حلم كبير

TT

بخصوص مقال عبد الرحمن الراشد «التطرف السني ضد التطرف الشيعي!»، المنشور بتاريخ 8 نوفمبر (تشرين الثاني) الحالي، أود أن أوضح أن السؤال يصبح أكثر استحقاقا إذا كان: لماذا الغرب لا يحارب الإرهاب التي تقوم به ميليشيات شيعية، ولماذا ويغض النظر عنه، بل الأكثر من ذلك يرفع بدهاء من أسهمه في المنطقة؟ آخر الحروب بين العرب وإسرائيل هي بلا شك حرب 73، أما الحروب بين حزب الله وإسرائيل فكلما مرت الأيام وجدّت الأحداث يتكشف لنا أنها كانت حروبا متفقا عليها بينهما، بغرض إعطاء حزب الله صفة المقاوم، وجعله صاحب القرار في قضية العروبة والإسلام، القضية الفلسطينية، والذي بدوره يعطي هذه الميزات لإيران، وبموجبها تدس أنفها في كل كبيرة وصغيرة في الشأن الفلسطيني والعربي لتخريبه، فمزقت لحمة الشعب الفلسطيني والعربي حتى بددت القضية الفلسطينية برمتها، وهل تريد إسرائيل أو تحلم بأكثر من هذا؟ فلما انشغل حزب الله وانشغلت إيران بسوريا، وسقط قناع المقاومة الزائف عنهما رأينا القضية الفلسطينية تستعيد بعض عافيتها حتى أن إسرائيل تحاصر اليوم برعب الاعتراف بدولة فلسطين الذي افتتحته السويد، وتقارب الفصيلان الفلسطينيان بعد أن مزقت إيران أواصر الإخوة بينهما، الإرهاب الشيعي مثلما هو الإرهاب السني يمزق العرب ويجعلهم ضعفاء في مواجهة إسرائيل ويبدد القضية الفلسطينية، هل يحلم الغرب أو تحلم إسرائيل بأكثر من هذا؟

أكرم الكاتب - فرنسا [email protected]