاء فيما أوردته الصحيفة أن هذه الدول الأوروبية ستلجأ إلى الاعتراف بدولة فلسطين، في حال لم تستأنف محادثات السلام بين إسرائيل والفلسطينيين.

وأضافت الصحيفة أن هذه المواقف المبدئية في بعض العواصم الأوروبية، من شأنها أن تضع إدارة الرئيس الأميركي باراك أوباما في مأزق دبلوماسي، يعكس علاقته المتوترة الخاصة مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، كما أنها قد تسهم في انهيار «ربيع المحادثات التي تقودها الولايات المتحدة بين الإسرائيليين والفلسطينيين».

وجاء على لسان مسؤول أوروبي رفيع قوله: «لن ننتظر إلى الأبد. تستعد دول أوروبية أخرى للاعتراف بفلسطين كما فعلت السويد». كما قالت الصحيفة إن واشنطن والدول الأوروبية تداولت أيضا بشأن دفع الجهود في الأمم المتحدة لاستيعاب دعوة الفلسطينيين لإقامة دولة مستقلة، وربما عبر تصويت في مجلس الأمن، لافتة النظر إلى أن مسؤولين أوروبيين كبارا، من بينهم وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس، صرحوا بأن حكوماتهم ستعترف في نهاية المطاف بالدولة الفلسطينية إذا تعطلت عملية السلام. كما أعادت الصحيفة إلى الأذهان تصريحات وزير الخارجية الآيرلندي تشارلي فلاناغان، الذي أكد أن بلاده «تكثف دعمها لقيام دولة فلسطينية مستقلة».

وعلى صعيد المواجهات المستمرة بين الفلسطينيين والإسرائيليين، قتلت الشرطة الإسرائيلية أمس شابا فلسطينيا يدعى خير حمدان (22 عاما) من بلدة كفر كنا بشكل تعسفي، وذلك عندما حاول الهرب منها. وساد غضب عارم في البلدة التي ردت بإضراب عام احتجاجا، مؤكدين أن هذه عملية إعدام وتشكل استمرارا لسياسة تتبعها الشرطة الإسرائيلية وقوات الأمن منذ سنوات كثيرة، على اعتبار أن هذه ليست المرة الأولى التي تقوم فيها الشرطة الإسرائيلية بعملية إعدام لمواطن عربي كونه عربيا، وتفضّل أن تقوم بإطلاق النار عليه وقتله.

وذكرت مصادر مقربة من الشرطة أنها تخشى من تفجر الأوضاع في منطقة الشمال بعد جريمة قتل خير حمدان في كفر كنا الليلة الماضية. وقال تقرير للقناة الإسرائيلية الثانية إن القائد العام للشرطة يوحنان دانينو، أجرى سلسلة محادثات هاتفية مع كبار الضباط في منطقة الشمال، وحثهم على فتح قنوات حوار مع قيادات المجتمع العربي ومحاولة «خفض اللهب».