التعبئة الدولية ضد «إيبولا» بدأت تؤتي ثمارها

سويسرا تتخلى عن إعادة لاجئي الدول الأكثر تضررا بالوباء

TT

كشفت السلطات الصحية عن أن التعبئة الدولية ضد وباء إيبولا في غرب أفريقيا بدأت تؤتي ثمارها، رغم مواصلة انتشار المرض وتسببه في وفاة آلاف الأشخاص. فقد ذكرت منظمة الصحة العالمية أنها واثقة من تراجع عدد الإصابات الجديدة «في بعض المناطق»، وخصوصا في ليبيريا البلد الذي يواجه أوسع انتشار للمرض، لكنها اعترفت بأن انتقال المرض ما زال كثيفا في غرب سيراليون، بما في ذلك العاصمة فريتاون، وجنوب غينيا، حيث ظهر المرض أواخر العام الماضي.

وأفادت أرقام جديدة لمنظمة الصحة العالمية نشرت مساء أول من أمس بأن أسوأ وباء لإيبولا أودى بحياة 4960 شخصا من بين 13268 أصيبوا به في 8 بلدان. وكانت حصيلة سابقة نشرت الأربعاء أكدت وفاة 4818 شخصا. ومنذ بدء انتشار المرض من غينيا في أواخر عام 2013، سجلت 2766 حالة وفاة في ليبيريا من 6619 إصابة. وفي سيراليون أحصت المنظمة وفاة 1130 شخصا من بين 4862 إصابة. وفي غينيا توفي 1054 شخصا من بين 1760 مصابا. ولم تتغير الحصيلة في السنغال ونيجيريا منذ أكثر من 42 يوما، وهي 20 إصابة، بينها 8 وفيات في نيجيريا وإصابة واحدة في السنغال لطالب غيني أعلنت السلطات تعافيه في العاشر من سبتمبر (أيلول). وسحب البلدان من لائحة الدول التي ينتشر فيها وباء إيبولا. وفي مالي توفيت فتاة وصلت من غينيا.

أما خارج أفريقيا، فقد أصيب 2 من العاملين بقطاع الصحة في مستشفى بتكساس بالولايات المتحدة أودع فيه مريض ليبيري عائد من بلده وتوفي لاحقا. وفي الإجمال أحصيت 4 حالات في الولايات المتحدة. وشهدت إسبانيا إصابة واحدة لمساعدة تمريض أعلن لاحقا تعافيها. وقال مدير الإدارة الاستراتيجية في منظمة الصحة العالمية كريستوفر داي إن «هناك عددا كبيرا من الوفيات التي لم يتم إحصاؤها»، مشيرا إلى استمرار شعائر دفن الموتى سرا، بما في ذلك لمس جثامينهم وغسلهم. وينتقل الفيروس بالاتصال المباشر مع إفرازات الجسم. وهو يسبب حمى نزفية وتقيؤا وإسهالا.

وكان رئيس سيراليون إرنست باي كوروما انتقد الأربعاء الماضي المسؤولين المحليين في المناطق الريفية في غرب البلاد وطلب منهم وقف الشعائر الجنائزية التي تتطلب أي تماس مع الجثمان. وقال: «عليكم أن تكفوا عن النفاق خلال مكافحة إيبولا»، مذكرا بأن حالة الطوارئ قائمة في البلاد.

وبموجب الصلاحيات التي يتمتع بها في حالة الطوارئ، أمر كوروما الأربعاء بتوقيف مذيع في إذاعة سمح لمسؤول في المعارضة بانتقاد إدارة مكافحة إيبولا في البلاد. وطلبت نقابة المحامين تقديم توضيحات لأسباب توقيف الرجل الذي كان ما زال معتقلا حتى مساء أول من أمس.

وفي ختام زيارة استمرت 3 أيام إلى سيراليون، رحبت المديرة التنفيذية لبرنامج الغذاء العالمي إيرتاران كوزان يوم الخميس الماضي بالتقدم الذي تحقق، لكنها دعت إلى «اليقظة» والتعبئة الدولية لحماية ما تحقق؛ لأنه «مع هذا المرض يمكن أن يكون التقدم قصيرا». وأعلنت الأمم المتحدة هذا الأسبوع أنها تلقت 572 من أصل 988 مليون دولار طلبتها لمكافحة إيبولا.

من جهته، طلب الرئيس الأميركي باراك أوباما من الكونغرس أكثر من 6 مليارات دولار بشكل عاجل من أجل التصدي لفيروس إيبولا في غرب أفريقيا وإدارة المخاطر في الولايات المتحدة، حسبما أعلن مسؤول في البيت الأبيض الأربعاء.

وأخيرا، أعلن مصدر رسمي سويسري مساء أول من أمس أن سويسرا لن تعيد بعد الآن طالبي اللجوء الذين ترفض طلباتهم إلى سيراليون وغينيا وليبيريا، الدول الـ3 التي ينتشر فيها وباء إيبولا في غرب أفريقيا. وأكد الناطق باسم الوزارة الاتحادية للعدل والشرطة نبأ في هذا الشأن أعلنه التلفزيون السويسري العام الناطق بالألمانية. ويمكن إرجاء إبعاد طالبي اللجوء القادمين من الدول الـ3 الذين ترفض طلباتهم، إذا تقدموا بطلب في هذا الاتجاه. وسيتم تعليق دراسة ملفات طالبي اللجوء القادمين من هذه البلدان، إلا أن سويسرا استثنت من هذا القرار مرتكبي الجنح الخطيرة في سويسرا وطالبي اللجوء الذين يمكن أن يشكلوا «تهديدا للأمن الداخلي أو الخارجي» للبلاد. وتطالب المنظمة السويسرية لمساعدة اللاجئين منذ فترة طويلة بوقف إعادة هؤلاء إلى دولهم. وهي تقول إن سويسرا أبعدت 7 من طالبي اللجوء إلى هذه البلدان. وحسب المنظمة، هناك نحو مائتي طالب لجوء قدموا من الدول الـ3 في سويسرا حاليا.